ما هو التسامح وكيف يتم تطبيقه ونتائجه على المجتمع

ما هو التسامح هو سلوك بشري وإنساني هام جدا لمواكبة الحياة المشتركة بين الأفراد وهو محاولة قبول تصرفات الآخرين وأفكارهم التي قد تتناقض مع أفكارنا الشخصية وأن نجد في هذا التفاوت الفكري الوضع الطبيعي الذي خلق الله الحياة عليه في كل شيء تناقض وتفاوت مثل السماء والأرض الشمس والقمر والليل والنهار.

ويرتبط التسامح بالخلق الإنساني ويوضح مدى رحابة أفق وصدر الإنسان وإمكانيته على التعامل مع الآخرين وتبنيه أفكارهم وتقبلها للعيش بسلام وبشكل طبيعي بدون الشعور بالغضب والعدوان والكراهية.

مفهوم التسامح

يعتبر التسامح هو الثمرة النهائية لمدى علو ورقي المبادئ والقيم الإنسانية فلا يوجد أخلاق أو قيم بدون وجود تسامح لأنه هو الحاضن والضامن لجميع أنواع الأفكار المختلفة والمتضادة بين البشر وبعضها البعض.

وثقافة التسامح تعد من الاحتياجات البشرية الأهم التي يجب أن تتأصل في المجتمعات النامية حيث أن هذه البلاد قد عاصرت العديد من أزمات الاستبداد العسكري وتأثرت بالعديد من التخلفات منها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لذا يجب أن تبدأ في بناء كيانها من جديد مع وجود التسامح والحرية أساسان رئيسيان في منظومتها التنموية.

إن ثقافة التسامح هي حالة من التأهب النفسي لتقبل الآخرين على أوضاعهم وتنفيذه كأسلوب أو منهج حياة في محاولة لفهم آراء وأفكار الغير المختلفين في الاعتقادات والأفكار مهما كان حجم الاختلاف بين هذه الأفكار وبين ما نعتقده نحن، وهنا لا يقوم الشخص المتسامح بأي رد فعل نتيجة ما يراه من تصرفات قد تتنافى مع عقيدته لكنه يأخذ جانب الإنسان الراقي المتفهم المتسامح ويتحمل نتيجة فكره وسلوكه.

أسس التسامح

  • اليقين بإمكانية تغيير الأفكار.
  • الاعتراف والإيمان التام بوجود الآخرين فهم ليسوا جماد ولكنهم بشر مثلنا كمثلهم لهم أراء وأفكار واعتقادات يجب التسليم بها.
  • العدل والمساواة بين الأشخاص ولا وجود لدرجات ومفاضلة أو تمييز بين الناس وبعضهم البعض.
  • الاعتراف بحقوق الآخرين في اختيارهم لدينهم أو لغتهم أو وطنهم.
  • فرض وتأسيس روح التعاون والمساعدة والتكامل بين أفراد المجتمع.
  • اليقين بمساوئ الانعزال والتقوقع وسلبيات التعصب والمغالاة.
  • اليقين والاقتناع الأكيد بأن الحق لا يندرج تحت سقف أسلوب أو استراتيجية واحدة.
  • أفكار الآخرين لا يجب أن تثير تحفظ أو غضب الإنسان.
  • الاحترام المتبادل هو أمر واجب في التسامح والحوار هو أساس التسامح.
  • إمكانية تقبل أفكار الآخرين على حالتها سواء كانت خاطئة أو صحيحه واحترامها بدون أي تحفظ.
  • اعتبار التسامح أحد أساليب وطرق الرقي والتحضر والسلوك الاجتماعي السوي.

آثار التسامح على الفرد والمجتمع

  • التسامح يعتبر أحد السلوكيات التي تمنح صاحبها المزيد من الهيبة والتألق والوقار فعندما يكون الشخص متسامحا يشعر الآخرين بحبهم له وارتباطهم به ويكسب ودهم ومعاملتهم لأنه دائما ما يتجاوز عن الزلل والأخطاء.
  • ينمكن الإنسان المتسامح من الولوج إلى القلوب بدون أدنى عبء بعكس الشخصيات الحاقدة والقامعة والكارهة لأنفسها، فالتعامل مع الأشخاص المتسامحين مريح للغاية.
  • يترك التسامح آثارا طيبة جدا على المجتمعات بحيث أنه يمزج بين القلوب ويؤلف بينها ويقلل النزاعات والخلافات ويقمع الفتن والضغائن ويمنع القطائع بين الناس فيصبح المجتمع كالبنيان المتماسك يشد بعضه بعضا.
  • يصبح الإنسان المتسامح قدوة حسنة للغير ويفرز المزيد من الأخلاق الرائعة في نفس الإنسان ويبرز طهارة النفس والروح ويقضي على الأفكار السلبية ويبرز الحب والوفاء والتواؤم بين الناس.

التسامح من صفات الإسلام حيث حثنا عليه في العفو عند المقدرة وهو أسمى درجات التسامح والرحمة ويفرض أخلاقيات الود والمؤاخاة والسلام بين الناس وبعضها البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى