كيف تناولت وسائل الإعلام العالمية قرار السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة؟

تصدر القرار الذي اتخذه الملك سلمان بن عبد العزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة، اهتمامات وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم وسط إشادات واسعة بالخطوة التاريخية.
وتصدرت صورة الملك سلمان المنصات الإخبارية والافتراضية، حيث اعتبر كثيرون “الخطوة تاريخية وتؤكد قوة عزيمة القيادة السعودية على المضي قدمًا في طريق الإصلاح على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضًا”.
وتحت عنوان “ملك السعودية يمهد الطريق للمرأة للقيادة”، رأت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن المرسوم الأخير هو خطوة في طريق إصلاحات اجتماعية تشق طريقها في المملكة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة السيارة كانت بمثابة الحلم لنساء المملكة خلال العقود الماضية، حيث نظمن حملات لرفع هذا الحظر، بدءًا من العام 1990، وهي موجة الاحتجاج التي زادت وتيرتها بعد العام 2011.
ونوهت الصحيفة بالدور الذي يلعبه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قيادة توجهات إصلاحية في المملكة، ضمن رؤيته الاقتصادية لتطوير جميع القطاعات وتقليل الاعتماد على النفط.
ولفتت الصحيفة إلى أن “ولي العهد يولي أهمية كبيرة للمرأة وتمكينها وتعظيم دورها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في المملكة”.
من جانبها، سلطت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية الضوء على الترحيب الدولي بالقرار والبيان السريع الذي أصدرته الولايات المتحدة للتعليق على السماح للمرأة بقيادة السيارة وقالت إنها “خطوة عظيمة في الاتجاة الصحيح”.
وكتبت “بلومبيرغ” على موقعها الإلكتروني أن القرار الأخير يمثل “أهم خطوة” اتخذتها المملكة حاليا في طريق الإصلاح وتقدم المجتمع، وأنه جاء بالتوازي مع البرنامج الاقتصادي الطموح لتعزيز القدرات الاقتصادية.
أما عن سر الاهتمام العالمي الكبير بهذه الخطوة، فأوضحت “بلومبيرغ” أن هذا رد فعل طبيعي نظرًا للقلق السابق من المنظمات الحقوقية الدولية على وضع المرأة في المملكة وحرمانها من بعض حقوقها، لكن الموقف الآن تغير لصالحها بصورة كبيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير محمد بن سلمان بدأ التمهيد لتلك الخطوة منذ فترة ومن خلال عدة إجراءات كان آخرها الأسبوع الماضي إبان الاحتفال باليوم الوطني، حيث تم السماح للنساء بحضور الاحتفالات العامة وظهرت النساء بجوار الرجال معا، الأمر الذي أثار اهتمام ودهشة الجميع.
وكان بن سلمان قد قال في حوار تلفزيوني أبريل الماضي، إن المرأة السعودية “تستحق حرية أكبر، وإننا نؤمن بأن الإسلام منح المرأة حقوقا لم تحصل عليها بعد”.
وألمح في هذا الحوار إلى التغييرات الحالية، مضيفا “التغيير قد تحدث في المستقبل، ونتمنى جميعا أن تكون تغييرات إيجابية”.
سوق السيارات ينتعش
وفي صعيد منفصل، تناولت صحيفة “بيزنس إنسايدر” الأمريكية الموقف من زاوية مختلفة، مشيرة إلى أن القرار الأخير سيعزز سوق السيارات في المملكة الذي تراجع مؤخرًا.
وذكر التقرير أنه بعد سنوات من نمو هذا السوق والوصول إلى بيع مليون سيارة سنويًا، كان وضع السوق سيئا خلال العام الماضي 2016 وتراجعت المبيعات بنسبة 30% تقريباً، إلا أن إقبال النساء على شراء السيارات قد يسهم في تنشيط هذا السوق وطرح المزيد من السيارات ذات الأنواع المختلفة والتي تقبل عليها النساء والفتيات، على الرغم من أن القوانين السابقة لم تمنع شراء النساء للسيارات إلا أنهن كن يقدمن على شرائها حتى يقودها الرجال، لكن شراء السيارة الآن لتقودها سيدة سيكون أمراً مختلفاً.
يونيو الفارق
وأشارت صحيفة “جابان تايمز” اليابانية أن نساء السعودية سيحصلن على أمل طالما انتظرنه في الصيف المقبل، حيث سيتمكن من قيادة السيارة في شوارع المملكة لأول مرة منذ تأسيسها، ولفتت إلى أن المرأة السعودية كانت الوحيدة في العالم التي لا تستطيع قيادة السيارة بحرية وتنتظر دائما رجلاًَ ليخرج معها إلى أي مكان، والآن سيتغير هذا الأمر، مما سيمنحها المزيد من الحرية التي طالما تاقت إليها.
وأوضحت الصحيفة أن اختبارات سابقة جرت لجس نبض المجتمع السعودي قبل صدور القرار الذي لقي ترحيبًا كبيرًا من الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بالداخل والخارج.
من جانبها أشادت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية بسياسة الانفتاح التي ينتهجها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مشيرة إلى أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة في المملكة جاء كنتيجة حتمية لتلك السياسة.
واعتبرت”الاندبندنت” في تقرير لها، بأن سياسة التغيير في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم اكتسبت زخما كبيرا في السنوات الماضية منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة الاقتصادية الطموحة التي يقودها الأمير محمد بن سلمان وهي رؤية 2030 قد بدأت تؤتي ثمارها، وخاصة من خلال تحقيق الانفتاح الاجتماعي.
وقالت الصحيفة “إن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة هو نتيجة خطة الانفتاح التي ينتهجها الأمير محمد، وقد يواجه هذا القرار بعض المعارضة لكن الجدير بالذكر أن الكثيرين رحبوا حتى الآن به، وقال بعضهم إن السعودية لن تعود كما في السابق أبدا وأنه قد تكون هناك قرارات أخرى لاحقة تعطي المرأة حقوقا أكثر”.

زر الذهاب إلى الأعلى