قصتي مع الجن – الجزء الثاني

قصتي مع الجن – الجزء الثاني

بعد ان اطمئنيت الى ان نومي في غرفة والدي ووالدتي لن يجعل حمدان او حتى حبريت يستطيع ان يقترب مني .
ومما زاد قناعتي وهدوئي النسبي ااني فعلا اوصدت الابواب والنوافذ واسترخيت على فراشي طالبا النوم ولكن هيهات ان ينام شخص موعود بزيارة حبريت ..
سمعت والدي يغط في نوم عميق وكذلك والدتي .. مرّت الدقائق بطيئة ثقيلة كأنها دوران الرحى ..
سألت نفسي ولم كل هذا الهلع والخوف؟!!!
اليس من المستحيل ان يدخل احد عليك وانت في غرفة والديك !!!
ثم ليدخل من يدخل فوالدي ذو بأس شديد ولا اخاف من شيء طالما هو في غرفة معي ..
وبعد ساعات طوال نمت وياليتني لم ان ..
بمجرد ان استغرقت في النوم رأيت كوابيس مزعجه واحلام مخيفه .. كلاب سوداء تنبح وكذلك ذئاب سود بعيون حمر تتعاوى وكلها تريد الاقتراب مني وانا اصرخ واستغيث ولكن لا مجيب….

هربت من تلك الحيوانات الشرسه وركضت وركضت واذا حمدان واقف امامي يضحك بصوته المعهود وقال ماقلت لك ان حبريت جاي يسلم عليك .. وامسكني بيدي وقال تعال انا هنا معك في صفك لا تخاف ..
قلت ياعم حمدان فيه كلاب ورايي وفيه ذيابه .. قال ذولا سرية الملك حبريت لا تخاف انا بروح بستقله معك .
احسست بنوع من الراحة النفسيه واخذني حمدان بيدي ومرينا بوادي كثير الحيات وكان حمدان يمشي عليها بدون خوف ووجل وانا اتخير مكان خطوتي لكي لا تقرصني احداها واقول له ياعم حمدان الحيات ..
فضحك وقال مايوذي الخادم بحضرة سيده حبريت لا تخاف من احد وامش وانت متطمن .
مشيت ودخلنا ذلك القصر الذي لم ارى اعظم واضخم من جدرانه ورأيت اشكالا لم ارها في حياتي حيوانات برأسين وثلاثه .. وافاعي لو التف احدها على عمارة من طابقين لغطاها والاغرب رأيت طيورا حمراء اللون ..
وفي ساحة عظيمه وقف حمدان يرشدني على اسماء تلك المخلوقات ..
قال هذولا الزيران .. وهم اللي يسمونهم البشر الخبث والخبائث .. وهم يسكنون الحمامات اكرمكم الله ..والامكاكن القذره وهم اضعف جند الملك حبريت ..
وجاء شكل ثاني لهم اجنحه قال ذولا التحتيه .. وذولا يعيشون بالتراب ويخترقون حتى الجبال ..
وجاء شكل مرعب مخيف لهم اجنحه وانياب طوال قال ذولا الفوقيه يسكنون قمم الجبال..
وجاء بعدها اثنين من اضخم الاجسام واشدها قال ذولا من يهود الجن واسمهم هوبر وهوجل ..
ثم جاء بعدهم شخص بين مجموعة حراس قال هذا ملك بلهيت ..
بعدها رأيت حمدان مرتبك وخايف وقال ذولا سرايا الملك حبريت ..
اربع سرايا مرت صوتهم مثل صوت فحيح الحيات ..وسماهم شرشق شوذن وتصنيت وهبيد وقال السرايا الاربع يهوديه …
وبعدها مرت اربع سرايا ثانيه صوتها يشبه جحافل الجيوش العاديه وقال ذولا مجوس اربع سرايا ..
استبرق.. رعوم.. خيام الخيت .. ابن رقراق..
وبعدها مرت اربع سرايا صوتها يشبه تكسير الاخشاب .
امبردخا توشا …بزردا…هردقيل .. شاكو … من الجن الملحدين
وبعدها مرت اربع سرايا تبعث الرعب في نفوس الجن كلها وهي سريه انصولوغيه وهي ديانة عند الجن
هايت بدريا .. جنقل استارا …سمندر داتشي ..سانب شترمرغ … وصوتها يشبه تفجير القنابل وهي من اقوى جيوش الملك حبريت ..
بعد كذا مروا وزراء الملك حبريت ..
بهـارا أونـت…. ريقستـان دارا….. نـي نهـي قنديـت…. بهـو تـاره جهـودري….. نـرش نرميـنـا… بجرنص… ماهتاكـوا… جلدشيـر… الجنجنـق كمتيـت… قدومـا رنفديـن…. وكلهم اهل طوالق على وؤوسهم تخفي وجوهم
(انصحك عزيزي القارء لا تقرأ الاسماء السابقه بصوت عالي وانت على غير وضوء ) والاحوط اقرأها بينك وبين نفسك ..
وبعدها مروا الجن العرب وكانو اضعف الجن واقلهم عددا وعده … وكانو مستضعفين عند اليهود والملك حبريت ..
