الثلاثاء, مارس 19

هل تسألت يوما ماهي شجرة الزقوم  ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرأن بأنها تنمو في نار جهنم، ولكن لا تأكلها النار، ومذاقها مر.

وذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه وقال عنها (لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم، فكيف بمن يكون طعامه)،

وذلك الوصف ورد لأن البشر قالوا أن الشيطان شنيع وقبيح، فثبتت هذه الثورة في أذهانهم فأصبحوا يكرهون هذه الشجرة وثمارها ويخافون أن تأكلهم، وكانت عقاب لأهل النار بسبب ما اقترفوا في دنياهم من أخطاء ولم يتوبوا إلى الله. فماهي شجرة الزقوم.

من سنة الله في خلقه

لقد أرسل الله عز وجل الرسل إلى الأرض مبشرين ومنذرين للناس، ويحملون رسالة التوحيد ويعلمون البشر شرع الله، وكما قال الله أن الأنسان مخير وليس مسير فأنت بيدك تختار دخول دين الإسلام وتوحد الله عز وجل ولن يجبرك أحد على ذلك، ومن يختار الإيمان بالله فتح له الله الطريق ليبصر الصواب والهدى، ويختار بعد ذلك المنهج الذي يشاء، وأوضح أيضا الله سبحانه وتعالى أن كل طريق تختاره له نهاية محتومة على حسب أختيارك من البداية، فقال أن ثواب المؤمن هو الفوز والصلاح في الدنيا والأخرة حيث نعيم لا ينتهي ولا يفنى.

الزقوم
الزقوم

أما الذي كفر بالله واستكبر وأعرض عن أتباع شرعه سيكون عقابه شر الحساب في اليوم الآخر، وسيلقى في نار جهنم.

وصفها الله بأنها درجات كل درجة تتناسب مع السوء التي وصل إليها من يلقى فيها، وذلك من عدل الله عز وجل، وكل ذلك الذكر جاء لترهيب الناس من عذاب جهنم وسوء أحوال أهلها، وأن يحسنوا العمل في الدنيا حتى لا يكونوا من أهل جهنم.

وصف شجرة الزقوم

في ذلك الوصف سنجيب على سؤال ما هي شجرة الزقوم، هي شجرة ملعونة منظرها قبيح وذكر في القرأن بأنها صورة من صور العذاب يوم الآخرة، وشبهت بكل ذلك لترهيب الناس منها ولكي يعملوا الصالحات لكي لا يذوقوا ثمارها، تنمو الشجرة في قلب جحيم النار حتى جذورها، وتتفرع أغصانها في النار، وثمارها مرة لا يحتمل مذاقها ورائحتها نتنة وهي غذاء الكافر في النار، وعليه أن يأكل منها حتى إن لم يرتضوا في البداية فعندما يتضورون جوعا لن يجدوا غيرها فيأكلون ثمارها فتغلي في بطونهم كالزيت الساخن، وكل ذلك الوصف هو جزء من ما هي عليه في الحقيقة.

ماهي شجرة الزقوم
ماهي شجرة الزقوم

ماهي حقيقة انتشار صور شجرة الزقوم

بسبب تساؤل الناس عن ما هي شجرة الزقوم أدعى بعض الناس أنها موجودة ونشروا صور على مواقع التواصل الإجتماعي مدعيين أنها شجرة الزقوم ويقولون أنها تنمو في شمال الجزيرة العربية وهي شجرة صغيرة ويبدو شكلها مخيف لأنها تتخذ شكل الجماجم، وعندها بحث مرة أخرى العلماء في تفسير الآيات.

بعد ذلك أوضحوا أن شجرة الزقوم تنمو في النار كما أوضحنا في السطور السابقة وأنه لا يمكن أن تنمو في الدنيا.

فما هي حقيقتها. هي نبات زهري من الفصيلة السبعية، وتستوطن في البحر الأبيض المتوسط، ولها أسماء شائعة مختلفة فمنها أسم فم السمكة، و أنف الثور، وحنك السبع تستخدم في الزينة وتزدهر في فصل الشتاء ويعرف عنها أنها تستعمل لأغراض طبية، وغير الشائع عنها فهي جميلة المنظر وصاحبة ألوان متعددة، إنما عند سقوطها يتحول شكلها إلى شكل مخيف وتأخذ شكل الجماجم، وبسبب ذلك ادعى بعض الأشخاص أنها شجرة الزقوم.

