أنا فتاة مقبلة على الزواج, ولاأعرف كيف أتعامل مع خطيبي ,أريد بعض النصائح ,وشكراً لكم.


كيف أتعامل مع خطيبي ؟

أنتي مقبلة على حدث سعيد وأمر مبارك وميمون , ففي المأثور: ما أنعم الله على عبد نعمة بعد الأيمان مثل الزواج , وبهذه الروحية المنفتحة على رحمة الله تعالى والمفعمة بالأمل يجب أن تتقدمي في هذا الطريق المقدس , ولذا فهو يستحق التضحية …والصبر والعطاء حتى يكون مشروع الزواج ناجحا وموفقا بإذن الله .

أما كيف تتعاملين مع خطيبك ؟…



نقول : الأصل : كما تتعاملين مع أي شخص آخر من الإحترام المتبادل , وحفظ الحقوق للطرفين والمراعاة والمداراة والتزام الحدود , فليس المثل الشائع : (بين الأحباب تسقط الآداب) بصحيح إن أريد به أن لا رعاية للحدود ولا حفظ للحقوق بينهم , فهي مطلوبة حتى بين الوالد وولده والزوج وزوجه , وبدون ذلك لا تستقيم العلاقات ويعتريها الظلم والأذى والسخط والفتور.

نعم قد يراد بذلك : رفع الكلفة والتكلف الموجود مع الغرباء . على أي حال : إذا أرادالزوجان أن تدوم العلاقة بينهما بمودة ورحمة فعليها التعامل بالحسنى ومراعاة العدل والإنصاف وحفظ الإحترام المتقابل إلى آخر يوم من حياتهما.
وفوق ذلك فإن للعلاقة بين الزوج وزوجه متطلبات أخرى فيها أيضا خصوصيات وامتيازات ليست لغيرهما.

فالزوجان إذ يجمعهما العيش المشترك ويتداخلان في الكثير من تفاصيل الحياة …لابد لهما من مراعاة ومداراة كل منهما للآخر …لابد لهما من غض النظر عن الأخطاء الصغيرة والصبر وتحمل الزوج والتنازل له كي يستديم التوافق بينهما , ولا يختص ذلك بالمرأة , وإنما الرجل أيضا , وينبغي أن يعلما أن ليس هناك شخصان متطابقان في العالم في رأيهما سلوكهما , فحتى الشقيقان التوأمان مختلفان فيما بينهما , لذا فلا يتوقع ولا يطلب كل منهما أن، يكون الاخر مثله , فلابد من قبول التعدد في الرأي والإختلاف في الأذواق ولكن يمكن لهما العيش بسعادة وهناء إذا ما تعاونا وتآلفا في الأمور المشتركة بينهما ودارا أحدهما الاخر .

وطبيعي أن هناك مساحة للحياة الزوجية الخاصة التي لها خصوصيتها وشرائطها وهي تتطلب أيضا تفهما وتعاونا من الطرفين لكي ينعما بما أنعم الله عليهما ونجاحهما في ذلك يساعد على كمال زواجهما وتعففهما وحصانتهما من كل سوء , بإذن الله .

بقي أمر ينبغي ذكره وهو أننا نعيش في مجتمع شرقي وهو مجتمع ذكوري يعطي للرجال مالا يعطي للنساء , لذا على المرأة مراعاة ذلك في التعامل مع الرجل خصوصا في البداية حتى يصلا إلى مرحلة متقدمة من الثقة والإحترام , كأن تعطيه الفرصة لكي يتحدث أولا وإذا أرادت الرد تحافظ على كبريائه فتعرض رأيها من باب الإقتراح ولو بعد حين , ولا تنتقد الرجل مطلقا في حضور آخرين , خصوصا أهله , وأن تحفظ ماله وأسراره وتأخذ رأيه وتشاوره في أمور الحياة .. إن كل ذلك وأمثاله ستجعل الرجل فخورا بزوجته وستكون موضع احترامه وثقته , وبالتالي تسير العلاقة بينهما نحو التوازن والإعتدال .



لا ننسى أيضا أن الكلمة الطيبة صدقة , والبشر وطلاقة الوجه عند اللقاء , وفي المأثور : (تهادوا تحابوا) فالهدية ولو وردة جميلة لها أثر كبير في نفس الإنسان المقابل .

وأخيرا.. اعلمي أن ملائكة السماء تبارك لك وإن الله تعالى قد كتب لك التوفيق وسلك لك طريقا إلى قلب الزوج , كما قال تعالى : (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم 21) . (وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب) .

شاركها.