الوسواس القهري هو أحد الاضطرابات السلوكية المرتبطة بالقلق والمخاوف الغير طبيعية والتي ينتج عنها تصرفات قهرية غير سليمة، هذا ونلاحظ دائماً أن الأشخاص النصابين به يكونوا غير واعيين بتصرفاتهم ويحاولون تجاهلها قدر الإمكان، ولكن كل هذه المحاولات تبوء بالفشل، لذا لابد من التدخل السريع لحل هذه المشكلة والخيمة، وهنا عبر مجلة رجيم سوف نسرد لكم ما هو الوسواس القهري وكل ما يتعلق به بشكل تفصيلي.

ما هو الوسواس القهري

يعرف الوسواس القهري باللغة الإنجليزية “Obsessive compulsive disorder”  وهو عبارة عن اضطراب نفسي يصيب المريض ويجعله يتصرف تصرفات غير طبيعية، ويمكن أن نتعرف بسهولة إن كان الشخص يعاني من هذا المرض أم لا من خلال الآتي، وقبل أن نسرد لكم أهم أعراضه نؤكد بأنه هناك أعراض وسواسية وأخرى قهرية وهي كالآتي :

أعراض الوسواس القهري

  •     تتمثل في الأفكار والتخيلات المتكرر والا إرادية كما أنها تكون بعيدة عن المنطق تماماً، وبالكاد تثير تلك الوساوس الغضب والضيق عند محاولة تغيير تفكير الشخص إلى أمور أخرى أو عند إقناعه للقيام بالأعمال الأخرى.
  •  تتمحور أعراض الوسواس القهري حول موضوع معين، وليكن مثلاً الخوف من التلوث أو الاتساخ، الحاجة إلى الترتيب والنظام، ويمكن أن تطرأ على الفرد رغبات عدوانية جامحة أو تخيلات وأفكار مريضه متعلقة بالجنس.
  •  بجانب ما سبق، شعور المريض بالخوف من انتقال العدوى بسبب مصافحة الآخرين أو لمس أي شيء آخر قد قام بلمسه أحد الأشخاص.
  •  حدوث شكوك ومخاوف حول قفل الباب جيداً أو إطفاء البوتاجاز والفرن.
  •  افكار عدوانية حول التسبب بأذى للآخرين،  أو التخيلات حول التسبب بأذى للأبناء والأهل.
  •  الرغبة الجامحة في الصراخ الشديد في الحالات الغير مناسبة لذلك والابتعاد عن كل المواقف التي تثير الوساوس مثل مصافحة الآخرين خوفاً من انتقال العدوى.
  •  هناك بعض الإصابات التي تحدث نتيجة للوسواس القهري مثل الإصابات الجلدية أو أمراض الجلد الناتجة عن كثرة غسيل الأيدي، أو الإصابة بالندوب.
  •   تساقط الشعر نتيجة للإسراف في تغذيته أو نتفه في بعض الأحيان.

ما هو الوسواس القهري

أعراض قهرية 

  •  فيما يتعلق بالأعراض القهرية، فهي عبارة عن تصرفات متكررة بسبب رغبات جامحة يصعب السيطرة عليها والتي من شأنها تخفيف حدة القلق أو الضيق الشديد المصاحب للوسواس.
  •  تتركز التصرفات القهرية حول مواضيع معينة مثل الاستحمام والنظافة، الفحص المتكرر، تكرار بعض الأعمال المعينة مراراً، الاحتياج إلى تعزيزات أو الحاجة إلى العدّ.
  • الإسراف في غسل اليدين حتى يتشقق الجلد ويصاب بأذى.
  •  الفحص المتكرر للأبواب والشبابيك والصنابير والأفران للتأكد من أنها مغلقه.

أهم الأسباب التي أدت للإصابة بالوسواس القهري 

لا توجد أسباب صريحة وراء الإصابة بالوسواس القهري،  ولكن هناك بعض التفسيرات التي توصل لها العلماء بشأن العوامل المسببة لحدوث الوسواس القهري وهي كالآتي :

  •  هناك عوامل بيولوجية، حيث أفادت الدراسات بأن الإصابة به يكون نتيجة لاضطرابات أو تغيرات كيماوية في جسم الإنسان أو خلل في أداء دماغه.
  •  ربما يكون الوسواس القهري بسبب العوامل الجينية الوراثية، ولكن لم يتم تحديد الجينات المسئولة عن حدوث هذا المرض اللعين.
  •  على الجانب الآخر،  هناك بعض العوامل البيئية، وبناءً على ذلك يكون الوسواس القهري عبارة عن اضطرابات وتصرفات يتم اكتسابها مع مرور الوقت.
  •   يمكن أن يكون السبب فيه هو نقص السيروتونين وهو أحد المواد الكيماوية اللازمة لعمل الدماغ  بشكل جيد، وعلى هذا إن كان تواحد هذه المادة غير كاف فمن المحتمل أن يسهم ذلك في الإصابة بالوسواس القهري.

