كيف نحقق الدين المعاملة في المجتمع؟

كيف نحقق الدين المعاملة في المجتمع سؤال يطرحه العديد منا باحثا عن إجابته لأن التعامل بالدين في الدنيا وبين والناس سوف يزرع أواصر الحب والمؤاخاة والتلاحم بين الناس وسوف يقرب بين المسلمين وبعضهم البعض وهو ما سوف يقوي من إمرة الإسلام وتأسيس ركائزه بين الخلق.

وعندما نرغب في الحكم على إنسان فإننا ننظر إلى معاملته وكيف تكون مع غيره من المسلمين وحتى غير المسلمين ولن تقوم قائمة لهذه الأمة إلا فرض الدين كأساس ومنهج قويم للمعاملة بين البشر وبعضهم البعض في مختلف أمور الحياة.

وحتى نتعرف على أسس الدين معاملة في المجتمع يجب علينا أن نحلل ونفصل أسلوب معاملة النبي الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام مع أبنائه وزوجاته وخدمه وأصحابه وكل من جاوره صلاة ربي وسلامه عليه.

كيف نحقق الدين المعاملة في المجتمع

صناعة المعروف

وهي من الفضائل الأخلاقية الرائعة التي تتأسس على خدمة الغير وقضاء حاجاتهم ونفعهم بما لا يضر بالنفس وتسديد الديون والإصلاح بين المتهاجرين والتشفع فيما بينهم، وهذه الصفة الجليلة من صفات الأنبياء وهم من صنعوا المعروف وقد حث الله تعالى نبيه الكريم للاقتداء بهم والحذو على نهجهم إلى يوم الدين وذلك مصداقا لقوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}.

أمثلة على صناعة المعروف من الأنبياء والرسل

  • النبي الكريم موسى عليه السلام عندما كان يسقي المرأتين المديانيتين في قوله تعالى: {ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلى من خير فقير}.
  • وسيدنا عيسى عليه السلام عندما يقول عنه ربه في الآية الكريمة: {وجعلني مباركا أين ما كنت} أي أنه نافعا للناس أينما كان وأينما وجد وذلك بأمر ربه.
  • والنبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأذكى السلام وهو من أنفع وأكثر الخلق حرصا على تأدية حاجة الناس فعندما قيل للسيدة عائشة رضي الله عنها هل كان النبي يصلي وهو قاعد؟ قالت نعم، بعدما حطمه الناس أي أنهم أنهكوا قواه واتعبوا جسده الكريم من حاجاتهم التي يطلبونها ويقضيها لهم.

الهدية

كان النبي الكريم من أشد الخلق حرصا على فعل ما يقرب القلوب فقد كان مرسلا بالبر والخير وكان البر والألفة أحد الطرق التي تفتح أبواب القلوب وأقفالها وكانت الهدية أحد هذه الطرق حيث شجع النبي أهله وأمته عليها فيقول عليه الصلاة والسلام: ((تهادوا، فإن الهدية تذهب وغر الصدر))، وقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام يقبل الهدية لما فيها من تأليف وتقريب للقلوب ويجوز الثواب عليها لما لها من أثر عظيم على القلب والنفس بين المؤمنين.

المداينة

لا تسير الدنيا كلها على وتيرة واحدة بل تشتد على البعض في أوقات وتفرج عليهم في أوقات أخرى ودائما المسلم في عون أخيه لذا يمكن ان يقترض المحتاج من أخيه ما يحتاج إليه لقضاء حوائجه ويرده بعد فترة يتم الاتفاق عليها فتنفرج مشاكله ويصبح أخيه شريكا له في انفراج كربته ويحصل على الأجر من الله تعالى، والدنيا هي دار ابتلاء وضع الله بني آدم فيها ليعيش رحلة حياته فهناك من يبتليه الله بالحاجة والشدة وغيرهم ممن يبتليهم الله بالفرج والسعة مصداقا لقوله تعالى:{ كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون}.

ونستنتج مما سبق أن الدين معاملة يجب ان يكون نظام ومنهج يتم تنفيذه في حياتنا حتى نعيش حياة سوية لا ضيقة فيها ولا شدة ويكون المسلم في عون أخيه لا يعيش أنانيا ينظر لنفسه فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى