مصطلح «انهيار عصبي» غير طبي، ولا يوجد تعريف له في أنظمة التشخيص الطبي، كما لا يتم ذكره في المؤلفات العملية الطبية الخاصة بالأمراض العقلية.

وعليه لا يوجد تعريف ثابت معتمد بشكل عام له رغم أن الخبراء يصفونه بأنه «الأزمة العصرية للصحة النفسية». ولكن الدراسات الفردية تصفه بأنه اضطراب حاد يشمل أعراضاً معينة كالقلق والاكتئاب، التي تسببها الإجهادات الخارجية، وتجعل الشخص غير قادر على القيام بمهامه اليومية أو التعامل مع الأمور الحياتية. أعراض الانهيار العصبي تختلف بين شخص وآخر، وقد تكون مفاجئة، أو قد تظهر «على دفعات»، ولكن رغم اختلافها هناك أعراض عامة يجب التنبه اليها.

أعراض الانهيار العصبي

فقدان القدرة على التركيز

على المدى القصير التوتر يمكنه أن يحسن القدرات العقلية من خلال إفراز هرمونات تحسن عمل الذاكرة والتركيز. ولكن التوتر الدائم واليومي يقضي كلياً على القدرة على التركيز سواء في مكان العمل أو حتى في أمور بسيطة كالقيادة. التوتر الدائم والإفراز المستمر لهرمون الكورتيزول يتلف الذاكرة.

لا يمكنك التوقف عن تناول الطعام

التوتر يمكنه أن يجعل الدماغ يفزر هرمونات عديدة من ضمنها الأدرينالين، الذي ينشط العضلات ويدخلها مرحلة «المواجهة أو الهرب». وعندما يتلاشى تأثير الأدرينالين فإن هرمون الكروتيزول يبلغ الجسم بأنه حان الوقت للتعويض عن الطاقة التي تمت خسارتها من خلال تناول الطعام. مشكلة التوتر الشديد حين لا يرتبط بردة فعل جسدية مثل الهرب من خطر يهدد الحياة فإن الجسم مبرمج بيولوجياً لتناول الطعام رغم أنه لا يحتاج إليه.  وبسبب هذه التقلبات الهرمونية، فالشخص بحاجة إلى أطعمة تجعله يشعر بالراحة، وبما أن الأطعمة الغنية بالدهون والسكر تزيد من إفرازت المواد الكيميائية في الدماغ التي تجعل البشر يشعرون بالمتعة، فهي ما يتم اللجوء إليه من أجل راحة نفسية ولو مؤقتة.

معدتك غاضبة

آلام المعدة والتقلصات عادة هي أعراض جسدية واضحة للتوتر والقلق. وفي حال ترافقت مع ألم في البطن، الإمساك، الغازات أو الإسهال فإن ذلك يرتبط بمتلازمة الأمعاء المتهيجة التي يعتبر التوتر الشديد أحد مسبباتها.  في حالات التوتر الشديد يقوم جهاز المناعة بردة فعل لمواجهته، وبالتالي يتسبب بمتلازمة الأمعاء المتهيجة، ورغم أن العلماء ما زالوا يدرسون الراوبط بين الانهيار العصبي وبين هذه المتلازمة، ولكن الأبحاث وجدت علاقة مباشرة بين الأمرين.

لا تكترث لطلتك على الإطلاق

لا يهمك الملابس التي تختارها، ولعلك نسيت أن تسرح شعرك أو حتى أن تلقي نظرة عابرة عليه قبل الخروج.. فنجان قهوة يلطخ قميصك خلال ساعات العمل، ومع ذلك لا تكترث على الإطلاق لتنظيفه أو لا تقم حتى بمحاولة لإزالة البقع . قد تظن أنك تشعر بالكسل أو أنك تمر حالياً بفترة تجعلك لا تكترث على الإطلاق لهذه «القشور»، ولكنها في الواقع مؤشر على مشكلة أخطر كالانهيار العصبي والاكتئاب. التوتر والضغوطات اليومية تستنزف الطاقة العقلية والنفسية والبدنية. هذا الانهاك يترافق مع مشاعر اللامبالاة، وكلما زادت حدة المشاعر فإن اللامبالاة تتحول إلى عدم الشعور بالسعادة وفقدان المحفزات، وبالتالي الاكتئاب، فالانهيار العصبي.

مقتنع بأن الأمور السيئة ستحدث

كل سيناريو تفكر به تكون نتيجته سيئة، هناك دائماً ذلك القلق والتوجس بأن كل شيء سيسير بشكل خطأ. هناك القلق الدائم الذي لا تعرف مصدره، والذي يجعلك تتصرف وكأن الكوارث تنتظرك عند كل زاوية. السبب يرتبط بمستويات التوتر التي تختبرها نتيجة الضغوطات اليومية، التي حين تتراكم تضخم القلق، وبالتالي تؤدي إلى انهيار نفسي.

في حال بدأت مخاوفك اليومية تمنعك من القيام بأمور «طبيعية» فربما حان الوقت للحصول على مساعدة طبية. فإن كنت مثلاً أصبحت تكره قيادة سيارتك؛ لأنك ما تنفك تفكر في أنك ستتعرض لحادث قبل الصعود إليها، ثم تتعاظم هذه المشاعر حين تبدأ بالقيادة وعليه تكون فترة قيادتك حافلة بالتوتر والقلق والخوف ثم تصل إلى وجهتك منهكاً نفسياً، فهذا مؤشر خطير يتطلب الحصول على مساعدة طبية.

حاسة الشم تبدلت

عندما تبدأ بشم رائحة أشبه برائحة السمك أو رائحة أسيدية رغم أن كل شيء من حولك نظيف تماماً، فربما حان الوقت للتعامل مع المستويات العالية جداً من التوترات التي تعاني منها.

في دراسة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون تبين أن الأشخاص الذين يتم تعريضهم لصور تحفز التوتر مثل صور حوادث السير لم يتمكنوا من التعرف على الروائح بشكل دقيق، وقاموا بوصف الروائح المحايدة بأنها كريهة، وكلما زادت نسبة التوتر عندهم زادت حدة الروائح. لذلك إن بدأت تتذمر من روائح كريهة رغم أنها غير موجودة فهذا مرده إلى مستويات التوتر العالية عندك، والتي تقودك نحو الانهيار.

لا ثقة بالنفس.. ولا قرارات

ثقتك بنفسك أصبحت في حدها الأدنى، وكل ما يتعلق بك تراه من منظور سلبي.. حتى شكلك بات يشكل لك مصدر إزعاج، فحين تنظر في المرآة لا يمكنك التركيز سوى على العيوب.

تدني الثقة بالنفس يعني عدم القدرة على حسم أي قرار مهما كان بسيطاً.. فحتى الأمور البسيطة مثل اختيار ما عليك تناوله من طعام باتت مشكلة صعبة تتطلب التفكير ملياً. اختبار هكذا أعراض يعني أنك وصلت لمرحلة متقدمة من الاكتئاب، وبأنك على حافة الانهيار.

شاركها.