محتويات

القربان

عرف الإنسان القربان وجمعها قرابين منذ بدء الخليقة وقد توالت الأجناس البشرية على تأدية هذا الطقس في كافة الأديان السماوية وغيرها عن طريق تقديم الطعام النباتي أو الحيواني أو الشراب أو الممتلكات العينية أو النفس في بعض الأحيان للآلهة حُبًا وإجلالًا وتعظيمًا لها لجلب الرضا والبركة والخير وكفّ الشر والأذى والضرر، وهذه الآلهة تختلف باختلاف الحضارات البشرية على مرّ العصور وأيضًا تختلف الطقوس وطرق تقديم القرابين بحسب كل معتقدٍ.

أول قربان في التاريخ

ذكر القرآن الكريم في سورة المائدة قصة أوّل قربانٍ في التاريخ قُدِم من قبل ابنَيْ آدم عليه السلام هابيل وقابيل؛ فقدّم هابيل وكان صاحب أغنامٍ وماشيةٍ جِذعةً سمينةً وأما الآخر أي قابيل فكان صاحب زراعةٍ ويعمل بها فقدم حُزمةً من الزرع الرديء السيء واحتفظ بنفسه بالزرع الجيد؛ فنزلت النار بأمرٍ من الله تعالى فأكلت قربان هابيل دليلًا على قبوله وتركت قربان قابيل كما هو، ونتيجةً لذلك قام قابيل بقتل أخيه هابيل كما جاء في آيات السورة التي روت ما حدث بين الأخوَين.

القربان في الإسلام

جاء الدين الإسلامي بالأمر لجميع العباد من الإنس والجن بصرف العبادة لله تعالى وحده دون شريكٍ أو وسيطٍ بالأفعال والأقوال ومن تلك الأفعال التي كانت منتشرةً في الجاهلية تقديم القرابين للآلهة بغرض الشفاعة عند الله والتقرب إليه؛ فحرَّم الإسلام تقديم القرابين والذّبح وإراقة الدماء إلا من أجل التقرب لله تعالى من خلال ما جاءت به نصوص الشريعة كالأضحية والعقيقة والنذر والصدقة وتكون خالصةً لوجه الله وحده وحرّم تقديم أيٍّ منها إلى قبور الأولياء والصالحين وغيرهم.

القربان في الحضارات القديمة

  • تقديم القربان من قِبل أهل الميت وأصدقاؤه في الحضارة الأكادية من أجل تخفيف البلوى على روح الميت التي تنزل إلى العالم السفلي الحزين والكئيب بحسب ثقافتهم.
  • تقديم القرابين في مواعيد محددةً من قبل الملك الفرعوني لإله الشمس رعّ نيابةً عن الشعب، كما كانت تُقدم القرابين إلى عين حورَس إله الحياة من أجل ضمان تجديد الحياة ومدها بالقوة والبركة، إلى جانب القرابين الجنائزية التي يُضاف إلى القربان حرَّق البخور الذي يساعد روح الميت في التنقل في العالم الآخر.
  • تقديم القرابين المكونة من الفاكهة والبخور والأزهار إلى الإله بوذا المتيقظ كما في الديانة البوذية المنتشرة في الهند واليابان والصين وكوريا حيث يُعتقد أنه في يوم أولامبانا تُفتح أبواب العالم الآخر كي يزور الموتى الأحياء، ومازال هذا القربان متبعًا حتى اليوم.

شاركها.