ما هي العنصرية؟

ما هي العنصرية؟ هي مجموعة من المعتقدات والأفكار والقناعات الذي تترسخ في أذهان الناس، والتي يمكن أن تتكون تلك الأفكار نتيجة لانتمائهم لجماعة معينة، أو عرق معين، أو حصولهم على ميزات وراثية معينة مثل (الصفات الاجتماعية، والثقافية) مما يجعلهم يشعرون بأنهم أكثر تميزاً عن الآخرين، وأنهم ذات قيمة أعلى من الآخرين مما يعطي لهم مبرر بممارسة بعض الأفعال الذي تقلل من الآخر، وتعمل على تهميش الآخرين ومعاملتهم بعنف وكراهية.

وتظهر ما هي العنصرية في الدين، واللون، والثقافة، والسكن، أو العرق وغيرها مثل النازية؛ حيث تم فرض حظر الزواج من خارج العرق الآري داخل ألمانيا، والعنصرية ضد اللون في أفريقيا، وبعض المناطق في الولايات المتحدة الأمريكية، والتعصب الديني والذي هو السبب في انتشار الإرهاب في العالم أجمع.

ما هي العنصرية؟
 ما هي العنصرية؟

ما هي العنصرية؟

العنصرية يرجع تاريخها مع بداية الحياة على الأرض، وللعنصرية الكثير من الآثار السلبية وهي السبب وراء كثير من الحروب، ومن أسوأ مظاهر العنصرية عبر العصور هي تجارة الرقيق، والذي لازالت قائمة إلى الآن ويتم ممارستها مع أصحاب البشرة السوداء من الأفارقة وذلك لمجرد أن لون بشرتهم سوداء.

ما هي العنصرية؟
 

ركائز العنصرية

هناك عدد من الركائز الذي ترتكز عليها العنصرية ومن يقومون بممارستها وتلك الركائز هي:

  • الطبقات الاجتماعية: وفيها يتعامل الأغنياء مع الفقراء على أنهم عبيد، فيقومون باحتقار الفقراء والتحكم بهم، وتهميشهم، والعمل على استعبادهم، ويكون التعامل بين الناس واحترامهم لبعض مبني على مكانته في المجتمع.
  • تظهر كذلك ما هي العنصرية في القومية: وهي الانتساب لجماعة معينة أو قوم معين ويوجد بينهم علاقات معينة، فلا يقبلون الآخر ويتعاملون مع الآخرين باحتقار وعدوانية.
  • لون البشرة: ومن أكثر أنواع العنصرية انتشارًا ويعاني منه أصحاب البشرة السوداء في الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب افريقيا، والأمر في تزايد؛ حيث يتعرضون أصحاب البشرة السوداء لكثير من الممارسات العنصرية في جميع الأماكن الذين يتواجدون بها مثل الجامعات، والمدارس، وغيرها.
  • اللغة.
  • الأفكار والمعتقدات السياسية.
  • الثقافات، والعادات.
ما هي العنصرية؟
 

أسباب العنصرية

لا يمكن أن تنشأ العنصرية بلا سبب، وإنما يوجد لها أسباب تعمل على إثارتها وتحفز تحركها في النفس البشرية ومن تلك الأسباب:

  • التكبر والغرور الذي ينشأ في نفوس البشر ينتج عنها التعامل بعنصرية ضد الآخرين.
  • اختلاف في المستوى المادي.
  • اختلاف في الثقافة.
  • اختلاف في اللغة.
  • الجشع والطع والاستغلال.
  • الجهل.
  • المعتقدات الدينية.
  • الأفكار الخاطئة.
  • العادات الموروثة.

والعنصرية تتمثل في اضطهاد الغير، والتعامل معه بدونية مع إظهار مشاعر الكره والعدوانية، وكثيراً ما يصل الأمر إلى الإيذاء النفسي أو الجسماني مما يجعل الأمر شديد الصعوبة ويعصب على الآخرين التعايش بطبيعية.

أنواع العنصرية

ينقسم التمييز العنصري إلى قسمين:

التمييز المباشر

ويكون عن طريق التعامل مع الآخرين بشيء من الدونية، والتقليل منه وتهميشه وعدم الاعتراف بمميزاته، ومعاملة الآخرين معاملة أفضل منه لمجرد أنه متميز في اللون أو العرق أو الثقافة .. إلى آخره.

التمييز الغير مباشر

ويتم ذلك عن طريق فرض مجموعة من القوانين الذي تخدم مجموعة بعينها، وتخدم مصالحها وذلك على حساب باقي أفراد المجتمع.

يوجد أيضاً ما يسمى بالعنصرية الخفية وتكمن خطورة هذا النوع في أن الأشخاص الذين يمارسونها يظهرون عكس مشاعرهم الحقيقية تجاه الأشخاص؛ حيث يظهرون مشاعر التسامح والمساواة في حين أنهم يتصرفون في الخفاء بعنصرية تعمل على إلحاق الأذى بالأفراد أو المجتمع.