مسحل السكران .. وجندل .. ومدرك وابن مدغم .. وكلهم من جن الازد جنوب الجزيرة العربية
ولافظ ابن لاحظ اجمل الجن خلقا وخلقا .. وهو عربي وكذلك قارىء الجن المسلمين هاذر بن ماهر من اجود الاصوات بكتاب الله جل وعلا … وكلهم من قبيلة الازد ….واقسم لكم بالله العلي العظيم ان كل الاسماء التي اوردتها رأيتها بأم عيني …
ثم بعد ذلك قال حمدان ولم اعد اخاف منه بل صرت اراه اقرب هؤلاء لي كونه ابن البشر الوحيد قال رجعنا ..
فأشرت له بالقبول ورجعنا من ذلك الوادي وكنت اشد جنانا وقوة من ذي قبل ..
واعطاني في طريق حبلا كان يضعه على خصره وربطه حول خصري وقال انتبه يضيع منك واذا صحيت اربطه حول جسمك ..
صحوت على صوت والدتي وهي توقظني للمذاكره وقلت الحمد لله انني في بيتي وان ذلك كان مجرد كابوس لعين ..
ووضعت يدي حول خصري ووجدت حبل حمدان مربوطا حول خصري وعلمت انني فعلا ذهبت وليس مجرد كابوس!!!!!

بعد ان استقيظت من نومي ووجدت الحبل مربوطا حول خصري فوق الثوب ارتبكت وخفت ولم اشأ ان ارتبك كثيرا امام والدتي لأنني احسست في نفسي ان هذه المغامره لن تنتهي على خير في حال اخبرت والدي ووالدتي بقصة وجود هذا الحبل..
بقيت جالسا على فراشي حتى عادت امي الى فراشها وتأكدت انها لن تنتبه للحبل الذي يلف خصري وخرجت من الغرفه وذهبت الى غرفة اخرى لأتفحص شكل ذلك الحبل الغريب..
وتذكرت وصية حمدان حين قال يجب ان تلفه حول جسدك مباشرة .. اخذت الحبل وحللته بهدوء ونظرت اليه فوجدته ليس حبلا من انواع الحبل المعهوده بل هو اقرب الى الجلد المبروم ذو لون بني داكن ورائحة تشبه رائحة جزمة طال مكوث القدم فيها اجلكم الله ..
تقززت نفسي من هذا الحبل الكريه وفكرت في امري .. هل اربطه مباشرة على جلدي !!!
هل اخبر والدي بحقيقة مارأيت !!! هل اسكت وانظر ماذا سوف يحصل لي بعد هذه الليله الغريبة !!!
الغريب في الامر انني لم اكن خائفا بل كنت فضوليا وكنت استحضر في ذهني صور اولئك الجن واصواتهم ..
لا اخفيكم سرا انه شدني ذلك العالم الغريب الملىء باالاعاجيب .. فقررت قراري وحزمت امري على ان اربط الحبل حول جسدي وان اكمل هذا الطريق وكان هنالك سؤال يلحّ في رأسي لماذا انا ؟؟!!!
وهل سوف يراد بي خيرا ام شرا !!!
فعلا ربطت ذلك الحبل الغريب حول بطني وبقيت ساهرا اتفكر في تلك الاحداث التي رأيتها ..
طرأ على بالي ان اقرأ في القران الكريم لأرى هل المقصود ابعادي عن ديني ام هنالك هدف اخر ..
اخذت المصحف وقرات لم يحدث شيء ولم يتغير شيء.
استلقيت على اريكة في منزلنا قبيل اذان الفجر لأرقب الصلاه وقبيل الاذان سمعت مواء قطه قريبة من رأسي .
استقيظت وفتحت عيني ووجدت قطة سوداء لم ارها من قبل في بيتنا وكانت قريبة مني جدا وتلتصق بجسمي ..
صراحة خفت قليلا لأن الباب كان مغلقا ولم يكن هنالك منفذ تستطيع الدخول معه ..
وانا ابحلق عيني في هذه القطه رأيتها تذهب الى قدمي وتتمسح بها .. وفي هذه الاثناء خرج والدي من غرفته وصار يدعوني بصوت عالي لكي استعد لنصلي الفجر واساعده في ايقاظ اخوتي ..
رأيت هذه القطه تشير بيدها الى النافذه ففتحت النافذه وما اشد عجبي حين رأيت وجه حمدان من خلف النافذه بل انني شهقت خائفا مرتبكا .. فقال لي بصوت خافت لا تخاف .. قلت له بصوت خافت عم حمدان انا خايف !!!
قال لا تخاف ياولدي انتبه للحبل اللي حول بطنك وهذه القطه اللي عندك لا تخاف منها هذا حارسك من الجن اسمه فيروز ارسله لك الملك حبريت ولا تخاف ماراح يشوفه الا انت ولاراح يتشكل بشكله الحقيقي الا بعد مايصير قلبك اقوى ..!!!
قلت ياعم حمدان انا ما ابغى حارس من حبريت انا خايف وابغى ارجع مثل ماكنت ..
قال ياولدي انت وانا مالنا خيار في هذا ا لطريق ذا يانمشي ياتلحق محمد صاحبك !!!!!!!
تذكرت محمد وتذكرت الثعبان الذي طوق جسده !!!!
قلت طيب يمكن اهلي ينتبهون قال ياولدي الجن يخدم الانسان مايضره الا ذا الانسان قال بأسرار الجن للبشر !!!
انتبه ياولدي تقول لاحد ترى الحارس معك ويسمع كل كلمه تقولها حتى لو ماشافوه الناس تراك تشوفه انت وهم مايشوفونه ..
ياولدي الملك حبريت اختارك لأمر كبير.. انتبه ياولدي تراك باول الطريق !!!
