كتاب المسالك والممالك لمحمد ابن حوقل الذي ولد في النصبيين وهي في شمال العراق عام 977م، حيثُ يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب التي تحوي على الكثير من المعلومات الجغرافية، وقد قام محمد ابن حوقل بقضاء أخر سنوات عمره في الترحال والتنقل ومن هنا نكتشف أنه كان ميسور الحال لإن الرحلات في هذا الوقت تكلف الكثير من المال، وقد ضلل وشك الكثير من المؤرخين والعلماء من أهداف الرحلات التي كان يقوم بها حيثُ قيل انه الغرض منها هو نقل المعلومات لممالك الدولة الفاطمية بمصر، لمعرفة الحقائق المخبئة عن ابن حوقل سنقوم بسرد أهم المعلومات عن لمن كتاب المسالك و الممالك ؟ فتابعونا.

كتاب المسالك والممالك

لمن كتاب المسالك و الممالك ؟
لمن كتاب المسالك و الممالك ؟

يعتبر محمد ابن حوقل من المؤرخين الذين يمتلكون وعي وفكر سياسي كبير، وكان من أكثر الناس وعيًا بأحوال المسلمين.

ومن خلال كتابه المسالك والممالك تأكدت وجهة ابن حوقل وأهدافه، فقد أثبت لكل من قرا الكتاب أن أهداف رحلاته علمية.

وان ليس هناك أي أهداف سياسية أو أيدلوجية، وفي الكتاب طريقة لسرد رحلاته أخذت طابع ظنه البعض طريف.

ولكن في الحقيقة قام ابن حوقل بقراءة العديد من الكتب للكثير من الرحالة السابقة ومن تلك الكتب :.

  • المسالك والماملك لابن خردذابه.
  • المسالك والممالك للعزيزي.
  • المسالك والممالك للإصطخري.

ولكن في نهاية قراءته عرف أن كل الكتب السابقة قد غفلت عن جزء مهم يعمل على توضيح أهم الجوانب في حياة الكثير من الشعوب، ومن هنا قام محمد ابن حوقل بقلب الموازين وقرر أن يستخدم مشاهداته كعامل أساسي لسرد هذه الحقائق، متجنبًا أن يعتمد على كتابات من سبقوه.

بداية رحلات ابن حوقل

لمن كتاب المسالك و الممالك ؟
لمن كتاب المسالك و الممالك ؟

بدأ ابن حوقل رحلاته من مدينه بغداد، وقد قام بتسجيل كل ما شاهده حيثُ كان يكتب كل شيء بدقة.

وقد رحل من بغداد عام 943 م، وقد دامت رحلاته لمدة 30 عام وحينها قد وصل للكثر من المدن في قارتي آسيا وأوروبا، وقد زار أيضًا العديد من الدول الإفريقية، قد زار الساحل الشرق الأفريقي مؤكدًا على وجود الكثر من الناس على عكس ما قد قالته الكثير من الكتب الأخرى.

وقام ابن حوقل بزيارة الكثير من الدول التي كان يسيطر عليه الكثير من المسلمين، كإسبانيا وإيطاليا، وقد زار صقلية وكانت من أكثر المدن التي أحبها وقد ألف عنها كتاب ولكن لوقتنا هذا هو مفقود.

وقد دون ابن حوقل العديد من الكتابات عن القوقاز ولغاتهم الكثيرة والتي وصلت لـ360 لغة، وظلت رحلاته تمتد إلى روسيا،

وخصوصًا عند نهر الفولغا، وزار أيضًا بحر قزوين الذي عرف في الماضي ببحر “الخزر” .

وعن طريق ترحاله عبر المغرب وصل إلى الأندلس بل وأقام بها فترة كبيرة.

قام ابن حوقل عند تدوينه لكتابته في المسالك والممالك بتقديم وصف دقيق لكل بلد قلم بزيارتها،

ومن أهم ما ذكره في كتابه أنه قام بتقديم بعض الوصف الطبوغرافي للأرض، وقام أيضًا بتقديم الأحوال الثقافية ويرد حياة الناس اليومية.

وكان اهم ما قام بتدوينه هو جمع ما بين الجغرافيا والاقتصاد بل وقام بإدخال كلًا من الحياة المالية والتجارة والزراعة والصناعة وهذا مع ذكر كل ما يخص البلد من الخلفيات التاريخية.

وقد قام ابن حوقل بوصف الأندلس فقال :.

‬‮«‬الأندلس‭ ‬جزيرة‭ ‬كبيرة‭ ‬فيها‭ ‬عامر‭ ‬وغامر،‭ ‬يغلب‭ ‬عليها‭ ‬المياه‭ ‬الجارية‭ ‬والشجر‭ ‬والثمر‭ ‬والرخص‭ ‬والسعة‭ ‬في‭ ‬الأحوال،‭

‬وأعظم‭ ‬مدينة‭ ‬بالأندلس‭ ‬هي‭ ‬قرطبة،‭ ‬وليس‭ ‬بجميع‭ ‬المغرب‭ ‬عندي‭ ‬لها‭ ‬شبيه‭ ‬في‭ ‬كثرة‭ ‬أهل‭ ‬وسعة‭ ‬رقعة‭،

‬وفسحة‭ ‬أسواق،‭ ‬ونظافة‭ ‬محال‭ ‬وعمارة‭ ‬ومساجد‭ ‬وكثرة‭ ‬حمامات‮»‬‭.‬

 

وعلى الرغم من هذا فقد قال ابن حوقل عن أهل الأندلس أن رغد العيش جعلهم يفقدون ويهملون الدفاع عن موطنهم،

ولعل تلك الحقائق التي ذكرت في الكتاب أهم أسباب غزو الفرنجة لأرض الأندلس.

