لماذا يطيعون والدتهم أكثر مني ؟!

من المألوف في تربية الأبناء أن يظهر  بعضهم الطاعة لأحد الوالدين أكثر من الآخر  ويرجع ذلك أحياناً لأن الأم هي التي تقضي الوقت الأطول معهم أو لأن الأب هو “المخيف” أكثر  ورغم أن ذلك لا يعني بالضرورة أنك الأب الأفضل لمجرد طاعتهم لك إلا أنه يعني بالتأكيد ازدواجية معايير التربية بين الأب و الأم والتي تحتاج منهما إلى وقفة سريعة لإعادة القطار إلى مساره الصحيح.

للتعرف على إجابة سؤال المقال: لماذا يطيعون والدتهم أكثر مني ؟ والوقوف على أسباب عدم التناغم بينك وبين أبنائك راجع هذه الأسباب :-

-الأم هي من تقدم المعاملة الأفضل و الأكثر ملائمة لطبيعة الطفل

يعزى إلى التوافق بين الحالة المزاجية بين الوالدين و الأبناء إلى حدوث الانسجام والتناغم داخل الأسرة وبالتالي الاستجابة السريعة للتوجيهات وعدم حدوث شكل من أشكال الصراع بين الأبناء و الآباء.

فإذا كان الطفل ميالاً إلى الحركة الزائدة و النشاط المفرط فإن نمط الأب الأقرب إلى حالته المزاجية هو  الأب الأكثر نشاطاً الذي ينخرط معه في أنشطة بدنية و حركية كالجري و لعب الكرة و المصارعة وغير ذلك وعلى العكس فإنه يبدو أكثر نفوراً من والده إذا كان من أصحاب الطبيعة الهادئة التي ترغب في ممارسة الأعمال العقلية و الألعاب التي لا تتطلب نشاطاً بدنياً.

وبما أن طبائع الأطفال تختلف بشكل كبير فإن عليك كوالد أن تدرس طبيعة كل طفل من أطفالك لتحدد الاستراتيجيات اللازمة للتعامل معها حينها ستكون قد قطعت شوطاً كبيراً في تحسين علاقتك معه .

-توجيهات الأم أكثر وضوحاً و سهولة

توجد العديد من الطرق لتوجيه الطفل أو حثه على القيام بأمر ما فبينما تأتي توجيهات الأب “صريحة، “مباشرة” ربما تكون طلبات الأم في شكل أسئلة أكثر لطفاً كأن تسأله برقة “هل ترغب في جمع لعبك الأن ؟” أو “هل ترغب في مساعدتي في تحضير المائدة؟ – هذه الطرق الأكثر لطفاً التي تستتبع نبرة صوت أكثر  حميمية وبعداً عن اللهجة الآمرة تكون أقرب لنفسية الطفل ولا يميل لرفضها .

-الوالد الأكثر تعليقاً واصدراً للتوجيهات

إذا كنت من نمط الآباء الذين يعلقون بشكل مستمر على أفعال أبنائهم مصدرين الأوامر  بشكل متتابع ومتلاحق فإنك ستكون الأقل طاعة واستجابة من قبلهم !!

إن متابعتك اللصيقة وتسليط عينك على أفعالهم و التعليق عليها بتوجيهات كثيرة مثل “توقف عن الحركة”, “لا تتحدث بصوت مرتفع”, “توقف عن طرق المائدة بأصابعك” هذه التعليقات المستمرة تجعل الأطفال ينصرفون عن متابعتك بجدية و لا يلقون لحديثك الاهتمام الكافي على أساس أنه معاد ومكرر.

إن الوالد الأقل تعليقا يستحوذ على اهتمام أطفاله حيث يستشعرون أن لحديثه جدوى وأن تعليقاته قد تكون صحيحة وغير مبالغ فيها هذا بالإضافة إلى وجوب وجود مساحات أخرى للحديث بعيداً عن قائمة الأوامر  و التوجيهات كالحديث عن الرياضات و الأنشطة المفضلة لدى الطفل و خلق مساحات مشتركة للتعبير .

زر الذهاب إلى الأعلى