وغادر العم حمدان وهنا سمعت والدي يقترب من باب الغرفه وكانت القطه عند قدمي وفتح والدي الباب !!
وقال يالله صل ياولد … وصح اخوانك يصلون قلت ابشر .. قال خلصت مذاكره قلت ايه ابشرك ..
ولم ينظر والدي الى عند قدمي كنت اريد ان اختبره هل يرى القطه ام لا!!!
فتظاهرت كأنني وضعت قدمي على شيء ّالمني ورفعت رجلي التي بجوار القطه لعله ينتبه اليها ..
فمازاد على ان قال وش فيه ياولد !! قلت مدري وش في الارض !! قال مافيها شيء يمكن زجاجه والاشي ..
وكان ينظر عند قدمي ولم يسألني عن القطه فعلمت يقينا انه لم يرها …
خرجت الى المسجد وفيروز(قطتي ) تسير خلفي ..
صليت مع الجماعه ورجعت للبيت ودخلت قطتي معي الى غرفتي !! فقلت له يافيروز اسمع انت الان حارسي وتخاف اني اقول للناس عن اسرار الملك حبريت .. لكن اسمع اذا كنت لوحدي ما اسمح لك تكون موجود ابدا عشان احب اغير ملابسي واكون حر في غرفتي !!!
وفي اثناء تتمة حديثي اختفت قطتي من امام عيني … فعلمت ان حارسي بدأ ينفذ طلباتي بكل طواعيه .. لا اخفيكم انني شعرت بشىء من الزهو والفخر … وتوقعت ان فيروز ليس اول من سينضوي تحت خدمتي ..
وبدأت كأي شاب مراهق افكر في تطويع حبريت وجنوده لتنفيذ رغباتي الشخصيه وظننتهم لا همّ لهم سوى تنفيذ رغباتي .. وما اسخفني حين فكرت هذا التفكير الاخرق !!!!
ذهبت الى المدرسه واذا قطتي تتابعني في الطريق فحاولت ان اسبق رفاقي قبل ان نركب سيارة النقل للمدرسه فقلت في نفسي سوف ابدا احاول في فيروز ان يساعدني في دراستي على الاقل اريد منه الاسئله اذا استطاع اليها سبيلا…
ركبت سارة النقل وقطتي عند قدمي ورفاقي لا يرونها وكنت سارح الذهن ..
وكان هنالك زميل لنا في المدرسه ثقيل الظل ومزحه ثقيل .. فأقترب مني برائحة فمه النتنه وقال شكلك تحب ياولد !!
فتجاهلته وكان كبير الجسم خفيف العقل !!! فقال اكلمك ياورع والا ماتسمع الكلام ونظرت في حجري واذا قطتي تكشر عن انيابها وهي تفوح غيضا وغضبا .. ثم تجرأ ومد يده وصفعني على وجهي مازحا مزحا ثقيلا فقمت ورددت اليه الكف بهدوء ولكن ما اثار عجبي ان من قوة الكف الذي ضربته رأيته يسقط على الارض ويصرخ بشده يلعن امك والمزح وقام الزملاء ووضعو حدا لتلك المشاجره الصباحيه ..
الغريب في الامر انني كنت ادرس الثالث الثانوي وهو في الصف الثاني ثانوي وفي نهاية الحصة الاولى استدعاني المدير !!
فدخلت ووجدت صاحبي منتفخ الخد الايسر بشكل يثير العجب وكذلك عينه منتفخه والمدير ينتظرني على احرّ من الجمر !!!
قال المدير ليش ضربت زميلك على وجهه .. قلت بهدوء هو ضربني اول على وجهي .. قال كنت امزح معه يا استاذ فقلت وانا كنت امزح معه ….
فقال المدير تمزح معه وتضربه بكل قوتك على وجهه ماتشوف اثرها في وجه زميلك!!!! تدري ان العين فيها نصف الديه ياثور!!!!
يالله وقف عند باب الاداره انت شكلك تبغى تسوي نفسك عضلات ياحيوان!!!
وخرجت عند باب الاداره ورجع زميلي للفصل وقطتي عند قدمي تنظر الى التلاميذ بغضب والى المدير بحقد !!
وقفت عند باب المدير وارى المعلمين يدخلون ويخرجون وينظرون الي بحقد وغضب وقطتي عند قدمي تبادلهم نفس النظرات الغاضبه ..
وقف امامي معلم الكيمياء وكان شخص قريب الى قلبي وكنت احترمه كثيرا وقال ليش ضربت زميلك بالقوه ذي على عينه ووجهه ؟؟
قلت يا استاذا انا ماضربته ضربه قويه انا ضربته كف زي ماضربني كف ويمكن كفه كان اقوى !!
قال وش لون كفه اقوى وزميلك الان طلعوه لمركز الرعايه الصحيه عشان عينه !!!
قلت اسأل زملاي في النقل !!
قال عموما الظاهر المدير بيجلدك بعد الصلاة قدام الطلاب .. في المصلى
او اذا اجلوها مره راح يجلدونك في الطابور الصباحي بكره .
قلت تكفى يا استاذ كلم المدير وتوسط لي عنده ؟ قال اصلا الضرب هذا عقاب المدرسه وباقي راح نجيب ابوك وابوه عشان اذا يبغى يتنازلون عنك او بكيفهم !!!
نظرت الى قطتي وظن المعلم اني مطرق الرأس انظر الى الارض .. ورأيت في تلك اللحظه قطتي تخرج من باب المدرسة لا اعلم الى اين ستذهب ولكنها خرجت ..