قام محمد ابن حوقل برسم خريطة كما تخيلها هو للكرة الأرضية وسماه بـ”صورة الأرض”،

ولم يكن العالم الأول الذي رسم الأرض، فقد رسم الإدريسي صورة للأرض أيضًا، ومن ضمن ما قام برسمه ابن حوقل صورة لبحر خزر.

ابن حوقل في المغرب والأندلس

لمن كتاب المسالك و الممالك ؟

اتخذ ابن حوقل التجارة للعيش وهذا مثلما ذكر في كتابه، وقد ذكر انه لم يكن مطمئن لحال مدينة السلام.

وكانت لدى ابن حوقل تأييد لسياسة الفاطميين، وهذا مع استخفافه بسياسية الأمويين في الأندلس.

ومن هنا اتهم ابن حوقل بانه جاسوس للدولة الفاطمية، وهذا لغن وقتها كانت الدول الفاطمية تطمح للنفوذ والتوسعات أكثر.

قام ابن حوقل بتدوين العديد من المشاهد والتي اعتمدت على الجمع بين الخرائط والأخبار والتخطيطات والتي كانت تقوم على أن الشمال هو أسفل الخريطة، والجنوب أعلاها، والشرق يسارها، والغرب هو يمينها.

قام ابن حوقل بزيارة الكثير من البلدان فزار فارس وبلاد العرب، ثم ذهب الى السند وسجستان،

وقد قرر الذهاب إلى أوروبا حتى يشاهد البلغار.

صورة الأرض

من الجدير بالذكر أن كتاب المسالك والممالك قد تم طباعته في ليدن وهي عاصمة الاستشراق، وقد سمى في أول الأمر كتاب المسالك والممالك.

ومن بعد ذلك تم تسميته بصورة الأرض، ولابد أن يعلم الناس أن تسمية الكتابين ما هي إلا مجرد تسمية لرحلته.

قام كتاب صور الأرض بعمل تفصيل وصفي لحالات الأسواق وحالتها الإنتاجية،

ومع اتباع كلأ من ازدهار مظاهر العمران وكان اكثر ما يتميز به كتاب صورة الأرض، قدرته العالية في الذكر المفصل لأسامي المدن وأيضًا القرى مفصلًا المتاجر والأسواق التي بها.

ومن أكثر ما ذكره عندما زار المغرب ومدنها الرائعة أن المغرب تحوي كلًا من البصرة، أقلام، كرت، أزيلا، فاس، سجلماه، طنجة،وعندما ذكر رباط سلا قال انه كان ضد كفار برغواطة.

ومن هنا اكد محمد ابن حوقل أن مدينة الرباط موجودة من قبل عصر المنصور الموحدي، ومن هنا فغنها موجود من قبل التواريخ التي ذكرها الكثير من المؤرخين.

وقد ذكر أيضًا أن الناحية الغربية كانت تتميز بزراعة القطن ثم يتم تصديره للأندلس والصحراء أيضًا، وعندما ذكر سجلماسة أكد على جمال لعمرانها، وقد كان يأتيها التجار من العراق، السودان، وفارس، فهي تعد مفتاح الصحراء التجاري.

الصراع بين الفاطميين والأمويين

لمن كتاب المسالك و الممالك ؟

جاء في تاريخ المغرب وخصوصًا عهد الأدارسة ومغراوة حيثُ اشتدت الصراعات ما بين الدولة الفاطمية والأموية.

كانت هذه الإشارات من قبل ابن حوقل لها أهمية تاريخية كبيرة في دراسة أهل المغرب،

وكان كلما ظهرت مناسبة له أهمية كبرى لدى الفاطميين ظل ابن حوقل يثني عليهم ولكن باختصار.

ولهذا لابد أن نذكر أن كل المؤرخين الذين قاموا بالكتابة عن المغرب ولم يقرئه كتاب ابن حوقل

قد فاتهم الكثير من المعلومات، وبل ابتعدوا عن الكثير من الحقائق.

ومن بعض الحقائق التي قد ذكرها ابن حوقل وتعصبه الكبير على الأمويين حين قام بذكرهم في كتابه،

والدليل على ذلك الملك عبد الرحمن الناصر والذي كان من اعظم ملوك الأندلس

والذي لم ينل ولا أي من الألقاب التي كانت لابد أن تنسب له، فلم يذكره ولا مره بالخليفة، أو الأمير،

وكأنه رجل شأنه من شان باقي الرجال، وبل وصل الأمر أيضًا إلى ابنه المستنصر.

ومن هنا نجد ابن حوقل تميز بانه من الإضافات الثرية التي يستخدمها العديد من المؤلفين والمدونين الباحثين عن الحقائق الجغرافية والسياسية حول العالم.

 

 

شاركها.