كيف أتخلص من ادمان الذنوب

الذنوب و المعاصي هي الداء الدوي ، و هي المهلكة القاصمة للظهر ، و الذنوب جالبة لسخط الله و نقمته على عبده في الدنيا ، و لعذاب الله في الآخرة ، و الذنوب سبب للبلايا و المصائب ، فما نزل بلاء إلا بذنب و لا رفع الا بتوبة .

و المسلم اذا وقع في معصية لله تعالى فعليه أن يتوب و يستغفر ، و ان عاد فعليه ان يتوب و يستغفر ، و لا يمل ، و لا ييأس فيفرح الشيطان ، فطبيعة النفس الخطأ و الزلل ، فلا ينبغي للمسلم ان يتمادي في ذنب فعله ، بل يرجع الى ربه و يستغفر و يتبع السيئة الحسنة .

كيف اتخلص من ادمان الذنوب
كيف اتخلص من ادمان الذنوب

التحذير من الذنوب و المعاصي

  • لا يحقرن مسلم معصية ، و لا يستهين بذنب ، فقد يكون فيه سخط الله أبداً ، و الذنوب اذا اجتمعت على العبد اهلكته ، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال: ” إيَّاكُم ومحقَّراتِ الذُّنوبِ، فإنَّهنَّ يجتَمعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهْلِكْنَه ” وإنَّ رسولَ اللهِ ضرَبَ لهنَّ مثلًا: كمَثلِ قومٍ نزَلوا أرضَ فلاةٍ، فحضَر صَنيعُ القَومِ، فجعَل الرَّجلُ ينطَلقُ فيجيءُ بالعودِ، والرَّجلُ يَجيءُ بالعودِ، حتَّى جمعوا سَوادًا، وأجَّجوا نارًا، وأنضَجوا ما قذَفوا فيها” صححه الألباني.
  • وقال أنس بن مالك  رضي الله عنه “إنكم لتعملون أعمالًا، هي أدقُّ في أعينِكم منَ الشعرِ، إن كنا لنعدُّها على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من الموبقاتِ”.

فانظر الى ما يعتقده الناس أنه من محقرات الذنوب ، فقد تكون كذلك لكنها في اجتماعها تهلك العبد ، و كذلك مع تطاول الأمد ، قد يرى المرء ذنباً يظنه حقيراً ، و هو عند الله من الموبقات المهلكات ، فالاستقامة على امر الله هي السبيل .

  • و ادمان الذنوب و المعاصي سبب للوقوع في الفتن ، و تغير القلب ، و اختلاط صورة الحق و الباطل فيه ، “قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” تُعرَضُ الفتنُ علَى القلوبِ كالحصيرِ عودًا عودًا فأيُّ قلبٍ أُشرِبَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ سَوداءُ وأيُّ قلبٍ أنكرَها نُكِتَ فيهِ نُكتةٌ بَيضاءُ حتَّى تصيرَ علَى قلبَينِ علَى أبيضَ مِثلِ الصَّفا فلا تضرُّهُ فتنةٌ ما دامتِ السَّماواتُ والأرضُ والآخرُ أسوَدُ مُربادًّا كالكوزِ مُجَخِّيًا لا يعرِفُ معروفًا ولا ينكرُ مُنكرًا إلَّا ما أُشرِبَ مِن هواهُ “.
  • و من شؤم ادمان الذنوب و المعاصي انها تجر بعضها بعضاً ، فلا يقع المسلم في معصية ، إلا سقط في غيرها ، و هكذا حتى تهلكه و نذهب بدنياه و آخرته .
  • و من خطورة ادمان الذنوب و استمراء المعصية أنها تصبح مألوفة للعاصي ، فيفعلها وكأنه فطر عليها ، يقول ابن القيم: ” حتى إن كثيرا من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة يجدها ولا داعية إليها إلا لما يجد من الألم بمفارقتها “.
  • ومن شؤم ادمان الذنوب ضرب القلب بالغفلة ، فلا يعيش في الدنيا الا لهواه ، و لا يذكر الله الا قليلا ، و لو ذكره ذكره بقلب لاه مشغول ، ففي الحديث عند أحمد والترمذي وابن ماجه وحسنه الألباني ” إنَّ المؤمنَ إذا أذنبَ كانت نكتةٌ سوداءُ في قلبِه فإن تاب ونزع واستغفرَ صقلَ قلبُه فإن زاد زادت فذلك الرَّانُ الذي ذكرَه اللهُ في كتابِه ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ .
كيف اتخلص من ادمان الذنوب .
كيف اتخلص من ادمان الذنوب .

