«الناس يتركون مديريهم، لا شركاتهم». سمعنا جميعاً هذا المثل. وقد تعرض له العديد منا شخصياً مع رب العمل.

لكن، ما الذي يجعل الناس يرغبون في ترك مديريهم؟ وإذا حدث أن كنت أنت قائد فريق في عملك، فأي الصفات تجعلك مديراً أفضل؟

ما هي صفات المدير الناجح؟

هذا هو نوع الأسئلة التي عمدت شركة جوجل للإجابة عنها، وفق ما ذكرته مجلة Inc الأميركية.

في العام 2008، بدأت الشركة بحثاً عما يتصف به المدير الجيد، ولقب باسم المشروع أكسجين.

عرف القائمون على المشروع بدايةً 8 سلوكيات شائعة بين المديرين الأفضل أداءً.

ثم بدأت جوجل تدرب جميع مديريها لاكتساب تلك السلوكيات.

ومع الوقت، شهدت جوجل تحسناً ملحوظاً بمقاييس رئيسية لأداء الشركة مثل معدل تبدل الموظفين، ورضاهم، وأدائهم.

لكن فيما كبرت الشركة، ازداد كذلك الطلب على المديرين. أكملت جوجل بحثها، وحسنت الشركة البحث، وتعلموا أكثر.

وبعد إلقاء نظرة ثانية على بحثها، «جددت جوجل بعد ذاك السلوكيات المنصوصة وفقاً لما توصل له البحث الداخلي في الشركة ورد الفعل لدى جوجل وموظفيها، ثم وضعت هذه الأسس الجديدة قيد الاختبار».

نتج من ذلك قائمة جديدة.

إليك 10 سلوكيات يتبعها أفضل مديري جوجل، ومعهم بعض النصائح العملية لكيفية اكتساب تلك السلوكيات

  1. مدرب جيد

المدرب الجيد يتفادى الوقوع في فخ حل كل مشكلة تواجه فريقه بمجرد ظهورها.

بدلاً من ذلك، فإنه يستخدم تلك المشكلات كفرصة للتعليم. يرشد المدرب الجيد فريقه ويشاركهم بصيرته في الوقت المناسب، سامحاً لهم باكتساب خبرة قيمة مع كل تحد جديد.

  1. يترك لفريقه حرية التصرف ولا يتدخل بكل التفاصيل

الجميع يكره من يتدخل بكل تفاصيل العمل. وفي المقابل، فإن قائد الفريق الناجح يمنح مرؤوسيه حرية اكتشاف أفكار جديدة، والتجربة، وتطوير (وتأقلم) أسلوبهم الخاص في العمل.

وبالإضافة إلى ذلك، يتحقق المديرون الناجحون من أن لدى العاملين تحت إمرتهم الأدوات والمرونة التي يحتاجونها للقيام بعملهم.

  1. يخلق بيئة فريق شاملةً كل الأفراد، مبدياً اهتمامه بنجاحهم وصالحهم

يولي المدير الجيد الأولوية لبناء الثقة بين أفراد فريقه.

وكما تصوغ جوجل هذه الصفة: «في فريق يتمتع بدرجة عالية من الأمان النفسي، يأمن أفراد الفريق لاتخاذ مخاطرات حول زملائهم في الفريق. يثقون بأن أحداً من فريقهم لن يحرجهم أو يعاقب معترفاً بخطئه، أو سائلاً، أو طارح فكرة».

(هنا تجد معلومات أكثر عن كيفية بناء بيئة عمل كهذه).

  1. منتج وموجِّهٌ اهتمامه للنتائج

 أفضل المديرين هم من يدفعون من حولهم ليكونوا أفضل.

يدرك هؤلاء إمكانية فريقهم، ويستخدمون ذكاءهم العاطفي في تحفيز مرؤوسيهم ليحققوا إمكاناتهم تلك.

  1. يجيد التواصل، أي يستمع لغيره ويشارك معلوماته

إن المديرين العظام منصتون جيدون؛ إذ إن هذا يفتح مجال التفاهم بين أطراف الفريق. يشارك هؤلاء المديرون كذلك ما يسعهم مشاركته، مدركين أن الشفافية أمر يصب في مصلحة الفريق بأكمله.

يمدح المدير الجيد مرؤوسيه بصدق وبشكل محدد، مبكراً وفي كل فرصة سانحة. لكنهم لا يتوانون كذلك عن إبداء التعليقات (السلبية) اللازمة، ضامناً تقديم ذلك في إطار بناء وسهل التعلم منه.

  1. يدعم التطور المهني لموظفيه ويناقشهم في أدائهم

يهتم المديرون الناجحون بأمر موظفيهم. يقدمون خيارات مهنية لهم، مدركين أنه قد لا يريد الجميع سلك الطريق نفسه.

هم كذلك لا يعترضون طريق المكسب الشخصي لمرؤوسيهم؛ بل بالعكس، يدعمون أفراد فريقهم ويساعدونهم على تحقيق أهدافهم.

  1. لديه رؤية/استراتيجية واضحة للفريق

يعلم المديرون الجيدون هدفهم، لكنهم يتأكدون أيضاً أن الفريق برمته يعلمه كذلك، فضلاً عن إبقائه سراً.

هم كذلك يحرصون على إيصال فكرة «الإطار»، أي التوقعات الواقعية للأفعال المحددة اللازم القيام بها بتنفيذ الاستراتيجية، ودور كل فرد في الفريق في إتمامها.

  1. يمتلك مهارات تقنية أساسية تساعده في نصح الفريق

المديريون الناجحون يفهمون المهمة الموكلة إليهم جيداً، ويتقنون العمل الذي يشرفون على تنفيذه.

إذا أسند إلى مدير فعال قسم جديد، فإنه يقضي وقتاً في البداية ليألف سير العمل اليومي والتحديات اليومية التي تواجه موظفيه. هذا يكسبه احترام فريقه.

  1. يتعاون مع الكيانات الأخرى (داخل الشركة)

يخلق بعض المديرين صومعةً لهم ولفريقهم، أي يديرون فريقهم بعقلية «إما نحن وإما هم»، منافسين الفرق الأخرى داخل الشركة.

إلا أن المديرين الناجحين يستطيعون إدراك الصورة الأشمل، والعمل لمصلحة الشركة ككل.

  1. يجيد اتخاذ القرارات

يتولى المديرون الناجحون زمام الموقف. يتخذون قرارات صعبة، ويتأكدون أن الجميع يفهم الأسباب المؤدية إلى اتخاذ تلك القرارات.

وبعد ذلك، فإنهم يلتزمون بقراراتهم هذه.

من المؤكد أن الخطوة الأولى -وهي التعرف على سلوكيات المدير الفعال (ونصائح اكتساب هذه السلوكيات)- أمر سهل. الخطوة الصعبة تكمن في التنفيذ.

لكن المديرين المتمتعين بهذه الصفات هم من سيساعدون موظفيك -وشركتك- لتحقق أهدافاً عظيمة.


إقرأ أيضاً..

اقتراح تصحيح

شاركها.