كامبيتشي المكسيكية تسعى لجذب السياح بتاريخ القراصنة

ظلت مدينة كامبيتشي لفترة طويلة أهم ميناء في شبه جزيرة يوكاتان، وقد تحولت إلى قلعة حصينة بعد تعرضها للعديد من هجمات القراصنة، وتندرج حالياً على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وتسعى لجذب المزيد من السياح. وتدب الحركة والنشاط في مدينة كامبيتشي بعد غروب الشمس، عندما يهدأ لهيب الحرارة وينتشر نسيم البحر الكاريبي في الأزقة والطرقات، ويبدأ سكان المدينة في الخروج من منازلهم، وتظهر مجموعة من الأشخاص يعزفون على الجيتار في الميدان الرئيسي، وتظهر من خلفهم الكاتدرائية والأروقة المضيئة.

منازل استعمارية
ومن الأمور المثيرة للدهشة رؤية أعداد محدودة من السياح بالميدان الرئيسي بالمدينة، على الرغم من أن البلدة القديمة مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، والتي تشتمل على مجموعة فريدة من نوعها من المنازل الاستعمارية القديمة المطلية بألوان الباستيل وأسوار المدينة القديمة بالإضافة إلى القلاع والحصون، وقد تأثرت هذه الكنوز المعمارية بالزلازل الأخيرة، إلا أنها لم تتعرض لأضرار جسيمة.

وبعد تعرض المدينة لهجوم عنيف في عام 1685 قام الإسبان ببناء سور ضخم حول المدينة، يبغ سُمكه مترين ونصف ويرتفع إلى ثمانية أمتار ويمتد بطول 2.5 كلم، وتمت تقوية السور المسدس الشكل بواسطة ثمانية قلاع، وعند التجول وسط أزقة المدينة سيشاهد السياح بقايا هذا النظام الدفاعي المثير للإعجاب، وعلى الرغم من قيام سكان مدينة كامبيتشي بتدمير الجزء الأكبر من هذا السور مع نهاية القرن التاسع عشر، إلا أن 40% من السور لا يزال قائماً.

الحديقة النباتية
وفي بورتا دي تييرا يمكن للسياح مشاهدة مدفع برونزي ضخم ومتحف صغير للقراصنة، ويزخر الطريق إلى فويرت دي سان ميجيل بالعديد من الكنوز مثل الهيكل العظمي المزين بسلاسل اللؤلؤ لأحد ملوك المايا في المتحف الأثري، وتتضمن بالوارت دي سانتياجو أكبر المفاجآت، والتي تتمثل في الحديقة النباتية في كامبيتشي، والتي تتيح للسياح الاستمتاع بأجواء باردة ولطيفة وسط لهيب الحرارة وبعيدا عن ضجيج السيارات.

وبعد قيام الثورة المكسيكية في عام 1910 تم إلغاء الميناء وفقدت كامبيتشي أهميتها وأصبحت فقيرة، وهو ما أدى إلى الحفاظ على المباني التاريخية القديمة، التي تم تأسيسها منذ أكثر من 100 عام، لعدم توافر الأموال لبناء منازل جديدة، وبالتالي انعكس ذلك على النشاط السياحي بها، وقد تم طلاء أسوار المنازل بألوان الباستيل، ويظهر نقش بعام 1999 على النافورة الموجودة بساحة المركز الثقافي، وهو العام الذي تم فيه ترشيح المدينة على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو.

وهناك الكثير من المنازل، التي تهدمت خلال الفترة الماضية؛ حيث قامت الحكومة خلال العقدين الماضيين باستثمار المزيد من الأموال من شركة النفط الحكومية “بيمكس” في أعمال التجديدات والترميمات، وقد ظلت السياحة من الأنشطة الاقتصادية غير الأساسية، ولكن مع هبوط أسعار النفط عالميا بدأت الحكومة تتجه إلى تعزيز النشاط السياحي في المدينة، ولكن لا تزال أعداد السياح محدودة.

زر الذهاب إلى الأعلى