لماذا تضحك الضباع ؟

لماذا تضحك الضباع ؟
لماذا تضحك الضباع
تتميز الحياة البرية بقسوتها وعنفها، وكما نعرف جميعاً فإن البقاء للأصلح. إنها الفريسة ضد المفترس، أن تكون قاتلاً أو ضحية. إن آخر ما يحتاجه أي من الحيوانات في بيئة سريعة الايقاع كهذه هو – أن يضحك احدهم عليها!.
إذن، ما مشكلة الضباع ؟!.
أظن أنك بالتأكيد قرأت هذه العبارة في مكان ما أو سمعتها “ يضحك ضحكة رقيعة مثل ضبع!“. حتى في الأدب الانجليزي “ Laughing like a hyena “.
يوضح العلماء الذين درسوا ذاك الصوت المميز للضباع – والذي نعتبره ضحكة سمجة حيناً او قهقهة مجنونة هستيرية في حين آخر – ليس ضحكاً على الاطلاق.
إن الضباع تطلق ذاك الصوت المتقطع الذي يظن سامعه من البشر أن الضباع تضحك، لكنها لا تفعل ذلك لأنها سعيدة أو منتشية لأي سبب.
في الواقع فإن ” ضحك الضباع ” هو شكل من أشكال التواصل اللفظي بين الضباع الذي يحاول ايصال مشاعر مختلفة، تتراوح بين الاثارة، والاحباط، والخوف. وغالباً ما نسمع ذاك الصوت المميز عندما تتجمع الضباع لالتهام الطريدة أو الخروج معاً في رحلة صيد.
إن ما يسمعه الانسان كضحكة مجنونة هي في الواقع رسالة من ضبع لآخر أنه تم صيد حيوان أو أن الضبع تحت هجوم ما. وعندما تجتمع الضباع لالتهام الفريسة فإن الصوت الصادر قد يعبر عن الاحباط من الضباع الأصغر عمراً لأن حصتهم لم تكن كافية. وقد يعبر الضحك من ضبع آخر على أن الفريسة ليست جاهزة للمشاركة بعد.
هناك أنوع متعددة من الضباع، ولكل منها اسلوبه المميز في التواصل اللفظي. وحدها الضباع المرقطة من نوع ( Crocuta corcuta ) هي التي تصدر ذلك الضحك الغريب والذي أصبح في الثقافة العامة صفة تطلق على جميع الضباع.
توصل الباحثون أيضاً إلى أن درجة الصوت التي تطلقها هذه الضباع – أثناء الضحك – تختلف وتعتمد على حالة المجموعة الاجتماعية. في حالة الضباع فإن الاناث هي من يقود المجموعة. وهذا يعني أن هناك تنافساً كبيراً على حصص الطعام بين من يقود وبين الاتباع – خاصة من الذكور – الذين يضحكون أثناء الالتهام بوتيرة ونبرة أعلى.

زر الذهاب إلى الأعلى