وبعد مضي نصف ساعه دخل حمدان الى المدرسه !!!
نعم انه العم حمدان بشحمه ولحمه رأيته ارتبتك وتلعثمت وسلم علي وقبلته فوق رأسه واعطاني خاتم كان في يده وقال البس الخاتم ذا وادخل على المدير واطلبه يسامحك وبعدين رح لزميلك وقله يسامحك بس بشرط انك تصافح الاثنين قبل ان تطلبهم ولازم الخاتم يلمس جلد الاثنين ..
قلت طيب ابشر … انتبه احد الطلاب الينا ورأي ذلك المسنّ يحدثني ثم خرج العم حمدان ..
اقترب الطالب مني وقال من الشايب ذا جدك؟؟؟؟!!
قلت لا بس هذا الشايب جارنا وارسلوه بفسحتي نسيتها صدق هذا الطالب الملقوف وذهب لحال سبيله ..
دخلت على المدير وما ان رأني حتى صرخ ارجع عند الباب ياحيوان !!!
فقلت السلام عليكم قال ولك وجه تسلم بعد ارجع عند الباب فمددت يدي لكي اصافحه فلم يمد يده وكان غاضبا مني ..
قلت يا استاذ تسمح لي اقبل رأسك عشان ترضى واي شي تبغاه بعد كذا من عيوني اي عقاب انا راضي ..
قال لا بس سلم من بعيد ( وكان هذا هدفي ) وفعلا صافحته ووجهه ينطق بالغضب وما ان احسست ان خاتم حمدان لامس يده حتى علت وجهه ابتسامه سريعه وفي لمح البصر !!!!
قلت استاذ ابغاك تسامحني وماراح اكررها فرد علي بمايلي !!!
انت من خيرة الطلاب عندي وانا صدقني احترمك واعتقد انك من احسن الطلاب اللي درستهم طوال خدمتي 30 سنه بس ابغى منك شغله قلت ابشر ..
قال ابغى زميلك يسامحك وراح اجيب ابوه… نفسي انه يسامحك عشان مايلحقك شي وصدقني راح اكون بصفك ..
شكرت له موقفه معي وقال اتفضل رح فصلك وراح اجيب زميلك وبعدين اجيبك عشان تستسمح منه!!!
قلت حسنا …
وذهبت الى فصلي ووجدت زملاءي ينظرون الي بخوف وقد تسرب اليهم نبأ تلك الضربه القويه من كفي لوجه زميلي
وما ان جلست في الفصل قليلا حتى طرق الباب الفراش وقال المدير يريد فلان فخرجت واتجهت للاداره ..
وجدت المدير يسترضي زميلي وسمعته يقول بالنص الواحد صدقني راح اعطيك من جيبي 100 ريال بس تسامح زميلك!! مديرنا البخيل يدفع مية ريال ولاجل من؟؟؟ لاجلي انا وهو يعتبرني قبل مصافحته اسوأ طالب وبعد مصافحته افضل طالب !!!!
المهم دخلت ومدتت يدي الى زميلي الغاضب ومجرد ان صافحته حتى هو بادرني بالاعتذار وابتسم وقبل رأسي!!!
وهنا ارتسمت على وجه المدير ابتسامة رضا عجيبه وقام واعطى الطالب 100 ريال !!!!
وقال الطالب للمدير استاذ ماراح اقول لابويه ان اللي ضربني زميلي فلان( اللي هو انا ) راح اقول لا بويه اني تضاربت مع ناس ما اعرفهم وانا طالع من المدرسه يعني يكذب ومديرنا مطوع ويرفض الكذب شكلا ومضمونا!!
قال المدير خلاص وانا ماراح اعطي ابوك خبر لا من قريب ولا من بعيد !!
والتفت في المدير وقال اتفضل اجلس ليش واقف!! قلت له باستغراب انا!!!
قال ايه انت تفضل اجلس وانت ارجع فصلك .. رجع زميلي لفصله وجلست بمفردي مع المدير توقعت انه سوف يوبخني لاجل المائة ريال ولكن دار الحديث التالي//
المدير / فيه عندك مشاكل مع احد من المدرسين او احد من المدرسين يضايقك!!!!
توقعته سؤال استدراجي قلت لا
قال اسمع اي مدرس تحس انك متضايق منه او يسبب لك مشاكل علمني مباشره وصدقني ما ارحمه ياغالي !!!
المدير يقول لي ياغالي !!!
قلت لا كل شي تمام ..
قال اتفضل فصلك واي شي تحتاجه اعتبرني هنا ابوك !!!
قلت شكرا وخرجت من الادارة ولا اعلم ماسر هذا الخاتم !!!
ذهبنا للبيت جلس زميلي الذي صفعته على خده بجواري في النقل ويتحدث باسما معي وكل زملائنا في استغراب من هذه الصداقة الجديده ..
قال احد التلاميذ ساخرا من زميلي الظاهر ان الكف خلاك تصير محترم !!!
فقال زميلي اصلا فلان(انا يعني) لو ضربني برجله على وجهي شرف لي وانت مالك دخل!!!!
نزلت من النقل وزميلي يودعني ويحمل شنطتي ويكاد يحملني من على الارض من فرط حبه لي !!!

كل هذا الوقت وقطتي مختفيه من الصباح لم اشاهدها …
وما ان رجعت واقتربت من منزلي حتى اعترضني العم حمدان وهو مبتسم وانا كذلك قابلته بابتسامه وقال فيروز اخطى وعدّل غلطته الكاهن الاعظم بامر من الملك حبريت شخصيا !!!
