أكد المعارض السعودي السابق الدكتور كساب العتيبي أنه لم يتعرض لأي تهديد طوال سنوات وجوده خارج المملكة، وأنه لم يسجن بعد عودته، ولم يمنع من السفر، وأنه يتمتع حاليا بحرية مطلقة داخل بلاده.  وقال العتيبي بحسب صحيفة «عكاظ»: «أنا الآن أمامك، وأرتدي الوشاح السعودي، وأتحرك بحريتي المطلقة، وليس من سياسة السعودية الاغتيالات، وكنت أتنقل في الخارج، والمعارضة لها أعوام تهاجم، هل تغير شيء في السعودية؟ إنها أقوى وأفضل ومتماسكة، وهم من سيئ لأسوأ، والاغتيالات والعنف من سياسة إيران ومن يدور في فلكها».

وأوضح أنه خرج من السعودية في سبتمبر 1994 إلى لندن مباشرة، وكان من المفترض أن يكون سعد الفقيه ومحمد المسعري في استقباله، بيد أنه لم يستقبله أحد، وذهب وانضم للفقيه والمسعري في لجنة تسمى الدفاع عن الحقوق الشرعية. يقول: «جلست معهما سنة تقريباً وانفصلت عن الفقيه لأنني اكتشفت أنه إنسان ماكر لا يوجد في قلبه مثقال ذرة حب وخير للمملكة»، معتبراً أن المسعري لديه أفكار وخيالات مريضة، وطرحه المتطرف وسلوكه اللفظي بعيد عن الأدب والرقي. وأكد أن الدرس الأول والثاني والثالث الذي استفاده من الغربة هو قيمة الوطن وقدسيته، لأنه إذا ضاع الوطن ذهب كل شيء بدءاً من الكرامة والأمن، مفتخراً بأنه أدرك قيمة الوطن.. وفي ما يلي نص الحوار:

• قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول أعقبها اتهامات تحاول النيل من المملكة. ألا تثير الريبة؟

•• لا يزال التحقيق جارياً في اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي، ووصل إلى المراحل النهائية، لكن حينما تشاهد التجييش العالمي تلاحظ أن الموضوع خلفه أمر ما، وفي كل الحالات يجب انتظار التعليق الرسمي من الحكومتين التركية والسعودية، وما زلت على قناعتي وثقتي بحكومتي السعودية أنها لا تنساق خلف هذه الأعمال التي ليست من نهجها إطلاقاً.

• ولكن هل اتهامات الإعلام المعادي، خصوصاً القطري، للسعودية في إخفائه وقتله مخطط لها مسبقاً؟

•• بعد ساعة من اختفائه تتواصل خطيبته مع الإعلام، ما يدل على أنه عمل منظم وحملة منسقة وتجييش على أعلى المستويات، من خلال تواصل قناة «الجزيرة» مع زبائنها في الغرب، وخصوصاً الفلسطينيين القابعين في أمريكا وأوروبا ليبدأوا حملتهم، وحكموا بأحكام مسبقة بأنه قتل وقطع بالمنشار والساطور من الأيام الأولى واستغلوا القضية وسيسوها ضد المملكة، وهم يسيسون أي قضية ضد المملكة فما بالك بقضية كهذه.

• ما رأيك في تناول الإعلام الغربي للقضية؟

•• الإعلام في الغرب يختلف الآن عنه في السابق، ومثلما ذكرته سابقاً ليس كل الصحافة الغربية موضوعية، لاسيما أنه إعلام مخترق من قبل أطراف عربية، والصحفيون هناك ليس كلهم نزيهين، بل إن بعضهم له مصالح شخصية وأجندة سياسية، وصحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» تحذف تغريداتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بشأن القضية، ما جعل الصحيفتين مسخرة أسوة بـ«الجزيرة»، التي تنقل عن مصادر مجهولة. المهم بالنسبة للقناة القطرية إحداث ضجة وبناء رأي عام ثم تحذف الخبر.

• بماذا تصف طرح قناة «الجزيرة»؟

•• أصفه بالقذر، وآسف على هذه الكلمة، ورخيص وساقط بما تعنيه الكلمة، والجزيرة معروف من يديرها، عربان حاقدون على السعودية وكل ما له علاقة بالسعودية، وحملتهم متجردة من المهنية والموضوعية والأخلاق والإنسانية، وبديهيات المهنة، حتى موظفو «الجزيرة» حينما تشاهد تغريداتهم تجدهم تجاوزوا كل الحدود والأعراف الإعلامية، ووضعت «الجزيرة» نفسها في موضع السقوط، والسعوديون في «تويتر» نسفوها وفندوا كل ادعاءاتها وأخبارها المكذوبة.

• هل لقطع العلاقة مع قطر صلة بهذه الحملة؟

•• لو أن العلاقات السعودية القطرية جيدة لصمتت «الجزيرة»، والدليل دعمها لعاصفة الحزم، وبعد الأزمة انقلبت، واستغلت ذلك بأبشع صورها ويريدون نوعاً من الانتهازية وتصفية الحسابات ولكنهم فشلوا.

