كيفية صلاة الجمعة للمسافر

إن الصلاة لها مكانة كبيرة وعظيمة في الإسلام وعند المسلمين، كما أن الله سبحانه وتعالى فرضها على جميع المسلمين البالغ منهم والعاقل والراشد، ويجب عليهم تأدية الصلاة المفروضة عليهم وعدم التهاون في ذلك، حيث وعد الله سبحانه وتعالى المصلين بالجنة، أما تاركي الصلاة فقد توعد لهم بالعذاب الشديد، وقد فرض الله عز وجل على المسلمين صلوات خمسة ألا وهي صلاة الفجر وصلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب وصلاة العشاء، ولكل منها وقت محدد يجب تأدية الصلاة فيه فإذا انقضى هذا الوقت ولم يؤدي الشخص الصلاة لظرف معين فإنه يجب عليه قضائها، أما عن حكم صلاة الجمعة فقد ثبت فرضيّة صلاة الجمعة وذلك بالإجماع والكتاب والسُّنة، حيث قال سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)، أما عن المسافر فقد اختلفت الآراء فيما يخص حكم أدائه لصلاة الجمعة، وسنتحدث في هذا المقال حول كيفية صلاة الجمعة للمسافر.

اتفق فقهاء المذاهب الأربعة على تقسيم الإنسان من حيث السفر إلى أقسام ثلاثة رئيسية، ألا وهي:

• المسافر وهو الشخص الذي ينتقل ويسافر، وهو غير مقيم أو نازل ببلد معين.
• المقيم وهو الشخص الذي يقيم ببلد معين فترة من الزمن بحيث تنقطع فيها أحكام السفر، ولكنه لا ينوي أن يكون هذا البلد هو وطنه، وإنما يرغب بالرجوع والعودة إلى أهله.
• المستوطن وهو الشخص الذي يسكن بلداً ولديه النية بأن يبقى فيها كوطن دائم له.

اختلف العلماء في كيفية وحكم أداء صلاة الجمعة للمسافر، وجاءت آرائهم على النحو الآتي:

• جاء إجماع أهل العلم على أنه لا يجب إقامة صلاة الجمعة على المسافرين.
• فيما يخص أداء صلاة الجمعة للمسافر إذا ما سمع النداء تبعاً لغيرهم فقد اختلف العلماء في ذلك.
• اتفق جماهير أهل العلم من أتباع المذاهب الأربعة على أنه لا تجب على المسافر صلاة الجمعة ولو سمعوا النداء، حيث أنهم غير مخاطبين بهذا النداء.
• أما الظاهرية فقد ذهبوا إلى أنه من الواجب أداء صلاة الجمعة على من سمع النداء حتى وإن كان مسافراً.
• استد العلماء في رأيهم إلى قوله تعالى:} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه {
• عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنهم كتبوا إلى عمر، يسألونه عن الجمعة، فكتب: “جمّعوا حيث كنتم”.