قال اعطني الخاتم قلت بس تسمح لي اسألك ..قال اسأل يامدلل الملك حبريت
قلت كيف اخطا فيروز( اللي هو قطتي طبعا) !!
قال هو اللي ضرب زميلك كف على وجهه وهو من اقوياء الجن وكاد ان يقتلع عينه من محجرها!!!
قلت طيب وين فيروز؟ قال فيروز في السجن سجنه الملك حبريت لأنه تصرف بدون امر حبريت !!!
قلت والخاتم؟ قال هذا فيه الكاهن الاعظيم ويستطيع ان يغير تفكير اي شخص عنك بما تريد بمجرد ان يلامس الخاتم يده !!
لا اخفيكم بدات افكر في اشخاص كثر من الجنسين ذكور واناث اريد ان اصبح في حياتهم رقم واحد وقطع علي حبل تفكيري العم حمدان قال هات الخاتم لأن الملك حبريت يأمر باعادته اليه !!
قلت ما اقدر اخليه معي يوم واحد بس!! وهنا غطى العم حمدان على فمي وقال اياك ان تعارض اوامر الملك حبريت !!!
الملك حبريت يريدك لأمر كبير ياولدي !!
فأعطيته الخادم ورجعت الى بيتي يدون قطتي فيروز وبدون خاتمي وفقط كلي فرح وزهو انني اصبحت شيئا يشار اليه بالبنان في مدرستنا فانا صاحب الكف الخارق وصاحب الحظوة عند المدير !!!
وبقيت منقطعا عن عالم الجن وحمدان اربعة ايام اذ لا حمدان كان موجودا بالقريه ولا فيروز(قطتي ) موجود واصبحت مشتاقا كثيرا لحياة الخاتم وفيروز ولكن ما ان جاء اليوم الخامس حتى جاءني العم حمدان وانا في مزرعة لنا احصد القمح وقال تعال فيه امر هام وخطير !! فذهبت اليه فقال لي وهو يرتعد خوفا ولا تكاد قدماه تحملانه
دريت وش صار ياولدي ؟!!!
قلت وش صار
قال الملك حبريت قرر انه يقتل شخص في القريه !!!!
قلت انا ومنهو هالشخص اللي قرر يقتله وليش يقتله .. قال اسأل الله ان يعينك ياولدي على الصدمه ولكن اسمع انا محمّل رساله وهذا اصعب اختبار لك وترى من بعد هذا الاختبار راح تكون في موقف العدو اللدود او الصديق لمقرب مع الملك حبريت !!!!
قلت ياعم حمدان وانا وش دخلني اذا حبريت يبغى يقتل واحد يقتله وانا وش علاقتي في الموضوع !!!
قال ياولدي اللي قرر يقتله الملك حبريت شخص تعرفه زين و ….. و….. و……. يقرب لك!!!!!!
يقربي لي انا ياعم حمدان!!!! ايه يقرب لك انت…. واسمع ترى لو احد سمع طاري هالسالفه قبل ماينقتل الرجال فترى لا انت ولا اللي راح يقتل حبريت ولا انا حتى بنكون على قيد الحياه كلنا راح نكون ضحايا !!!!
جلست من شدة الهلع ياتراه من يكون ضحية حبريت هذه المره الم يكفه صديقي محمد من قبل!!!!
ثم من هذا اللي يقرب لي ويريد حبريت قتله !!!! ولماذا يريد قتله حبريت !!! وهنا صحوت من تساؤلاتي التي كنت ارددها بيني وبين نفسي على صوت حمدان وقال ياولدي حبريت راح يقتل عمّك (علي) !!!!!
نهضت وامسكت بتلابيب حمدان وصرخت في وجهه عمي علي لا … لا … لا الله ياخذك انت وحبريت الملعون!!!!
وجلست على الارض ابكي واصرخ بشده ومن حسن حظي ان مزرعتنا تلك بعيده عن المنزل ولم يرني احد من عائلتي وانا اصرخ واتوسل لحمدان ان يتوسط لعمي عند حبريت ثم قلت حرام عليكم عنده عيال صغار !!!! وش سوى عمي علي ياظالم انت وحبريت الله لايوفقكم ولا يرد الساعه اللي عرفتك فيها ياحمدان!!
رأيت حمدان ذلك الشخص الكريه ذو مشاعر حيه وضمني وجلس يبكي مثل ماابكي !!!
ثم جلسنا بعد ماهدأت قليلا وقال ياولدي الملك حبريت ارسلني عشان اقول لك عشان يختبر قوتك لأني مثل ماقلت لك الملك حبريت يجهزك لأمر اعظم من كل ماتشوف وتسمع الان!!!
ياولدي تدري ان الارض فيها ملايين البشر وحبريت اختارك انت من بينهم وترى اختيار حبريت لك مايعني انه ماحصل احد غيرك بس لأنك الاقرب في نظر حبريت عشان تقوم بهذه المهمه !!!!
قلت ايش اقتل عمي انا بعد!!! قال لاياولدي هو من سوف يقتل عمك بس المهمه اللي يريد حبريت انك تقوم فيها اكبر مني ومنك ومن عمك ومن امور تافهه موضوع كبير ياولدي !!!!!
قلت طيب ليش عمي علي اقتلو اي واحد ثاني من اعمامي ماعنده عيال !!!