• ماذا عن الأزمة الخليجية التي نتج عنها قطع العلاقات مع قطر لدعمها الإرهاب؟

•• لا أعلم، لكن منهج «الجزيرة» وموقفها العدائي يباعد بيننا وحل الأزمة، لأن «الجزيرة» عامل سلبي وسيئ جداً في عودة العلاقات مع قطر في الوقت الراهن، ومن يقود الإعلام القطري العربان الحاقدون من فلسطين وسورية ودول أخرى، وهم من يقود الحملة الشرسة والمعادية، ويستغلون منبراً قطرياً في استعداء السعودية وغيرها، ونزلوا بطرحهم إلى الحضيض، ووصل الحال ببعضهم إلى أنه يتمنى ذبح السعودية، وتطور الأمر إلى التصريح بالإرهاب واستهداف السعودية بشكل مباشر، وهؤلاء يستغلون قطر، ولكن نحن السعوديين قادرون على إسقاطهم.

• كنتَ معارضاً سابقاً، هل تعرضت لتهديدات أو شيء من هذا القبيل؟

•• أبداً، لم أتعرض لتهديد لا من الداخل ولا من الخارج، وأنا الآن أمامك وأرتدي الوشاح السعودي وأتحرك بحريتي المطلقة، وليس من سياسة السعودية الاغتيالات، وكنت أتنقل في الخارج، والمعارضة لها سنين تهاجم، هل تغير شيء في السعودية؟ إنها أقوى وأفضل ومتماسكة وهم من سيئ لأسوأ، والاغتيالات والعنف من سياسة إيران ومن يدور في فلكها.

• متى كانت بداية خروجك من السعودية، ومن استقبلك؟

•• خرجت من السعودية في سبتمبر 1994 إلى لندن مباشرة، وكان من المفترض أن يكون سعد الفقيه ومحمد المسعري في استقبالي، لكن لم يستقبلني أحد منهما في المطار، وذهبت وانضممت لهما في لجنة تسمى الدفاع عن الحقوق الشرعية، وجلست معهما سنة تقريباً، وانفصلت عن الفقيه لأنني اكتشفت أنه إنسان ماكر لا يوجد في قلبه مثقال ذرة حب وخير للمملكة، ويبدو أن ولاءه لمناطق أخرى في العالم، وهو رجل فيه خبث ولا يهمه سوى الظهور الإعلامي فقط، وله سوابق بالغدر بالأشخاص الذين قدموا له من السعودية.
والمسعري تركته بعد سنوات؛ لأنه لا علاقة له بالمعارضة، لأفكاره وخيالاته المريضة وطرحه المتطرف، وسلوكه اللفظي بعيد عن الأدب والرقي والمعارضة الشريفة.

• ماذا لاحظت على مشروعهما؟

•• لا يوجد لديهما مشروع؛ لأن هناك أدبيات وشعارات يتمسكون بها كالديموقراطية وحقوق الإنسان ولا يوجد لها رصيد في حياتهما الحقيقية، وهما بعد سنة اختلفا بسبب الدنيا، ولا علاقة لهما بالمعارضة، ويثبت ذلك أنهما في كل موقف تتعرض له المملكة ينحازان لأعدائها. وقلت للفقيه والمسعري بصراحة: إسقاط النظام السعودي وتكفيره ودعم المنظمات الإرهابية أيام القاعدة والتطرق للأعراض خط أحمر، ما جعلهما يتهجمان علي ويصدران بيانات بأنني لا أكفر الدولة وليس معارضاً شرساً، وفي الحقيقة أنا أريد الخير والإصلاح لبلدي.

• هل يوجد لهما تأثير في الداخل والخارج؟

•• لا يوجد لهم تأثير، لا سيما مع مواقع التواصل الاجتماعي، ولا وجود لهما والذي يجلبهما «الجزيرة» والإعلام المعادي لوطننا. في البداية كانت معارضتهما صدمة للناس لأنها جديدة عليهم، واستغلوا التفجيرات والأحداث، وفي الحقيقة هما في المقبرة لكن الأزمات تظهرهما للأضواء. الفقيه كان يؤيد القاعدة بشكل غير مباشر ويضعها في سياق تغيير النظام والمعارض العام.

• وما رأيك فيما تسمى «معارضة سعودية»؟

•• جميعهم سقطوا في الأزمة الأخيرة؛ لأنهم لم يحافظوا على الموضوعية التي ترتكز على عدم القبول باستهداف وطنهم.

• تجربتك السابقة وصلت إلى نحو 20 عاماً خارج البلاد، كيف تصفها؟

•• التجربة من الصعب أن أصفها ببعض الكلمات فهي تصل إلى 22 عاماً على المستوى الشخصي، أكملت دراستي الأكاديمية وتزوجت وأنجبت أطفالاً وبنيت حياتي العلمية والعملية، وفيها إخفاقات ونجاحات.

• ما الدرس المستفاد من تلك التجربة؟

•• الدرس الأول والثاني والثالث هو قيمة الوطن وقدسيته، وماذا يعني، وهي الشيء الوحيد الذي استفدته في الغربة لأنه إذا ضاع الوطن ذهب كل شيء بدءاً من الكرامة والأمن، وأفاخر أنني أدركت قيمة الوطن.

• ما القرار الذي كان سبباً في عودتك للوطن؟

•• في السنوات الأخيرة هناك نوع من الأخذ والعطاء مع الدولة، وكان يوجد أقارب وأصدقاء يزورونني، وأنا أختلف عن المعارضين الآخرين، وعرفوا أن بإمكاني العودة لوطني، لأنني رجل شريف لا يرضى على وطنه بالسوء والضرر، ووصلت معهم إلى قناعة أن الوقت حان للعودة للوطن، وأن وجود الإنسان في وطنه أفضل من وجوده في الخارج.

• هل كانت عودتك بشروط؟

•• لا.. ليس فيها شروط، والسياقات واضحة ولم يذكروا لي أية شروط أو قيود، ويثقون فيَّ وأثق فيهم، فكساب يرغب العودة إلى وطنه ليخدم بلاده وقيادته ويعيش بحريته وكرامته وعفا الله عما سلف.

• هل أوقفت بعد عودتك؟

•• لا، لم أوقف.

• هل أنت ممنوع من السفر الآن؟

•• لا، لم أمنع من السفر، وأسافر الآن بحرية.

• بعد عودتك كيف وجدت مجتمعك السعودي؟

•• تغير جذرياً على المستوى الاجتماعي والثقافي والفكري، وجاء جيل جديد، واختلف المجتمع بأفكاره وتعاطيه ونظرته.

• هل تغير المجتمع للأفضل؟

•• هناك أشياء كثيرة للأفضل، وفيما يتعلق بالعلاقات الاجتماعية والأسرية تراجعت، ربما لأنني رجل أحب تلك العلاقات التي تأثرت بالهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، وهناك قضايا برزت كالتلاحم والتعايش.

• وماذا عن الإمارات هل أنت ممنوع من دخولها؟

•• كانت هناك أزمة سابقة وأتمنى أن ينتهي الأمر، والإمارات حليف قوي للسعودية وأثبت رجالها أنهم أهل ثقة في وقوفهم مع السعودية منذ بدايات عاصفة الحزم سياسياً وعسكرياً، وأتمنى أن ينتهي الموضوع وأستطيع السفر إليها والعودة لأن لي أصدقاء وأحباباً في الإمارات.

• هل هذا اعتذار منك للإمارات؟

•• أنا ليس لدي مشكلة وكتبت ذلك في حسابي في «تويتر» وأي شخص أسأت له أعتذر منه، ومن أخطأت عليه في يوم ما سأعتذر منه بكل جرأة.

• ماذا عن أبنائك؟

•• ما زالوا موجودين في لندن لأنهم مرتبطون بالدراسة، وفي هذه المرحلة أرتب أمورهم للقدوم بهم.

• منذ عودتك استبسلت في الدفاع عن الوطن، ما الفرق بين موقفك السابق عندما كنت معارضاً وموقفك الحالي؟

•• من الطبيعي أن يكون مختلفاً لأنك في الخارج تختلف عن الداخل، فعندما تكون في الداخل تدرك أهمية الوطن والاستهدافات له، وأكبر دليل على ذلك الحملة التي يتعرض لها الآن، وأنا جالس أفند أكاذيب الإعلام المعادي منذ ساعة اختفائه، ومرة قالوا قُتل، وتجييش غربي أعرف من يقف خلفه في سياقات عدائية رخيصة، ومن الطبيعي أن ينحاز الإنسان لوطنه، وناقشت جمال خاشقجي، نسأل الله السلامة له، في «تويتر» وانتقدته، وقلت له لا تجعل الآخرين يستغلون مواقفك تجاه وطنك.

• ماذا تقول للمغردين السعوديين في «تويتر»؟

•• أشكرهم على مواقفهم، و«تويتر» ساحة المعركة وإعلامنا المرئي ضعيف، ولا يخدم السعودية إلا أبناء الوطن، وهم الذين يجب استقطابهم في الإعلام، ولديهم القدرة والكفاءة في الدفاع عن الوطن وهم الجنود المجندة في الوقوف في وجه الأعداء وتفنيد الادعاءات الكاذبة ونسفوا الإعلام المعادي بامتياز.

• ماذا عن طفولتك؟

•• قضيت طفولتي في منطقة الجوف، وتخرجت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم السنة، وعملت مدرساً في ثانوية الجوف لمدة عام وغادرت للخارج.

• كلمة أخيرة.

•• الوطن في قلوبنا ونحن معه في السراء والضراء، ونحن مع قيادته ونثق بها في إجراءاتها وإصلاحاتها، ومع النقد البناء الذي يخدم وطننا ويمضي به قدماً، وسنبقى معه وقيادته.

شاركها.