أمثلة مختلفة من العنصرية

  • تجارة العبيد والذي تمارس على الأفارقة أصحاب البشرة السوداء.
  • الحركة العنصرية الذي تم تكوينها ضد اليابانيين في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
  • الحركة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.
  • حركة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ضد الأفارقة أصحاب البشرة السوداء.
  • وفي أوروبا وألمانيا حركة أعداء السامية ضد اليهود.
  • العنصرية الذي تم ممارستها ضد الطوائف المسيحية في تركيا.
  • العنصرية الذي تمارس ضد المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا بعد أحداث 11 سبتمبر.

كل ذلك وأكثر من أمثلة العنصرية في العالم أجمع، الذي كانت سبب لقيام الكثير من المذابح، وزهق عدد لا نهائي من الأرواح نتيجة العنصرية الغاشمة.

الأضرار الناتجة عن العنصرية للفرد والمجتمع

مما لا شك فيه أن للعنصرية الكثير من الآثار السلبية الذي تنعكس على المجتمع والفرد وتلك الآثار السلبية هي:

أضرار العنصرية على الفرد

  • يؤثر ذلك بشكل ملحوظ على الشخص الذي يتم معاملته بعنصرية، فيصبح شخص وحيداً، منبوذ، يحمل بداخله الكثير من مشاعر النقمة والغضب على كل من حوله مما يمكن أن ينتج عنه ردود أفعال عدوانية.
  • يتأثر الأفراد الذين يمارس عليهم العنصرية فيحملون في نفوسهم الحقد والغل والغضب على الأفراد الذين يتعاملون معهم بعنصرية.
  • الشخص الذي يتعامل بعنصرية غالباً لا يجد الفرصة للنجاح، فيتم رفضه في جميع المقابلات واللقاءات وغيرها من الأشياء الذي يمكن أن تعطي للشخص فرصة يستغلها ليحقق ذاته.
  • الشخص الذي يمارس العنصرية على غيره هو شخص أناني، ينحصر تفكيره على ذاته فقط ولا يشغل باله بالآخرين مما يصيب فكره بالضيق وعدم الوعي.

أضرار العنصرية على المجتمع

  • العنصرية عندما تصيب مجتمع ما تصيبه بالتفكك وعدم الترابط.
  • تكثر النزاعات بين أفراد المجتمع نتيجة وجود العنصرية.
  • تسود مشاعر الكراهية والحقد والغضب بين أفراد المجتمع.
  • يعم الخوف والقلق والتوتر وعد الاستقرار في المجتمع نتيجة العنصرية.
  • يمكن أن ينتج عن العنصرية إشعال الحرب بين طوائف المجتمع.

طرق علاج العنصرية

العنصرية هذه الآفة الذي تؤدي إلى هلاك المجتمعات وتفكك أفرادها، ليس من المستحيل القضاء عليها، ولكن يتطلب الأمر الكثير من المجهود، وقبل المجهود يجب أن يتحد جميع أفراد المجتمع على هدف واحد والعمل على التخلص من هذه الآفة تماماً ومن أهم طرق علاج العنصرية:

دور الحكومة في القضاء على العنصرية

  • يجب على الحكومة تطبيق مبدأ المساواة والعدل بين أفراد المجتمع باختلاف ثقافاتهم وأفكارهم وطبقاتهم الاجتماعية.
  • يجب على الحكومة حل المشاكل القائمة بين أفراد وفصائل المجتمع، والعمل على تضييق دائرة الخلاف فيما بينهم.
  • فرض قوانين وعقوبات على من يعمل على إثارة الفتن بين فصائل المجتمع وأفراده.

دور الإعلام في القضاء على العنصرية

  • للإعلام دور فعال في القضاء على العنصرية؛ حيث يجب على الإعلام تسليط الضوء على الآثار السلبية الذي تنتج عن العنصرية.
  • توضيح الدور الإيجابي الذي يجب أن يقوم به المجتمع وأفراده لنبذ العنصرية والقضاء عليها.

دور رجال الدين في القضاء على العنصرية

  • يجب أن يرتكز رجال الدين في الخطاب الديني على أضرار العنصرية، ومدى تأثيرها السلبي على المجتمع، مع توضيح أن الدين يرفض تماماً العنصرية.

دور الأسرة في القضاء على العنصرية

  • يجب على رب الأسرة زرع القيم والمبادئ أثناء تربية الأبناء، ويجب التركيز على زرع الحب ومشاعر الأخوة بينه وبين الجميع.
  • يجب أن تتم تربية الأبناء على رفض العنف بجميع أشكاله، وعدم احتقار الآخرين، وعدم الغرور أو التفاخر.

دور المؤسسات التعليمية في القضاء على العنصرية

  • يجب على جميع العاملين في المؤسسات التعليمية التركيز على زرع الأفكار الصحيحة في عقول ونفوس الأفراد، وتوعية الأجيال على نبذ العنصرية ورفضها تماماً.

الإمارات نموذج عالمي يحتذى به في محاربة العنصرية

زر الذهاب إلى الأعلى