قال ياولدي امر حبريت مانقدر نراجعه معه لا انا ولا انت ولا الكاهن الاعظم بنفسه ولكن من اليوم صدقني انت تحت مراقبه شديده من حراس الملك حبريت بمجرد انك تفكر تبوح بشي عن قتل عمك صدقني راح تكون ميت قبله !!!
قلت طيب متى راح يقتل عمي؟؟ خله يقتله بعيد عن القريه ومابغى اشوفه بعد موته !! قال راح يقتله بعد ثلاثه ايام !!!!
قلت ياعم حمدان كيف تبغاني اصبر ثلاثه ايام وانا اشوف عمي كل يوم الله يلعنك انت والظالم اللي ارسلك واخذا حفنة من تراب ورميتها في وجه حمدان فأخذ عصاه وقام واتجه الى جهة صندقته الملعونه وجلست اشيعه بنظرات الحسره والقهر والالم والخوف!!!
جلست في مكاني فترة طويله تفوق الساعه الكامله افكر في الخطوة القادمة !!!
هل اخبر عمي ووالدي فامامهم ثلاثة ايام تجعلهم قادرين ان يذهبو الى اكبر الشيوخ ويتحصنو ويحصنوهم بالقران!!!
ام سوف يقتلني حبريت قبل ان ابوح بكامل رسالتي مثل ما اخبرني حمدان !!!
ثم كيف اصبر ثلاثة ايام قبل تنفيذ حكم الاعدام الظالم الجائر في عمي المسكين !!! الذي يعول اسرة مكونة من اربعه اولاد وثلاث بنات !!! ذلك الرجل الطيب الذي يعشقه كل اهل القريه لدماثة خلقه !!!
الله كيف استطيع ان ارى وجهه وانا اعلم يقينا انه مقتول لا محاله !!!
ماذا افعل ؟؟!! ماذا افعل ؟؟!!! انني في اكبر دوامة عشتها في حياتي !!! رفعت رأسي واذا دموعي تنهمر بغزارة … ورجعت متثاقل الخطى الى المنزل وكنت قررت في نفسي ان اصبر الى الغد وارجع للعم حمدان واخبره انني قررت انني موافق ان يقتلني انا بدلا عن عمي ولن اخبر احدا بشيء!!!
الله ما اصعب تلك اللحظه حينما طرقت الباب ففتحت لي الباب ابنة عمي علي وكان عمرها ثلاث سنوات وكانو في زيارة لنا في بيتنا وفتحت ذراعيها وحضنتني وهي تضحك ساخرة من شكلي ببراءة اطفال وهي من تشبها ابيها كثيرا في دماثة خلقه وفي تقاسيم وجهه وقالت ملابسك مثل ملابس المصري ( تقصد المزارع الذي جلبناه اخيرا لمساعدتنا في اعماال الزراعه) تركتها واناابكي ودموعي تنهمر بغزارة وماذنب هذه الملاك ان تفقد ابوها عشان حضرتك ياحبريت !!!!
حاولت ان اتماسك ومسحت دموعي ودخلت البيت حينما رأني عمي علي وكان جالسا بجوار ابي في غرفة الجلوس نهض وقال ارحب يادكتور فلان حيث كان دايما يردد على اذني مقولته الشهيره انت راح تصير دكتور لانني كنت افضل شاب في مستواي الدراسي في عائلتنا!!!
تماسكت غالبت دموعي قلت الا انت ارحب ياعم لانهم كانو في بيتنا اتجهت اليه وقبلت رأسه بحراره لم يعدها حتى هو من قبل وامسكت يده وقبلتها بحراره ونزلت قطرة دمع من عيني رغم انفي على يده ورفعت رأسي واذا انا محمّر العينين فقال عمي سلامات ياولدي وش فيك وهنا نهض ابي من مكانه وقال وش فيك قلت لا مافيه شي واستدرت اريد الانصراف فامسكين ابي وقال ولد وش فيك تبكي ؟؟!!!
قلت ولا شي !! قال كيف ولاشي ودموعك على خدك وش فيك ياولد احد قال لك شي احد ضربك !!! وتوالت الاسئله واجلسني ابي في الغرفه وهنا بدأت ابكي وانتحب بصوت عالي افزع كل منهم في البيت !! وهنا دخلت امي بدون ان تتذكر انها تتغطى من عمي وقالت وش في ولدي وامسكها ابي بيده وقال مافيه شي !!! وهو مرتبك وقال جيبي مويه يامره بسرعه وجلس عمي ووضع يده على صدري وجعل يقرأ ايات من القران الكريم ويسمّي عليّ ويمسح رأسي!!! وجعلت اقول بيني وبين نفسي .. الله لو تعلم ياعمّ ان من تمسح رأسه هذا يعلم انك مقتول بلاذنب ولا جنايه سوى انك عمّه فقط!! الله لو تعلم ياعمّ انني اعيش اصعب لحظات حياتي ولا اعلم ماذا افعل !!!
وبدات اتماسك قليلا وعمي يقرا علي وابي يغسل وجههي ويقرأ علي وامي خلف الباب اسمعها تبكي وتقول ولدي وش فيه !!!
قال والدي وش فيك وانا ابوك .. قلت حاس فيني ضيقه مره واحس اني اذا بكيت ارتاح !!!
قال عمي من متى قلت مدري لها كم يوم !!! قال عمي وياليته ماقال …
قال هذي عين ماصلت على النبي عشان مستواك في الدراسه طيب والله لو اعلم من اللي عطاك عين لا افقع عينه !!!
