كيف تكسر الحواجز مع الشخص الخجول
الشخص الخجول
الشخص الخجول، يُعدّ التعامل مع الشخص الخجول، من بين طرق التواصل الاكثر صعوبة؛ فهذا الشخص يكون قد سيّج نفسه بالكثير من الحواجز على نحو يجعل التحدث معه او مناقشة بعض الامور بشكل صريح أمراً صعباً للغاية. لذلك في هذا التقرير، نضع بين يديك دليلاً مختصراً لبعض الارشادات التي تسهّل التواصل مع هذا النمط من الاشخاص، وتجعلك مهيأً لاعتماد بعض التكتيكات.
فقد يكون هذا الشخص موظفاً لديك، أو زميلا في العمل، مهما كان نوع العلاقة يمكن ان تطبّق الآتي:
- تذكر في البداية، أن الشخص الخجول يخشى التواصل مع الآخر، لذلك لا تنتظر منه ان يستهل الحديث او يبادر بسؤالك عن شأن معيّن. على العكس، عليك ان تمسك بزمام المبادرة وأن تتوجه اليه بأسئلة واضحة وبسيطة في البداية. إذا كنت لا تعرفه، يمكنك ان تبدأ بالتعريف عن نفسك. الاسئلة هي الحيلة الاولى التي يمكن ان تبدأ بها بناء جسر التواصل.
- لا تحاول ان تحرج الشخص الانطوائي، عبر بعض الحركات كالتحديق في عينيه، وجعله يدرك انك تتعمّد القيام بذلك.
- لا تتردّد في التعبير عن سرورك للتعرف اليه، التعبير عن المشاعر الايجابية يجعل هؤلاء الاشخاص يشعرون بمزيد من الارتياح والاطمئنان.
- طوال فترة الحديث، احرص على مناداته باسمه الاول، لأن الاشخاص بشكل عام يحبون سماع أسمائهم، لذلك لا تستخدم ألقاباً كأستاذ أو حضرتك؛ فعندما تخاطب هذه الفئة من الاشخاص بأسمائها الشخصية، تشعرها بمزيد من الارتياح والألفة.
- حاول ان تخوض معه مواضيع تهمه. لذلك اسأل عن تفضيلاته وهواياته. ومهما تنوعت الاجابات حاول ان تعبر عن سرورك واهتمامك بما يثير اهتمامه. فإذا قال لك شخص خجول انه يحب صيد الاسماك او القراءة او الاستماع الى الموسيقى، فحاول ان تبدي اعجابك بالامر، قبل ان تنتقل الى سؤاله عن تفاصيل اضافية في مجال تفضيلاته، من دون ان تشعره بالانزعاج او اقتحام خصوصياته.
- لكي تشعره بمزيد من الاطمئنان، عليك ان تجعله يرى انك إلى جانبه. لهذا السبب، لا تتردد في ابداء نيّتك المساعدة متى احتاج اليك.
- الجأ الى استخدام نبرة متوسطة الى منخفضة، اياك والصوت العالي او النبرة الواثقة جداً، فهذه تزيد عمق الهوة بينكما.
- من المفضل ان تباشر الحديث معه، عندما تكون على انفراد؛ لا تحاول ان تناقشه في اي موضوع كان اذا كنت برفقة مجموعة اخرى ممّن لا يعرفهم او لا يرتاح اليهم، لأنك لن تتمكن من الحصول منه على اجابات صريحة ووافية. فهو لا يحب ان يكون نقطة جذب او اهتمام، وسط المجموعات.
- كن مصغياً: يحتاج الشخص الخجول الى من ينصت اليه، حتى وإن كانت كلماته مختصرة. إذا كنت منشغلا بأمور اضافية او بأشخاص آخرين، حين يحاول التحدث اليك، فكن اكيداً ان التواصل يكون قد انقطع. في المقابل، إذا كنت مصغياً وتنظر اليه باهتمام وتشوّق، أو إذا كنت تقاطعه نادراً فقط، لتقول له انك معجب بما يقول او تقدر ما يحدثك عنه، فأنت على الدرب الصحيح.
