ماهي أقدم صحيفة لبنانية ؟

ما هي أقدم صحيفة لبنانية  ؟ أمر يحتاج للتعرف عليه من أجل أن نتعرف على التاريخ الصحفي في لبنان والأفكار التي بنيت عليها الصحيفة كل ذلك سوف نتعرف عليه عبر مقالنا هذا على مجلة رجيم.

أقدم صحيفة لبنانية

أقدم صحيفة لبنانية

تعتبر جريدة حديقة الأخبار هي الجريدة الأولى في بالمشرق العربي، وجاء صدورها في عهد السلطان عبد المجيد حيث كانت بيروت تتبع ولاية صدا ويري د، وقد ظهر في هذا العهد ظاهرة ملحة على إنشاء صحيفة دورية داخل بيروت مركز النهضة العربية بحيث أن تكون رابطة تواصل بين الواقعين في مصر وسوريا.

في غزوة كانون الثاني “يناير” عام 1858 قد برزت صحيفة أسبوعية سياسة علمية تجارية تاريخية وهي جريدة “حديقة الأخبار”، التي قام بتأسيسها خليل الخوري اللبناني وكان من أكبر أعضاء الجريدة التي لهم الفضل في إنشائها ميخائيل يوسف مدور وهو من أعظم نصراء الأدب في لبنان، وهما الاثنان أعضاء الجمعية العلمية السورية.

واقتصر دور جريدة حديقة الأخبار بأن تكون منبر يساعد على إنعاش الحياة الاقتصادية والتجارية في لبنان، كما أنها تساهم في تحقيق الغاية الفكرية والثقافية التي تسعى لها البرجوازية التجارية، وأنه تعمل بكل جهد للتأليف بين كافة الطوائف والتفاهم حول تلك الأفكار وليس المقصود من إنشائها أكثر من ذلك.

الأهداف والتوجهات في جريدة حديقة الأخبار

واتصفت حديقة الفكر باعتدال مشربها وتفانيها في خدمة الدولة العثمانية وكان العدد الخامس من الجريدة مثال ساطع على هذا، إذا قام ناصف اليازجي بمدح كلا السلطانين عبد المجيد وعبد العزيز وأطلق عليهما أوصاف ونعوت مبالغ فيها لأقصى درجات المبالغة مثل رب العلم، خليفة رسول الله العظيم وغيرها من الصفات الكثيرة الذي لا يكون لها أي داعي.

وكانت تلك النعوت مجرد جزية يقوم بتأديتها لسلطان هذا العصر حيث ظل له ضمان للحفاظ على حياته الشخصية وتمنحه حق نشر بعض من الأمور المحظورة جزئياً أو كلياً، أو القيام بنشر الكثير من الأخبار الخطيرة التي تعمل على تهيج خواطر الشعب، مثلما حدث خلال نشر خبر محاولة الاغتيال التي قام بها الثائر الايطالي الحر أورسيني ضد نابليون الثالث الذي كان عدو لدود لحركة التحرر الإيطالي.

فكانت جريدة حديقة الأخبار هي أول صحيفة يتم إصدارها في لبنان، وكانت الصحيفة الأولى في جبل لبنان هي صحيفة الرسمية، التي قام بإصدارها محمد داوود باشا في بيت الدين عام 1867 وكانت أول دورية مصرية غير رسمية جريدة يعسوب الطب التي عمل على إصدارها محمد على باشا في عام 1865، ويأتي من بعدها في العام الثاني جريدة وادي النيل التي أصدرها الملك عبد الله أبو السعود بالقاهرة.

الصحافة في لبنان

ولكن لا يجوز إنكار أن الصحافة في هذا الوقت كان لها دور مهم جداً وخاصة في الحياة السياسية للشعب اللبناني، حيث أن اللبنانيون كانوا ينظرون منذ القدم لبلادهم وكأنها ساحة حرب لا يوجد لها أي ضوابط ورسوله مفتوحة على العالم، ولا سيما بأن المحيط العربي غارق بأنظمة القميعة.

ففي سبيل كتابى الكلمات الحرة دفع الكثير من الصحفيون اللبنانيون ثمناً غالياً وتعرض العديد منهم للكثير من محاولات الاغتيال كانت لبنان تفقد رمز مهم من الحرية، فالشعب اللبناني من الفصيلة المعاندة لحرية اللسان والحبر حتى ولو استمرت بينهم الحروب والنزاعات على مر التاريخ.

فما زالت الحرية ملازمة لتاريخ اللبناني والنقطة المضيئة فوق سماء البحر الأبيض المتوسط، وكانت الصحافة اللبنانية محيطة بإعجاب وتقدير للكثيرين بما أنها تكون الصحافة الأكثر حرية وجرأة، وهي أيضاً الصحافة الأكثر ثقافة بالعالم العربي التي تخضع للرقابة المشددة التي تعمل على هدم العزيمة والارادة، ولكن استمرت الصحافة اللبنانية في تصدي كل هذا حتى وصلت إلى مكان كبيرة وعالية بين الصحافة في كثير من الدول العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى