إذا كان يؤذيكَ حرُّ المصيفِ
وكرب الخريف وبردُ الشتا
ويُلهيكَ حسنُ زمانِ الربيعِ
فعوْدُك لي يا أخي قلْ متى
وبرد الخريف مؤثر ليس كبرد الربيع
موسم الزهور.

وقال الصنوبري:

إن كان في الصيف أثمارٌ وفاكهة
فالأرضُ مستوقدٌ والحَرُّ تنورُ
وإن يكنْ في الخريفِ النخلُ مخترفاً
فالأرض عُريانةٌ والأفقُ مَقْرورُ
ما الدهرُ إلا الربيعُ المستنيرُ إذا
جاءَ الربيع أتاكَ النَّوْرُ والنُّورُ
فالأرضُ ياقوتةٌ والجوُّ لؤلؤةٌ
والنبتُ فيروزجٌ والماءُ بلورُ
تبارك اللهُ ما أحلى الربيعَ فلا
تُغْرَرْ فَقائِسُه بالصيفِ مغرورُ.

وقول البادي الأصفهاني:

ولا زلتَ في عيشةٍ كالخريفِ
فإن الخريفَ جميعاً سَحَرْ
صفا الماءُ فيه وطابَ الهوى
يحيلهما نسيمُ ريحٍ عَطِرْ
ترى الزعفرانَ بأعطافــــــة
يفوحُ الترابُ له المستعِرْ
واترجَّـــــــــهُ عاشقٌ مدنَفٌ
إذا ما رجا طيبَ وصلٍ هُجرْ
وتفاحُــــــــــهُ فوق أغصانِه
خدودٌ خــجلنَ لوحي النظرْ
وما كنتُ أحسبُ أن الخدودَ
تكون ثمــــاراً لتلكَ الشجرْ.



ويقول الشاعر وأظنه الحسن إبن هانئ:

ما بالُ أيلولَ يدعوني وأتبعه
الى الصَّبوح كأني عبدُ أيلولِ
ما ذاك إلاّ لأنّ العيشَ مقتبل
والليلُ ملتحفٌ بالبرد والطول
وقد بَدَتْ طَلَّةٌ شجواً تخبرنا
عن الخريف بقصْفٍ غير مملول
ولاح وجهُ سهيلٍ فهو جوهرة
حمراء قد ركبتْ في وسط إكليل.

ويقول الشريف الطوسي:

حلَّ الخريفُ على الأَغصانِ وانتثرت
أوراقُهُ غيرَ ما يبقى على الحِقَبِ
كانتْ غلائلها خُضْراً وقد صُبِغَتْ
بصفرةٍ مثل لونِ الورس والذهب
واستطردَ القيظُ إذ ولّت عساكره
واستبردَ الظلُّ فاقدحْ جمرةَ العنب
واغنمْ بها العيشَ في تشرينَ منتهزاً
فالقيظُ في رحلةٍ والقرّ في الطلب

الخريف هو ربيع ثانِ
حين تكون كل ورقة زهرة ..

وما بين فصل الخريف، وفصل الشتاءْ
هنالكَ فَصْلُ أُسَمِّيهِ فصلَ البكاءْ

شاركها.