- كن صبوراً: يصعب على الخجول ان ينطق بجملة كاملة ومترابطة، لذلك يبدأ احياناً بالتعبير عن فكرة ما ثم يصمت. في هذه الحال، عليك ان تكون صبوراً وتحاول ان تشعره بالاطمئنان لكي يتابع ما استهله. لا تحاول ان تقول له “نعم، تابع كلامك”. عبارات من هذا النوع ستجعله مكبّلاً أكثر. على العكس، حاول ان تعيد صياغة الجملة التي بدأها وكأنك تحاول التأكد من انك فهمت ما قاله، حينها سيحاول المتابعة.
- استخدام حس الفكاهة: هذا الاسلوب يستخدمه احياناً كثيرة المعالجون النفسيون، عندما يتعاملون مع مريض يعاني الخجل. الطرافة مهمة، فعندما يضحك يرتاح اكثر اليك، ويكسر تدريجاً حاجز الخجل بينكما.
- طمأنته: لكي تشعره بمزيد من الارتياح، يمكنك ان تخبره انك في مرحلة معيّنة من حياتك، كنت تعاني الخجل ايضاً. قل له إنك تحب كثيراً الشخص الخجول، إنما ليس لكي تجعله يتمسك بخجله، بل لتضيء على جوانب ايجابية متخفية خلف حاجز الخجل.
- عندما تنتابه بعض الاعراض الجسدية الواضحة، كالتلعثم او الاحمرار، لا تعلق على الموضوع عبر الضحك او الاستهزاء او اي نوع آخر من التعليقات السلبية.
- الأسلوب: اذا كان الخجول موظفا تحت إمرتك، فلا تستخدم معه على الاطلاق الاسلوب السلطوي. بل على العكس، لكي تجعله اكثر انتاجية، عليك ان تراعي خجله لكي لا ينطوي اكثر على نفسه. ينصح في هذه الحال، ان تخصّه بمعاملة مختلفة عن الآخرين. أما اذا كان زميلاً لك، فحاول ان تشركه في دائرة صداقاتك. وجّه له الدعوة لكي ينضم اليك والى زملائك عند تناول طعام الغداء. كما يمكنك ان تدعوه الى عشاء خارج بيئة العمل، لكي تشركه في مشاريع اجتماعية.
- اذا كنت شخصاً جريئاً وتتعامل مع شخص خجول، يمكن ان توصل إليه فكرة معينة من خلال تصرفات نموذجية تقوم بها، إنما بعيداً من استخدام اسلوب التباهي. كما من المستحسن ان تضيء على النتائج الايجابية التي صدرت عن موقف ما كسرت خلاله حاجز الخجل. هكذا تكون الرسالة قد وصلت الى هذا الشخص الخجول بشكل غير مباشر.
- ضمير الغائب: عندما تريد ان تلفت نظره الى أمر ما، او موقف ما، أو حتى إن أردت ان تسدي اليه نصيحة، فاستخدم دوماً ضمير الغائب. فعلى سبيل المثال، يمكنك ان تخبره عن شخص ما كان يعاني الخجل، وتغلب على مشكلته من خلال بعض الخطوات وتعددها. يمكنك ان تخبره ان صديقاً لك كان يعاني الخجل ويخشى المطالبة بحقوقه المهنية، خوفاً من رد فعل المدير،أي انك تعمد الى تفسير حالته وكأنك تتحدث عن شخص ثالث. وتتابع بالقول، على عكس مما كان يتوقعه، كان المدير متفهماً وقابله بإيجابية.
- إذا كان الخجول مقرباً منك، وترغب في مساعدته، فلا تتردد في ان تقترح عليه التوجه الى اختصاصي في علم النفس، حيث يمكنه ان يتابع بضع جلسات (5 إلى 7 جلسات) تنقذه من مشكلته المزعجة.
