لعشاق مدفأة الحطب «شومينيه».. إليكم مخاطرها

مدفأة الحطب خلال فصل الشتاء تخدم أكثر من غاية، فهي توفر الدفء كما أنها تضفي الأجواء الرومانسية حين يكون هناك حاجة لهكذا أجواء.

في المقابل مدفأة الحطب لها تأثيرها المهدئ، سواء حين ينظر الشخص إلى الحطب المحترق أو حين يجلس ويستمتع بانعكاس الضوء المنبعث منها في الغرفة. 

ولكن كل هذه الرومانسية والهدوء تأتي مغلفة بكثير من السموم. 

دخان الحطب.. مواد كيميائية مضرة 

حرق الحطب يؤدي إلى تحرير الغازات الثقيلة فيه. ومن الغازات القوية التأثير والمؤذية التي يتم تحريرها هي البنزين، الفورمالديهايد، الأكرولين والهيدروكربونات العطرية المتعددة الحلقات، بالإضافة إلى ثاني أكسيد النيتروجين وأول أوكسيد الكربون. 

دقائق خطيرة تنتشر في الجو

عند حرق الحطب يتم نشر دقائق صغيرة للغاية لا يتجاوز قطرها ٢,٥ ميكرون. وهذه الدقائق ولكونها متناهية الصغر لا يتمكن لا الأنف أو المجاري التنفسية من تحديدها كجسم غريب، وبالتالي لفظها خارج الجسد وعليه فهي تتغلغل إلى أعماق الرئتين. وخلال مرورها توجه الدقائق السموم على أسطح الأنسجة غير المحمية حتى إن هناك نسبة عالية تنتقل لمجرى الدم. 

هذه الدقائق تصبح أكثر خطراً في حال كان الشخص يعاني من الربو؛ لأنها ستكون من المحفزات الدائمة لنوبات حادة جداً. 

التسمم بأول أكسيد الكربون 

من المخاطر التي يمكنها أن تؤدي إلى الموت. أول أكسيد الكربون هو غاز سام لا لون ولا طعم ولا رائحة له. عند حرق الحطب فإن هذا الغاز ينتشر، ويدخل إلى الجسم عبر الجهاز التنفسي ويصل إلى الدم. هناك يرتبط بجزئيات الهيموغلوبين الموجودة في خلايا الدم الحمراء، ويمنعها من الارتباط بالأوكسجين، وبالتالي ينقل الدم الغاز السام هذا عوضاً عن الأوكسجين. عملياً ما يحصل هو أن أول أكسيد الكربون يخنق الجسم من الداخل وصولاً إلى مرحلة الموت. 

من الأعراض التي يجب التنبه إليها والتي تدل على تنشق هذا الغاز سام الصداع، الدوار والشعور بالغثيان.

كل ما يحيط بالمدفأة.. قد يصبح مصدر خطر

كل ما يحيط بالمدفأة يمكنه أن يسخن ويبدأ بإطلاق الغازات السامة. أحياناً مدفأة الحطب نفسها قد لا تكون مصدراً للخطر بقدر الأشياء المحيطة بها؛ لذلك من الأهمية بمكان الانتباه لما يتم وضعه إلى جانبها.. خصوصاً المواد البلاستيكية التي تطلق السموم عندما ترتفع حراراتها أو المنظفات أو أي مواد سريعة الاشتعال. 

خطر على صحة القلب 

الدقائق الصغيرة الحجم التي يتم إطلاقها والتي تحدثنا عنه أعلاه تشجع على تشكل خثرات دموية داخل الشرايين، كما تزيد من نسبة الإصابة الالتهابات. وبالتالي فهي تزيد من هشاشة الترسبات المتراكمة على الشرايين، وهذا الأمر يسهم في حدوث مشاكل في إيقاع نبض القلب بالإضافة إلى مرض القلب الاحتقاني ما قد يؤدي إلى الإصابة بالذبحات القلبية. 

خطر الإصابة بسرطان الرئة 

في دراسة نشرت في «إنفيرومنتل هيلث برسبيكتيفز» تبين أن الذين يستخدمون مدفأة الحطب في منازلهم هم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة. التعرض المتكرر للغازات وللدقائق الصغيرة الحجم يمكنه أن يلحق الأضرار الدائمة بالرئتين ما يضاعف خطر الإصابة بسرطان رئة مشابه للسرطان الذي يصيب المدخنين. في الواقع ووفق منظمة الصحة ١٧٪ من الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة بين البالغين هي بسبب التعرض المتكرر للسموم الناجمة عن حرق الحطب. 

خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي 

الخطر كبير على الجميع، ولكنه مضاعف على الأطفال، فوفق منظمة الصحة العالمية فإن تلوث الهواء داخل المنزل بسبب حرق الحطب يؤدي إلى إرتفاع نسبة الإصابة بالالتهاب الرئوي عند الأطفال إلى الضعف. كما أن نصف الوفيات عند الأطفال دون الخامسة بسبب الالتهابات الحادة في الجهاز التنفسي ترتبط وبشكل مباشر بتنشق الدقائق التي تحدثنا عنها. 

خطر الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية 

التهاب الشعب الهوائية يختلف عن الالتهاب الرئوي؛ إذ إنه يصيب الشعب الهوائية التي تحمل الهواء إلى الرئتين. بطبيعة الحال وخلال المراحل الأولى للتعرض لغازات السامة وللدقائق الصغيرة الحجم فإن الالتهاب سيكون مؤقتاً، ولكن ومع التعرض المتكرر فإن نسبة تحوله إلى التهاب مزمن مرتفعة جداً.  التهاب الشعب الهوائية المزمن هو معاناة مستمرة؛ لكونه يختفي عند المعالجة، ثم ما ينفك أن يعود مجدداً أي أن الشخص سيعاني منه لفترات طويلة خلال الشهر الواحد، بشكل عام التهاب الشعب يصيب الشخص لفترة أسبوعين كل شهر. 

انتبه لما تضعه في المدفأة

ما يتم حرقه في المدفأة يحدد نسبة السموم التي ستحصل عليها. أي جسم يتم وضعه ولا يحترق بشكل كامل هو أكثر ما ينتج أول أكسيد الكربون. الخشب الرطب، الخشب المقوى وحتى الأوراق التي يتم رميها في الموقدة باعتبار أنها غير موذية يمكنها أن تكون واحدة من المسببات التي تلحق الأضرار الكبيرة بك.  بطبيعة الحال لا يجب استخدام أي نوع من أنواع الأخشاب المعالجة، أو تلك التي تحتوي على ألوان، وبالتأكيد لا يجب حرق أي جسم بلاستيكي في المدفأة؛ لأن السموم التي تنبعث منها عديدة جداً. 

زر الذهاب إلى الأعلى