لتخرج رابحاً دينياً وصحياً.. هذا ما يجب فعله أو تجنبه في رمضان

هناك بعض المقاربات الخاطئة التي نقع ضحيتها في شهر رمضان، والتي تؤثر على صيامنا، سواء من الناحية الصحية أو من الناحية الدينية.

هذه المقاربات يسهل تعديلها، ولا تتطلب الكثير من المجهود؛ بل مجرد إعادة تصحيح بسيطة مع تنظيم أيامك وفق ما يعود عليك بالفائدة، في موضوعنا هذا، سنتتطرق إلى هذه المقاربات بشقيها: الصحي والديني.

على الصعيد الصحي والغذائي 

هناك ٣ أمور أساسية يجب أن يوليها الصائم عناية فائقة، وهي الحرص على ترطيب الجسم من خلال شرب الكثير من الماء بعد الإفطار، الحصول على قسط وافر من النوم، بحيث لا يقل عن ٦ ساعات يومياً، وتفادي الإفراط في تناول الطعام عند الإفطار.

وبما أن فصل الصيام هذا العام يحل علينا خلال فصل الصيف أيضاً؛ فهناك بعض المقاربات الخاصة التي يجب اعتمادها، في حال كنت من الأشخاص الذين يمضون أكثر من ساعة يومياً تحت أشعة الشمس خلال الصيام؛ فعليك أن تتبع نظاماً غذائياً خاصاً يزودك بالكثير من السوائل، كما يجب حماية الرأس من أشعة الشمس في حال كان تفادي العمل في الخارج من الأمور التي لا يمكنك تجنبها.

*ما هو معدل السوائل التي يجب استهلاكها؟

معدل السوائل التي يلزم استهلاكها بعد الإفطار، هي بين ٢،٥ ليتر إلى ٥ ليترات بحيث يشكل الماء منها ليترين، بينما الليتر الإضافي يتم الحصول عليه من الحساء والفواكه واللبن، ويمكن توزيعها على الشكل التالي: ٢ ليتر من الفترة الممتدة بين الإفطار وحتى موعد النوم، وليتر واحد خلال السحور.

*أي نوعية من الأطعمة يجب تناولها؟

فيما يتعلق بالأطعمة؛ فالأطباق يجب أن تكون معدة في المنزل باستخدام مكونات طازجة، ويفضل الابتعاد كلياً عن الأطعمة المقلية أو الوجبات السريعة، أو أي أطعمة معالجة.

خلال الإفطار يجب الحرص على تناول الكربوهيدرات والحبوب الكاملة؛ لأنها تزود الجسم بمعدلات ثابتة من الطاقة، ولا ترفع معدلات الغلوكز في الدم بشكل مفاجئ، يمكن تناول أطباق غنية بالسعرات الحرارة خلال وجبة الإفطار فقط، مع الانتباه إلى الكمية التي تتناولها، الأسماك، الدجاج، منتجات الألبان، حليب الصويا واللحوم مصدر أساسي للأحماض الأمينية، الكالسيوم والماغنيسوم التي تساعد الجسم على مكافحة التعب والإرهاق، كما أن الخضار والفواكه تساعد الجسم على استعادة الماء والأملاح التي خسرها خلال الصيام.

*أي نوعية من الأطعمة يجب تجنبها؟

الأطعمة المقلية والمعالجة والتي تتضمن معدلات عالية من الملح أو السكر، أو تلك التي تتضمن الكربوهيدات المعالجة والدهون المتحولة؛ فيجب تفاديها بشكل كلي، هذه النوعية من الأطعمة لا تؤدي إلى زيادة في الوزن فحسب؛ بل تمنع الجسم من امتصاص الفيتامينات التي يحتاج إليها، يفضل الحد من تناول القهوة والشاي وأي من المنبهات المدرة للبول؛ لأنها تجعل الجسم يفقد السوائل.

*ما الذي على المرضى القيام به في رمضان؟

خلال شهر رمضان تتأهب غرف الطوارئ لاستقبال المرضى؛ إذ يتضاعف عددهم عن أي شهر آخر في العام، الحالات بشكل عام تكون الإغماء والمصابين بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، أي شخص يعاني من أي مرض كان يجب أن يراجع طبيبه قبل الصيام، كما تجب مناقشة موعد تناول الأدوية أو تعديل الجرعات لتتناسب مع الحالة الطبية.

بعض الأمراض، كالسكري وضغط الدم ومرضى القلب عليهم اتباع تعاليم أطبائهم بحذافيرها وحتى ولو كانت منعهم من الصيام، يجب حمل البطاقة الصحية أو بطاقة التأمين الصحي بشكل دائم خلال ساعات النهار؛ تحسباً لأي طارئ صحي.

على الصعيد الديني 

ترك السحور من المقاربات التي يعتمدها البعض، وهو بطبيعة الحال مخالف للسنة، كما أن تعجيله وتقديمه لمنتصف الليل أو قبل الفجر بساعة أو ساعتين، هو مخالف للسنة أيضاً؛ فالسحور يجب أن يكون قبيل طلوع الفجر بشيء يسير.

استقبال شهر رمضان كغيره من الأشهر، من المقاربات غير المحمودة، كما أن التأفف منه ومن تعب الصيام هو حرمان للنفس من الاستفادة من هذا الشهر، في المقابل يصوم البعض كما اعتاد وليس وفق الأحكام والفقه، وعليه، على كل شخص الاطلاع على الأحكام لمعرفة الأخطاء التي يقوم بها.

المبالغة من المقاربات غير المحمودة؛ إذ مثلاً يتجنب البعض المضمضمة والاستنشاق؛ خوفاً من وصول الماء إلى الحلق، الاعتدال والحرص هما السبيل الوحيد، كما يجب تبييت النية لصيام الفرض من الليل أو قبل طلوع الفجر وليس بالضرورة النطق بها.

من الممارسات الخاطئة، الإسراع في قراءة القرآن بهدف ختمه من دون مراعاة أحكام التلاوة، في المقابل يقوم البعض باستئجار قارئ يقرأ عليهم من كتاب الله بينما يستمعون ويرفعون أصواتهم بعد كل آيات مرددين عبارات الاستحسان، هذه المقاربة مكروهة ولا علاقة لها بالخشوع ولا بأدبيات التعامل مع القرآن الكريم.

زر الذهاب إلى الأعلى