لماذا يذكر في التشهد سيدنا إبراهيم خاصة

الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد جاءت في السنة النبوية صيغ كثيرة للتحيات وللصلاة الإبراهيمية التي تقال في التشهد الثاني من الصلاة، وكل هذه الصيغ ذُكر فيها الصلاة الإبراهيمية، ومن هذه الصيغ اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وكل هذه الصيغ للإنسان أن ينوّع فيها كما جاءت بها السنة .
أما اختصاص إبراهيم عليه السلام في هذا الذكر فهو نوع من أنواع كثيرة اختص الله بها إبراهيم عن غيره من سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، فإبراهيم عليه السلام أفضل الأنبياء بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الخليل كما قال الله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيم َخَلِيلًا [النساء:125] وقال تعالى: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل: 120].
والنصوص الشرعية في تفضيل إبراهيم عليه السلام سواء كانت في القرآن أو في السنة كثيرة. والنص على إبراهيم عليه السلام، كما جاءت بها الصلاة الإبراهيمية فقد ذكر كثير من العلماء – كابن حجر والطيبي وغيرهم- أن ذكر إبراهيم عليه السلام في هذه الصلاة معناه أنه كما سبقت منك الصلاة على إبراهيم نسألك الصلاة على محمد ، لأن محمداً عليه الصلاة والسلام أفضل من إبراهيم، فنحن نسال الله الصلاة له، وهذا من باب التوسل المشروع .
ولهذا السبب جاء ذكر إبراهيم دون غيره من الأنبياء على الجميع الصلاة والسلام. والله أعلم.

زر الذهاب إلى الأعلى