وهنا بكيت بحراره عمي يريد ان يفقأ عين من اصابني بعين وانا اعلم انه سيموت بسببي فقط لأنه عمي !!!
يالله كم هذا الاختبار صعب صعب صعب صعب والله انني اكتب وانا ابكي من صعوبة هذا الموقف ….
وعندما سمعو صراخي وبكائي حينما قال عمي عين تأكد لهم في انفسهم انها عين وهم لايعلمون ان الموضوع سر دفين وليست عين وحسد….
ذهب عمي حيث ارسله والدي يأتي بامام المسجد لكي يقرا علي ثم دخل الامام وقرا وقرا وانا مطرق صامت لم اتحرك فقد جفت دموعي من كثر مابكيت!!
وقال تحس شي ياولدي قلت ايه احس بضيقه !! قال تحس بالضيقه في البيت او في المدرسه او المزرعه قلت في كل مكان !! قال طيب تحس الم في مكان من جسمك قلت لا وهنا دخلت بنت عمي التي يبلغ عمرها ثلاث سنوات بسرعة وياليتها مادخلت وانطلقت بسرعه واهوت على خدي بقبلة حاره لكي تواسيني على طريقتها بعد ماسمعتني ابكي واصرخ وهنا انفجرت باكيا من جديد لماذا فعلتي فعلتك هذه يابنت عمي الكي تحرقي فؤادي على ابوك ام عليك حيث ستعيشين يتيمه وعندما رأني الامام ابكي جعل يقرا ويقرا وانا ابكي وابكي …
ارتحت قليلا وكان مجمل مايدور في رأسي كيف سأخرج من المنزل لأقابل حمدان واقول له ان يقتلني حبريت نيابة عن عمي …..
بدات ارتاح وامنّي نفسي ان حمدان سوف يعرض الفكره على المارد الطاغية حبريت ويوافق على هذا العرض وارتاح من هذا الهم الثقيل الثقيل …
خرج الامام واعطاني ماء وزيتا وقالو حاولو ان تعرفو وتحسسو من الذي اصاب ابنكم بالعين حتى تغسلو له من اثر العائن !!
الله لو تعلم ياشيخ ان لا عين في الامر بل قتل قتل قتل ولمن لعمي هذا الرجل الذي يجلس امامي وهو يغمرني بعطفه وحبه حنانه وكان المصاب بالعين ليس ابن اخيه بل ابنه!!!
تسربلت الدنيا بالسواد واظلم الليل وخشع الناس ونام معي والدي في غرفتي خوفا علي من تكرار نوبة البكاء وجعل يحدثني ان فلانا اصابته عين وهو الان بخير !!
وكذلك فلان وفلانه وكلهم بخير وان لا اخاف منها فهي شي طبيعي يصيب الناس !!!
والدي لا يعلم انني اعلم بمخطط قتل اخيه وهو يحدثني عن العين اي اختبار هذا ؟؟!!
صحوت اليوم الثاني لكي اذهب للمدرسه وجدت والدي يعارض ذهابي للمدرسه وكذلك امي تشبّثت بقراري حيث ان علينا اختبارات قال ماعليك انا بروح للمدير وماعليك انت ارتح اليوم وماعليك !!
انا لا يهمني الاختبار ولا المدرسه اريد ان اقابل حمدان ولكن كيف اقنع اهلي ان يسمحو لي بالذهاب وهنا وجدت فكرة مناسبه !!
قلت يا ابي انا اعرف الذي صابني بالعين وهو طالب معي في الفصل واريد ان اخذ من اثره اليوم او من ملابسه حتى اشرب منها وتذهب عني العين !! اعترضت امي وقالت ابوك يروح يجيب بينما وافق والدي وقال انت متأكد منه !! قلت ايه قال من هو ؟؟!! وهنا بدا السؤال الذي يجب ان اجيب عليه !! فقلت فيصل واحد من زملانا في المدرسه قال خيرا ان شاء الله ..
وذهبت للمدرسه وكنت في حالة يرثى لها ولن اغوص معكم في تفاصيل التفكير والهم …
انتهى الدوام كانني سجين حانت لحظة الافراج عنه !!!
ذهبت مسرعا الى القريه وجدت حمدان واقفا ينتظرني لم اسلم عليه قلت اسمع قل لحبريت اني ابغاه يقتلني انا بدل عمي !! قال حبريت حملني رساله لك ويقول ان قلت لأحد بأنه سوف يقتل عمك راح يقتلك انت وامك وابوك وعمك!!!!!!!!!
صراحة من هول الصدمه اغمي عليّ فلم يكن الحديث عابرا او موضوعا يتعلق باناس بعيدين عني !!!
لم افق من اغماءتي الا وابي واقف امامي ومعه شيخ ذو لحية طويله لا نعرفه في قريتنا وانا في ركن غرفة في منزلنا والشيخ يقرأ وابي واقف يشاهد ابنه وقلبه يرتجف على هذا الابن !!
لا اعلم كم بقيت مغمى عليّ فقد تحمّلت اعصابي فوق طاقتها كل ما اعرفه انني الان في اصعب لحظات حياتي !!!
وبعد فترة من القراءة توقف الشيخ وقال تحس شي ياولدي قلت لا …
قال جيت اثر من زميلك !!!
يا الله نسيت ان اجلب شيئا فقد كان كل تفكيري منصبّ على عرضي الذي سوف انقله لحمدان ولكن حمدان فأجاني بقرار حبريت فتلعثمت وقلت لا فيصل ماداوم اليوم !!
