من أكثر الأمور التي تزعج الأبوين أن يتحدث الصبي المراهق بعبارات مسيئة أو خارجة عن حدود الأدب والاحترام للآباء. ويتساءل الأبوان في هذه الحالة عن الخطأ الذي تم، خاصة أن هذا السلوك مناقض لطريقة التربية التي ربيا الطفل عليها. ويرتبط الأمر بمرحلة المراهقة غالباً، والتي يمر الطفل خلالها بتغيرات تدفعه إلى استكشاف حدود غضب الأبوين.

عليك اختيار العقاب المناسب لبعض التجاوزات لرسم حدود لما هو غير مقبول، وعدم الإفراط بالتهديد بالعواقب، ولا التراجع عن عقاب تم تقريره

ولضمان عدم خروج هذه التجاوزات عن الحدود، وتفادي تقود إلى ما هو أسوأ، اتبع النصائح التالية:

جهّز نفسك ذهنياً لهذه المرحلة، بحيث لا تشعر بالمفاجأة عندما تميل سلوكيات الصبي المراهق إلى محاولة تحاوز حدود التهذيب، كما أن عليك إعادة رسم الحدود لتعريف ما هو مقبول وما هو غير مقبول.

ويمكنك التخطيط لنمط من المعاقبة مناسب لهذه المرحلة، فإذا كان المراهق ينظر بعينه بطريقة غير لائقة تعبيراً عن غضبه أو ضيقه، يمكنك وضع عقاب مناسب، كأن يدفع غرامة نقدية من مصروفه ويقوم بوضعها في مكان ما بالمطبخ كلما قام برد الفعل غير المقبول.

لكن تنصح توصيات الأكاديمية البريطانية لطب الأطفال بعدم المبالغة في العقاب. فإذا شعر المراهق أنه يخسر كل شيء ستزداد تجاوزاته لأن ليس لديه ما يخسره.

كذلك عليك أن تتفادى التصعيد والمواجهات الساخنة مع المراهق. امنح نفسك بضع دقائق ما بين المناقشة التي حدث فيها التجاوز اللفظي وبين رد الفعل، أو كلمات التأديب.

بصيغة أخرى، ليس ضرورياً تأديب الطفل على سلوك معين فور حدوثه، لأن ذلك قد يجر الموقف إلى مشاحنة تخرج عن إطار الإساءة الأصلية.

وبشكل عام، لا ينبغي الإفراط في تهديد الطفل بالعواقب كلما حدث موقف صغير، لأن ذلك يفقدها تأثيرها. وفي الوقت نفسه لا ينبغي التراجع عن عقاب تم تقريره، فإذا كان العقاب حرمانه من استخدام التابلت أو مشاهدة التلفزيون ينبغي تطبيق العقاب، حتى لا يستخف بعواقب التجاوز لاحقاً.

شاركها.