كيف ساعدها موت والدها على خسارة 35 كيلو جرام

93 كيلو جرام , لقد صعقت عندما رأيت الرقم لأول مرة و لم أصدق أن هذا وزنى , حاولت إقناع نفسى أن شيئاً ما خاطئاً حدث للميزان , و فى النهاية خرجت من الحمام و أتجهت إلى الأريكة و بدأت فى البكاء .

كان ذلك منذ 4 سنوات , كان من المرهق بالنسبة لى أن أدفع عربة الأطفال فى الشارع , أفقد إنفاسى من صعود الدرج , لا أستطيع اللعب مع أطفالى لعشرة دقائق متواصلة دون اللهاث و الجلوس للحصول على الراحة , و بعد أن يخلدوا للنوم أفعل أحد شيئين أما أن أتجة لصفحات الأنترنت كى أبحث عن أحدث أنواع الأنظمة الغذائية , أو أن أجلس و أشعر بالشفقة على حالى , تنتابنى نوبات من البكاء تنتهى بإلتهامى كميات كبيرة من الطعام ثم الخلود إلى النوم .
أعتدت أن أخفى جسدى بالعديد من طبقات الملابس , أعتدت على إرتداء ملابس زوجى الفضفاضة و ملابس الحمل القديمة , و مثلت تلك الطبقات من الملابس السنوات العديدة من الخجل و الإحراج الذين تعرضت لهم , و كثيراً ما ذكرنى ذلك أننى أحاول أن أختفى من نفسى .
و عندما تصبح مشاعر الوحدة و الحزن و اليأس أكثر مما أحتمل , أصبحت أتعامل معها بالمزيد و المزيد من الطعام , خاصة بعد موت والدى خلال الأسبوع الثامن من حملى , لقد أخبرتة بالأخبار السعيدة قبل موته بأسبوع واحد جراء أزمة قلبية مفاجئة , لكن كان أهم رجل فى حياتى و لقد شعرت حقاً بالضياع بعد موته , و أستمر ذلك الشعور معى خلال الحمل و حتى بعد ولادة إبنتى .
لازلت أتذكر بوضوح اليوم الذى قررت فيه أنه حان الوقت لتغيير حياتى , كنت عند طبيبى الذى أخبرنى أن مستوى الكوليسترول عندى مرتفع مما يستلزم إستخدام أدوية لتخفيضة , و عندها صدمتنى الحقيقة , لقد عاش والدى معظم حياتى بمستوى كوليسترول مرتفع و الذى فى النهاية تسبب فى موته , و لقد قطعت لوالدى يومها وعداً أننى لن أسير فى نفس الطريق .
لقد بدأت بالعديد من التغييرات البسيطة أحاول أن أكل طعام صحى و أمشى يومياً دون أن أتبع رجيم معين أو حمية غذائية و عندما بدأت أستعيد ثقتى بنفسى شيئاً فشيئاً , أنضممت إلى نادى صحى ” جيم ” و أتذكر بكائى فى الطريق إلى النادى و أنا أقول لنفسى كيف أستطيع أن أمشى هناك و أدع جميع الناس يرونى , كيف أدهم يروا كيف أصبح شكلى ؟ .
شعرت بالغرابة فى ملابس التمرين الضيقة . و التى أشعرتنى بالخجل مما أصبحت عليه , و كيف سمحت لنفسى أن أصل لتلك الحالة , و لقد أردت كثيراً أن أدير ظهرى و أهرب إلى شقتى قبل أن يرانى أحدهم و لقد أحتجت لكل ذرة شجاعة أمتلكها لأمنع نفسى من ذلك .

و حين كانت تزداد الأيام صعوبة و أقترب من الإستسلام كنت أذكر نفسى إن ما أفعلة هو رحلتى فى الحياة بلا بداية و بلا نهاية , و السرعة التى سأصل بها إلى هدفى لا تهم , المهم أننى سأصل فى النهاية 

بعد سنة أصبح وزنى 59 كيلو و أستطعت أخيراً أن أحتفل بخسارتى 35 كيلو جرام من الوزن و الخجل و الشعور بالذنب , ملابس الحمل و ملابس زوجى الفضفاضة عادت إلى الصندوق القديم الذى أخرجتهم منه , و أمتلئ دولابى بملابس أفخر بإرتدائها و سمحت لى تلك الملابس بإستعادة الثقه بجسدى , إستطعت إرتداء الملابس التى أحبها , و أحدث صيحات الموضة , أستطيع الأن الدخول إلى أى متجر للملابس و أختار ما اشاء و أنا أعلم أننى سأجد قياسى , حياتى الأن أفضل فهى تمثل الصبر و المثابرة و الوعد المقدس الذى وعدتة لأهم رجل فى حياتى , والدى . 

Related Post

    زر الذهاب إلى الأعلى