قال الشيخ لوالدي الولد عنده عين قويه !! لازم جلسات كثيره تجيبه لي كل يوم بعد المغرب !!! وهم يتحدثون وانا مستغرق التفكير اخبرهم او لا اخبرهم هل يستطيع هذا الشيخ الملتحي ذو اللحية الوافره ان يوقف مدّ وزحف حبريت وتذكرت جنوده الذي رأيتهم ولا اظن هذا الشيخ الوقور يستطيع ان يفعل شيئا !!!
حينما وضعني حمدان في خيارين لا ثالث لها اما ان اصمت على علمي بقتل عمي او ان ارضي بأن اكون انا ووالدتي ووالدي الضحيه فقررت بكل عقلانيه وبعيدا عن اي عواطف ان الخيار الاول هو الاقل ضررا…
تمنيّت حقيقة ان يكون التنفيذ بأسرع من اليومين المتبقيه لأن الخوف من القادم اشدّ هولا من القادم بذاته !!!

اجتمعنا في غرفة الجلوس وكانت تلك الايام ايام حرب عاصفة الصحراء وكان الناس مشغولين ومشدوهين بتحرير الكويت والناس ببين مؤيد ومعارض لصدام وفجأة قطع التحليلات السياسية التي كانت تدور بين امي وابي صوت الجرس فقام احد اخوتي مسرعا ليفتح الباب ولكنه رجع مصفّر الوجه تبدو عليه علامات الخوف فقال والدي وش فيه ياولد ؟؟!! اجاب اخي بخوف وارتباك حمدان عند الباب فنهض والدي مسرعا لكي يرحب بالضيف حتى وان كان حمدان ..
ادخله والدي المجلس وقررت انني لن اذهب لأرى حمدان فأنا حقيقة لا اريد ان ارى وجه من اوردني كل تلك الاهوال ولازلت احس احساسا قطعيا ان حمدان هو من زرعني في هذه المنطقة الشائكه وليس حبريت كما يدعي ..

وبينما انا اقلّب فكرتي في رأسي اذا صوت والدي يدعوني تعال يافلان عمك حمدان يبغى يزورك سمع انك تعبان ..
خرجت متثاقلا ورحبت بالهم حمدان وليس العم حمدان فهو فعلا هم ثقيل وقابلني بابتسامة صفراء باهته وكأنه لم يزف اليّ بشرى قتل عمي قبل ساعات !!! ما اقسى قلبك ياحمدان !!!

جلست انظر الى حمدان بحقد وخوف من مصير مجهول وايام قاتمه سوداء فجلس يتحدث هو ووالدي عن تحرير الكويت وعن انهزام جيوش صدام فقال حمدان وهو ليس يتحدث معلومات تحليله فقط بل لديه اعتقد بعض الامور التي كنا نجهلها في ذلك الوقت واذكر انه قال لوالدي ان طال فيك عمر يا ابو فلان راح تشوف صدام في حالن رخيص !!! وترىملكنا باقي له 15 سنه !!! خمس منها واقف وخمس منها على عصا وخمس منها على كرسي والله على ما اقول شهيد ان هذا كلام الرجل .. لم اعطي الموضوع بالا لان عمي كان يشغل كل تفكيري وكنت في حالة يرثى له فقد اقترب موعد التنفيذ ويوم غد سيقتلون عمي وحمدان يتحدث عن ازمة الخليج !!!
خرج والدي ليطلب من امي اعداد وجبة طعام تليق بالضيف المكروه في القريه ولكن يبقى ضيف والكل يخاف منه اصلا فضلا عن كونه ضيف!!
وما اسعد تلك اللحظات في حياتي حين قال لي حمدان ابشرك ان حبريت ماراح يقتل عمك وان هذا كان اختبار من الملك لك يشوف انت كفو مايعدّك له ام انت مجرد صبي لا يستحق اختيار حبريت !!!
وقعت كلمات حمدان علي مثل وقع المطر على الارض اليابسه فرحت وكدت اصرخ من فرط نشوتي لولا دخول والدي …
تماسكت نفسي استأذنت والدي في ان اخرج لأرى اصدقائي فقال كيف تروح والرجال عندنا جاي يزورك فقال حمدان خله يروح !!
وافق والدي وخرجت مسرعا الى بيت عمّي الذي كنت احسبه من الاموات وطرقت الباب بشده ففتح الباب عمي ومد يدّه لكي يصافحني مرحبا فلم انتظر مدّة يده بل طوقت رأسه بين ذراعيّ وقبّلته على جبهته بكل حب وفرحه !!!
استغرب عمي وقال اتفضل قلت لا بس جيت اسلم عليك , قال طيّب بشرني كيف صحتك قلت ابشرك بخير …
قال ادخل ياولدي قلت شكرا بروح اشوف للمزرعه الفلانيه حقتنا … قال اروح معك !!!
فقلت لا انا بروح لوحدي .. قال الله معك ياولدي !!!!
خرجت اذرع شوارع القريه ذهابا ومجيئا … وكأنني سجين انطلق من عقوبة السجن المؤبد ..
رجعت للمنزل ووجدت والدي اكثر فرحا وسرورا قال اتصدق ياولدي ان حمدان هذا طيب !!
ماسرّ هذه التطور العجيب في علاقة والدي بحمدان !!!

زر الذهاب إلى الأعلى