كيف تدرب عقلك على الوقاية من الاكتئاب؟

يعد تعرضك للاكتئاب أو معايشة التجربة من قرب عبر الحياة مع أحد المقربين المصابين بهذه اللعنة تجربة قاسية وسيئة بكل تأكيد؛ فالتغلب على هذا المرض -الذي يصيب أكثر من 15 مليون إنسان داخل الولايات المتحدة الأمريكية فقط- ليس سهلاً على الإطلاق، ويحتاج إلى الكثير المتابعة الطبية النفسية والأدوية الطبية من أجل التخلص منه.

ولأن التغلب على الاكتئاب ليس سهلاً عند الإصابة به؛ فإن تدريب العقل على عدم الوقوع ضحية له هو أهم الحلول والتدابير الوقائية لتجنب المعاناة من أحد أخطر أمراض العصر التي تهدد البشرية.

1- التركيز على المستقبل

غالباً ما تأتي مشاعر الحزن من الأحداث التي حدثت في الماضي، ولكن عند نقطة معينة يجب على الإنسان النظر إلى المستقبل والمضي قدماً في حياته، وتوجيه انتباهه نحو المستقبل، وعدم السماح للماضي باحتجازه رهينة لبحر أحزانه.

فعدم القدرة على تخطي الماضي بداية الطريق نحو عالم مظلم من الاكتئاب لا يحتوي إلا على الذكريات المؤلمة التي أحدثت صدمة نفسية للإنسان للدرجة التي جعلته غير قادر على تخطيها؛ ولهذا فالتحلي بالشجاعة والتطلع دائماً إلى الأمام ونسيان الماضي -فما فات لن يعود مجدداً- من أهم الطرق التي تساعدك في تدريب عقلك على تخطي الخبرات السلبية في حياتك.

2- توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين

تلك المشكلة بدأت بالانتشار والاستفحال بعد ما أظهرته وسائل التواصل الاجتماعية من فوارق كبيرة بين الفئات المختلفة من البشر؛ فرؤية نمط حياة أحد الأثرياء، وما الذي يأكله، أو عدد سياراته، وشكل منزله، تُشعر الكثير من الناس بالغيرة؛ فيبدأ الشعور بالغضب الداخلي ومقارنة الحياة التي يعيشها الشخص العادي بالأثرياء.

وبالتالي تظهر الأمراض النفسية المتعلقة بعدم الرضا والشعور بالجحود، وبدلاً من أن يمضي الإنسان حياته في الاجتهاد لتحسين مستواه الاجتماعي والمادي تمضي الحياة في الشعور بالحقد والحسد تجاه أي شخص يمتلك مميزات لا يمتلكها الإنسان المريض بالحقد والغضب.

3- لا تقاوم مشاعرك وأفكارك

من الطبيعي أن يشعر الإنسان ببعض المشاعر السلبية المحبطة بين اللحظة والأخرى؛ فالحياة مليئة بالنجاحات والانكسارات أيضاً، والحقيقة وعلى عكس ما هو متوقع أظهرت الأبحاث العلمية أهمية تعرض الإنسان إلى الإحباطات والخبرات السيئة في الحياة.

فتلك الانكسارات هي التي تكون شخصية الإنسان الحقيقية، وتمنحه الخبرة في الحياة، وتصقل من شخصيته؛ للتعامل بشكل صحي وقوي وحكيم أمام الصعوبات المستقبلية التي بلا شك ستواجهه في المستقبل دون أي يؤثر ذلك في حياته الشخصية أو العائلية ومستقبله المهني.

4- المزيد من النوم 

عدم القدرة على النوم والمعاناة من الأرق والاضطرابات تؤثر سلباً في كفاءة الدماغ بشكل قد يؤدي على المدى المتوسط بالإصابة بالاكتئاب؛ لذلك فاستشارة الطبيب لإيجاد حلول لمنع الإصابة باضطرابات النوم بسبب ضيق التنفس أو الشعور بالقلق والتوتر من الأمور التي يجب عدم إهمالها بكل تأكيد من أجل منح الدماغ المزيد من الراحة والهدوء لرفع كفاءة وظائفه.

5- الحركة

أثبتت الأبحاث الحديثة أن الحركة وبذل الإنسان للمجهود البدني وممارسة التمارين الرياضية من أكثر الحلول فاعلية التي تقي العقل من الوقوع في الاكتئاب وتحسن من الوظائف العقلية للإنسان وتمنحه المزيد من السعادة؛ لأن قيام الإنسان بمجهود بدني وتحقيق هدف معين مثل أداء التمارين الرياضية مهما كانت بسيطة كتمارين المشي لمدة 5 دقائق يومياً يعزز من إفراز الجسم لهرمون الدوبامين “السعادة”، وهو بالتأكيد ما يبعد الإنسان لمسافة آمنة بعيداً عن مستنقع الاكتئاب.

6- التواصل

الاكتئاب يصطاد فرائسه المحبين للعزلة الذين لا يتمتعون بمهارات اجتماعية في التواصل مع الأشخاص المقربين أو إقامة علاقات اجتماعية جديدة؛ لذلك لا تسمح له بأن يدخل لك من هذه الثغرة، وكن على تواصل دائم مع الأصدقاء والأهل، وحاول التعرف إلى أصدقاء جدد والتطوع للقيام بأعمل خيرية؛ لأن الانخراط في علاقات اجتماعية نشطة يعمل على تحسين الحالة المزاجية وتنشيط الدماغ، ويمنح الإنسان الكثير من السعادة التي تطرد أي فرصة للشعور بالحزن المبالغ فيه والاكتئاب.

زر الذهاب إلى الأعلى