ما هو الوسواس القهري

عوامل الخطر 

الجدير بالذكر أنه هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطورة استثارة الوسواس القهري، مثل تاريخ العائلة أو الحياة المليئة بالتوتر والضغوطات وربما يكون الحمل سبباً في الإصابة بالوسواس القهري.

من ناحية أخرى، يعتقد الكثير أن هذا المرض نادراً،  ولكن المتعارف عليه أنه منتشر وبشكل مخيف ويصحبه عدداً من الأمراض النفسية الأخرى.

بداية الإصابة بالوسواس القهري 

لا وقت معين لحدوث الإصابة بالوسواس القهري، ففي أغلب الأحيان يكون في سن مبكر من الطفولة أو يصاب به الفرد في فترة المراهقة والغالب يصاب به في سن العاشرة، وبالنسبة للبالغين فيطرأ عليهم الوسواس القهري في سن الحادي والعشرين.

مضاعفات الوسواس القهري 

قد ينتج عن الوسواس القهري الكثير من الاضطرابات السلوكية، والتي تكون في الغالب مرتبطة به وتؤكد على ضرورة التدخل بالعلاج فورا، وتتمثل في :

  •   الأفكار الانتحارية الغير عادية، والإسراع بتنفيذها.
  •  الإقبال على إدمان الكحول والمخدرات
  •  الاضطرابات العقلية والإصابة بالاكتئاب.
  •  حدوث اضطرابات في الأكل، فضلاً عن الالتهابات الجلدية والندبات التي تظهر بسبب الإسراف في غسيل اليدين.
  •   انعدام القدرة على العمل والتعامل مع الناس بشكل طبيعي، والفشل في العلاقات الاجتماعية والنيل نحو العزلة.

تشخيص الأطباء للوسواس القهري 

عندما يشك الطبيب في أن الشخص يعاني من الوسواس القهري، يقوم بإجراء العديد من الفحوصات على الجانبين الطبي والنفسي، حيث تساعد على تشخيص الحالة بشكل دقيق، وتتمحور تلك الفحوصات حول :

  •  الفحص الجسدي.
  •  الفحوصات المخبرية في المعامل.
  •  التقييم النفسي من قبل الطبيب النفسي، وذلك لتقييم الصحة النفسية للمريض .

السلوك الوسواسي يتطابق مع الآتي :-

  •  الأفكار المتعددة والمتشعبة المتعلقة بالتخيلات المثيرة للقلق والتوتر.
  •   الشخص المريض الخاضع للفحص الطبي لمعرفة مدى إصابته بالمرض يحاول تجاهل تلك الأفكار والتخيلات والرغبات ويتظاهر بأنه شخص عادي، بل وينكرها كلها.
  •  يكون على علم تام بأن تلك الأفكار والتخيلات من وحي خياله وليس لها علاقة بالواقع.

السلوك القهري يتفق مع المعايير الآتية :-

  •  الحرص الدائم على إنجاز أعمال معينة بشكل متكرر وغير إرادي مثل غسل اليدين حتى التهاب البشرة أو العد بطريقة معينة.
  •   الهدف الرئيسي من الوسواس القهري هو الحد من الضائقة التي ينتج عنها وساوس خيالية اي غير واقعية.

علاج الوسواس القهري يكون من خلال الآتي :-

تجدر الإشارة إلى أن علاج الوسواس القهري هو عبارة عن عملية معقدة للغاية يصعب السيطرة عليها، وتستغرق وقتاً طويلا وتتطلب الكفاح والصبر،  وفي الكثير من الأحيان قد يحتاج الأمر إلى علاج مدى الحياة، ويعتمد العلاج في أغلب الأحيان على مواجهة الأعراض التي يعاني منها المريض وإجباره على التعامل معها، أما عن العلاج فينقسم لشقين هم كالآتي :

  •  العلاج النفسي.
  •   العلاج الدوائي.

هذا ويتم تعيين العلاج وفقاً لحالة المريض وما يعاني منه من اضطرابات، مدى قوتها، وفي الغالب يكون الدمج بين العلاج النفسي والدوائي هو الأفضل للحصول على أفضل نتائج.

العلاج النفسي للوسواس القهري 

ما هو الوسواس القهري

وتعتمد على المسماة المعالجة “الإدراكية السلوكية”، وهي الأكثر نجاحاً في علاج الاضطراب الوسواسي القهري،   ويتم تنفيذها بين البالغين والأطفال.

العلاج الدوائي 

يتم تحديده من قبل الطبيب المعالج، وهناك الكثير من الأدوية التي تلعب دوراً فعالاً في السيطرة على الوساوس ومنها  مضادات الاكتئاب، فتعمل على رفع نسبة السيروتونين والتي قد تبدو منخفضة عند بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض، أما عن أنواع الأدوية فيحددها الطبيب وفقاً للحالة ومدى تأثرها بالمرض.

واخيراً، نكون قد سردنا لكم كل ما يتعلق بهذا المرض النفسي المؤرق للغاية، وننصحكم بضرورة اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة حتى لا يصاب المريض بأذى، ولا يكون سبباً في إيذاء من حوله.

شاركها.