كيفية التخلص من ادمان الذنوب و المعاصي

من الناس من هو مدمن لشرب الخمر ، و منهم من هو مدمن للغيبة و الوقوع في أعراض الناس ، حتى قيل في الغيبة أنها فاكهة المجالس لكثرة محبة الناس لها ، فهي توافق طبع النفس الذي يظهر العيب في الغير و يزكي نفسه ، ومن الناس من يدمن النظر المحرم ، خاصة المواقع الاباحية بعد انتشار الانترنت و دخوله في كل بيت ، ومنهم من يدمن الربا ،ووضع المال في البنوك الربوية و اخذ الفوائد منها و استحلالها ، وغيرها الكثير من الذنوب التي قد يراها كثير من المسلمين بسبب انتشارها انها عادية ولا شئ فيها .

  • على المسلم أولاً أن يعترف من داخله بأنه على ذنب و معصية ، و ان ادمانه للذنوب خطر عظيم و مهلكة ، و ذهاب لدنياه و آخرته .
  • يفوض المسلم أمره الى الله ، و ينطرح بين يديه ، و يعترف بذنبه و تفريطه في حق الله ، و يستعين على ذلك بكثرة الدعاء و التضرع الى الله.
  • مجاهدة النفس ، و تغيير العوائد ، فالعوائد من أكبر أسباب ادمان الذنوب و الوقوع في المعاصي ، و ان يبتعد عن الاماكن و الأصحاب الذين يساعدونه في المعصية ، و يوفرون البيئة لذلك ، وقد وعد الحق سبحانه ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ ، فوعد الله منجوز لصاحب مجاهدة النفس بالهداية .
  • عدم اليأس و الاستسلام للشيطان ، فبعض المسلمين عندما يقع في الذنب و يتوب منه ، ثم يقع و يتوب و هكذا ، يصيبه اليأس و الإحباط ، و يوهمه الشيطان ألا فائدة ترجى منه ، و هذا لعمري أكبر مطلوب للشيطان من العبد المسلم ، أن يقنطه من رحمه الله ، لا بل يجب على المسلم الا يمل من التوبة و لووقع في الذنب ألف مرة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية ، في الحديث الذي أخرجه مسلم ” أذنَب عبدٌ ذنبًا. فقال: اللهمَّ! اغفِرْ لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنَب عبدي ذنبًا، فعلم أنَّ له ربًّا يغفر الذنبَ، ويأخذ بالذَّنبِ. ثم عاد فأذنب. فقال: أي ربِّ! اغفرْ لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبًا. فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذُ بالذنبِ. ثم عاد فأذنب فقال: أي ربِّ! اغفرْ لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنبَ عبدي ذنبًا. فعلم أنَّ له ربًّا يغفرُ الذنبَ، ويأخذ بالذنبِ. اعملْ ما شئت فقد غفرتُ لك “. قال عبدُالأعلى: لا أدري أقال في الثالثةِ أو الرابعةِ ” اعملْ ما شئت “.
كيف اتخلص من ادمان الذنوب .
كيف اتخلص من ادمان الذنوب .
  • اذا وقع المسلم في معصية لله ، فعليه ان يتبع السيئة الحسنة فيمحها ، وأفضل الحسنات لا إله إلا الله ، فيكثر بعد كل ذنب من فعل الخيرات و التقرب الى الله بالطاعات ، و يتوب توبة نصوحة ، و يندم على ذنبه ، لا ان يستغفر بقلب لاه أو مصر على المعصية ، فالله تعالى مطلع على القلوب و السرائر .

الخلاص من ادمان الذنوب و المعاصي أمر يحتاج الى مجاهدة و مدافعة ، و اذا علم الله من عبده الصدق في ذلك أعانه عليه ، و أمده بمدد من عنده سبحانه و تعالى .

زر الذهاب إلى الأعلى