ما هو العنف؟ ارتبط معنى العنف بالعدوانية حيث أنهما يعتبران مصطلحان متطابقان على الرغم أن العدوانية تعتبر مفهوم أشمل وأعمق من العنف ومن هنا يمكننا وصف العنف بأنه هو العدوانية التي لا يتم التحكم فيها أو أنه هو الوجه الآخر والذي يتم إعلانه عن العدوانية ولكنه ليس عدوانية.

وقد تم تفسير مفهوم العنف في عدة نظريات مختلفة محاولة توضيح أسبابه ومن أهمها نظرية العنف المتعلق بالحرمان وهذه النظرية تجد أن الفرد يجوز أن يصبح عنيفا عندما يتعرض لبعض أشكال الحرمان، وهناك نظرية أخرى وهي نظرية التعليم الاجتماعي وتشير إلى أن العنف مثله كمثل جميع أنواع التصرفات والسلوكيات التي يجب أن تخضع للتعديل والتعليم الاجتماعي ويكتسبه الإنسان بسبب التجارب الحياتية التي يعيشها على مدار عمره.

المراهق والطفل نموذج لضحايا العنف

يعتقد العديد من علماء النفس والاجتماع أن الأطفال والمراهقين هم أكثر فئة متضررة من العنف وغالبا ما يتم توجيه العنف إليهم عن طريق أقاربهم حيث يتمثل العنف تجاههم في شكل تعدي جسدي أو نفسي وجنسي مما قد يترك لديهم نتائج وخيمة فبالنسبة للأضرار الجسدية يمكن أن يصاب الطفل بأمراض في الجهاز التناسلي أو نزيف أو اختلال وقصور في وظيفة المخ بالإضافة إلى بعض المشاكل في السير أو الجلوس بشكل طبيعي، وبالنسبة للأضرار النفسية قد يتسبب العنف في فقد تام للثقة بالنفس والشعور بالأمن والاطمئنان والاكتئاب والعزلة الدائمة والابتعاد عن الاجتماعات سواء كانت مدرسية أو عائلية.

مصدر العنف للطفل والمراهق

لم تكن فقط الأطفال والمراهقين هم النسبة الأكبر التي تتعرض للعنف بل هي التي تمارسه أكثر من غيرها في فئات المجتمع ويرجع ذلك للأسباب الآتية:

  • عدم وجود قدوة حسنة لهذه الفئة يمكنهم أن يقتدوا به نظرا للوسط الاجتماعي السيء الذي يعيشون فيه وضعف شخصية أفراد الأسرة.
  • تأثر هذه الفئة بالمواد التي يتم إذاعتها عبر الإعلام مثل أفلام العنف وألعاب العنف والإثارة والتقليد الأعمى لهذه المشاهد والأفكار بسبب عدم نضج أفكارهم في هذه المرحلة العمرية والذي لا يمنحهم القدرة على التفرقة بين ما هو خيال وما هو حقيقي.
  • التقليد الأعمى للأصدقاء والرفاق والمعلمين واستجماع كل أشكال العنف التي يقوم بها الغير لتصبح هي البيئة الرئيسية التي ينمو فيها الطفل أو المراهق.

العنف والمؤسسات في المجتمع

مؤسسة الأسرة

تعد من أهم المؤسسات التي تنتج بطريقة مباشرة أو غير مباشرة العنف فهي على الرغم من كونها أساس وقاعدة رئيسية للحياة الإنسانية فهي كما تمد الأفراد بالاطمئنان والراحة النفسية والسلام قد تكون على الجانب الآخر مصدر للعديد من النزاعات والمشاكل والضغط النفسي.

يعتبر العنف الأسري أحد أسوأ وأبشع أنماط العنف وهو الأكثر شيوعا في أنواع العنف والأعمق تأثير على حالة الأفراد النفسية وتكوين الشخصية بل وهو أيضا قابل للانتقال من المؤسسة الأسرية إلى المجتمع بأكمله.

مؤسسة المدرسة

غالبا تكون المؤسسات التعليمية هي المكان الأفضل لطلب العلم والتربية وتأديب السلوكيات والتصرفات فهي المؤسسة الأهم بعد الأسرة لكن أصبحت المدرسة مؤخرا مجالا لتبادل العنف وذلك ليس فقط على مستوى التلاميذ بل هو على مستوى المعلمين في شكل عقاب أو تسلط لذا يجب أن يتم توقيع الرقابة على المؤسسة التعليمية ككل لوضع حد لكل ما تشربه الطفل أو المراهق من إفرازات للعنف تتكون منها شخصيته فيما بعد.

القضاء على العنف في الطفل والمراهق

  • زرع بعض القيم والعادات في المؤسستين الرئيسيتين اللتان يتعامل معهما بشكل مباشر حيث يتعلم الطفل أن لكل تصرف ضوابط معينة يجب أن يخضه لها كل الأفراد ويجب عليه احترامها.
  • توضيح أسلوب الحوار السليم داخل المجموعات.
  • الاهتمام الكبير بالحالة النفسية والعاطفية للأطفال وتنمية مشاعرهم بما يؤهلهم إلى ضبط انفعالاتهم.

شاركها.