لماذا يُظهر الرجال درجات أعلى من التعب والإعياء عند الإصابة بالأنفلونزا؟
HealthDay News : 11-Dec-2017
مع حلول فصل الشتاء تزداد معدلات الإصابة بالأنفلونزا مع ما يرافقها من أعراض مزعجة.
ومن الملاحظ عند الأطباء والعامة على حدٍ سواء بأن الرجال يكونون أكثر شكوى من أعراض الأنفلونزا بالمقارنة مع النساء، إلى حد دفع البعض لإطلاق اسم “أنفلونزا الرجال man flu” على هذه الظاهرة، وكأنها مختلفة عن الأنفلونزا التي تصيب النساء.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يشتكي الرجال بشكل أكبر من أعراض الأنفلونزا؟ هل بسبب انخفاض عتبة الألم لديهم، أم أنها رغبة بالحصول على المزيد من الاهتمام والرعاية؟ أم أن أعراضهم تكون بالفعل أشد من أعراض الأنفلونزا عند النساء؟
وقد حاولت دراسة حديثة الإجابة عن هذا التساؤل، وتوصلت إلى أن السبب يعود غالباً إلى أن أعراض الأنفلونزا عند الرجال تكون أكثر شدةً وخطورةً من أعراض الأنفلونزا عند النساء.
تقول المعدة الرئيسية للدراسة الدكتورة كيلي سو، الأستاذة المساعدة بقسم طب الأسرة بمركز علوم الصحة بجامعة ميموريال الأمريكية: “هناك العديد من الفوارق الفيزيولوجية بين الرجال والنساء، وبالتالي من الطبيعي وجود فوارق في الاستجابة المناعية تجاه الفيروسات والبكتريا بأنواعها.”
وتُضيف: “تشير الدلائل التي توصلنا إليها إلى أن الجهاز المناعي للرجال أضعف من الجهاز المناعي للنساء، وخاصةً عند الحديث عن العدوى التنفسية الفيروسية. حيث يكون الرجال أكثر تعرضاً لتلك العدوى، كما تكون أعراض إصابتهم أشد، وتدوم لفترة أطول، وبالتالي يواجهون خطراً أعلى للتنويم في المستشفى نتيجة الإصابة بالأنفلونزا.”
قام الباحثون بتحليل ومقارنة نتائج دراسات سابقة حول أعراض الأنفلونزا عند الذكور الإناث، أجري بعضها على البشر وبعضها على الحيوانات.
وقد توصلت النتائج إلى أن الرجال يواجهون خطراً أعلى للإصابة باختلاطات الأنفلونزا، وخطراً أعلى للتنويم في المستشفى عقب الإصابة بها، وخطراً أعلى للوفاة بسببها، وذلك عند مقارنتهم مع النساء.
كما أظهرت بعض الدراسات التي أجريت على الفئران بأن الفوارق الهرمونية بين ذكور الفئران وإناثها قد تلعب دوراً في تأمين وقاية أعلى للإناث من أعراض الأنفلونزا الشديدة. وأظهرت دراسات أخرى بأن الاستجابة المناعية عند الإناث (سواءً للمرض أو لقاح الأنفلونزا) تكون أقوى من نظيرتها عند الذكور.
وهكذا، يبدو بأن شكوى الرجال من أعراض الأنفلونزا تعكس آلاماً حقيقية يشعرون بها تكون أشد من الأعراض التي تشعر بها النساء، وأن هذه الفوارق ناجمة عن الفوارق الفيزيولوجية بين الذكور والإناث.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات في هذا الصدد.
جرى نشر نتائج الدراسة في الحادي عشر من شهر ديسمبر الحالي في المجلة البريطانية للطب BMJ.
هيلث داي نيوز، آلان موزيس
SOURCES: Kyle Sue, M.D., clinical assistant professor, family medicine, Health Sciences Centre, Memorial University of Newfoundland, St. John’s, Canada; Ebbing Lautenbach, M.D., M.P.H., associate professor, infectious diseases, and chief, division of infectious diseases, Perelman School of Medicine, University of Pennsylvania, Philadelphia; Dec. 11, 2017, BMJ
Copyright © 2017 HealthDay. All rights reserved.URL:http://consumer.healthday.com/Article.asp?AID=729288
By Alan Mozes
HealthDay Reporter