شجرة الخلد

قبل بداية الخلق أسكن الله تعالى في الجنة سيدنا آدم عليه السلام وزوجته حواء، وقال لهم أن يأكلوا من ثمارها كيفما شاءوا ولكن لا يقربا من شجرة معينة حتى لا يكونوا من الظالمين، ونهى الله عن الأكل منها لحكمة معينة وهي أختبار وضعه الله لهم لطاعته، أما عن وصف الشجرة فقيل عنها إنها تينة وقيل أخر أنها نخلة وعن عباس قال أنها سنبلة، وأشار الجرير أن القرآن لم يذكر نوع الشجرة ولا حتى وصفها، إنما حدد الله عز وجل أنها شجرة فقط.

ماهو الخلود

من بداية خلق الإنسان والله تعالى يفكر كيف له أن يدبر شؤون معيشته، وكان أهم الأمور التي تشغل الإنسان هو الحياة الطويلة بدون أن يصيبه الأمراض والمال والخوف من اقتراب الأجل فجاء دين الإسلام ليؤكد للمسلمين أن الأرزاق بيد الله وحده وليست بيد غيره، وكل ذلك ليطمئن الإنسان ويعيش حياته راضيا وسعيدا بما يقسمه الله له من رزق، وجاء ذكر الخلود في قصة سيدنا آدم عليه السلام وحواء حيث أغواهم الشيطان وأخبرهم أن الشجرة ستجعلهم خالدين وملوك وظل يحاول إقناعهم بذلك، فأخذا بنصيحته ظننا منهم أنها ستجعلهم يحيوا بسلام ولن يمسهم الفقر او الموت.

من هو إبليس(الشيطان)

يمكن أن يوصف الإنسان بالشيطان أو يتم وصف الشيطنة لأفعاله وذلك لأن كل من تمرد بأفعاله وأقواله من الإنس والجن هو شيطان، فلا يختص إبليس وحده بهذا الأسم ولقد وصف الله تعالى إبليس بذلك لأنه تمرد على أمر الله عندما نازعه واستكبر عن طاعته والامتثال لأمر الله تعالى، وفي قصة إغواء آدم وزوجته من قبل إبليس قبل أن يهبطا على الأرض استطاع أن يوسوس لهم حتى يقوموا بفعل ما نهاهم الله عنه.

عداوة الشيطان للإنسان

عندما شاء الله تعالى أن يجعل خليفة في الأرض، أخبر الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة ولكن لعدم معرفة الملائكة للحكمة الألهية.

(قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)

فرد الله عزوجل عليهم بأنه يعلم ما لا يعلمون هم، وأراد الله عز وجل أن يريهم تميز الإنسان فعلمه الأسماء كلها ثم أخبرهم بأن ينبأهم بأسمائهم وقال لهم أنه وحده يعلم كل شئ، ثم أراد أن يكرم الإنسان فأمرهم أن يسجدوا له عندها لم يستجيب إبليس لأمرالله، فسأله الله ما الذي منعك من تنفيذ أمري فكان رد الشيطان أنه أفضل من الإنسان لأنه خلق من طين إنما إبليس من النار، وبالطبع حجة الشيطان باطلة فكان عقابه هو اللعنة والطرد من رحمة الله تعالى والخروج من الجنة، فطلب من الله أن يتركه ليوم يبعثون، لنتقم من سيدنا آدم الي كان في نظره هو سبب هلاكه وشقائه وذلك بإغوائه هو وزوجته وذريته من بعده، ومن هنا بدأت عداوة الشيطان للإنسان ومازالت مستمرة حتى الأن وستبقى إلى يوم البعث، وعليك أن تمتثل لأمر الله الذي أكرمك ولا تسمع إلى وسوسة الشيطان الذي هو عدوك المجهول والأقوى.

الوقاية من وساوس الشيطان

  •  لا يمتثل لوسواس الشيطان ويبحث عن الحجج والبراهين ليقوى إيمانه واعتقاده بالله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
  •  التخلص من الأفكار والوساوس التي تؤدي للشرك بالله وتدخل الشك في القلب والاستعاذة دائما بالله من الشيطان الرجيم.
  •  يشغل نفسه بالأعمال الصالحة ويترك التفكير في وساوس الشيطان التي يجلبها إلى عقله ويمتنع عنها.
  •  أن يحيط نفسه بالصحبة الصالحة ويحافظ على صلاته وأداء أركان الإسلام الخمسة والإعتصام بدين الله.

شاركها.