ما هي سجدة السهو؟

في بعض الأوقات في صلواتنا قد ننسى شيئًا، أو قد يكون لدينا شك في أننا أتمينا الركعات فعلًا، وما إلى ذلك،  وسجود السهو هي: سجدة للتعويض عن الأخطاء التي  قد تحدث في الصلاة بسبب إلى النسيان (السهو)، وسجود السهو يقصد بها سجود النسيان، إذا أخطأت في عدد الركعات أو جزء من الركعة، وهناك حالات ذكرت في السنة النبوية الشريفة عن الرسول (صلي الله عليه وسلم)، أنه أدى فيها سجدة السهو، وهذا ليعلمنا الله ما يجب أن نفعله عند السهو.

ماهي سجدة السهو

حالات سجدة السهو

بعد إضافة ركعة أو جلوس أو ركوع(الزيادة)

  • إذا أضاف الشخص الذي يصلّي عمداً وضعًا إضافيًا، أو الجلوس، أو الركوع، أو السجود، تعتبر صلاته غير صحيحة، ولكن إذا فعل ذلك بسبب النسيان ولا يتذكر الإضافة حتى يكملها، فلا يوجد عليه شيء سوى سجدة السهو، للتكفير عن خطأه غير المقصود،  ومع ذلك، فإنه يتذكر أثناء أداء هذه الإضافة، عندئذٍ عليه أن يترك تلك الإضافة وأداء سجدة السهو تكون في نهاية الصلاة، حتى تكون صلاته صحيحة.
  • مثال على ذلك،  الشخص الذي يصلي صلاة الظهر خمس ركعات، لكنه لا يتذكر أنه أضاف إلا أثناء التشهد،  لذلك يجب عليه إكمال التشهد وإعطاء التحية (إعطاء السلام) ثم السجود للسهو، ثم إعطاء التحية (مرة أخرى)،  إذا كان لا يتذكر الإضافة إلا بعد التحية، فعليه السجود للنسيان وإعطاء التحية (مرة أخرى)، وبالطبع السجود للسهو يكون سجودان نحو القبلة.
  • نقطة أخرى هي إعطاء التحية (التسليم) قبل الانتهاء من الصلاة، يحسب هذا كإضافة للصلاة،  لذلك من أعطى التحية عمدا قبل الانتهاء من الصلاة، يعتبر إبطال للصلاة،  ومع ذلك، إذا تم ذلك بسبب النسيان، ولا يتذكر ذلك إلا بعد مضي وقت طويل يجب عليه إعادة الصلاة مرة أخرى،  إذا كان يتذكر بعد فترة قصيرة، مثل بعد  ثلاث دقائق، فعليه إكمال صلاته وتقديم التحية ثم السجود للسهو ثم تقديم التحية (مرة أخرى).

أتباع الأمام إذا نسى في الصلاة

  • إذا نسي الإمام، فيجب على من يتبعه في الصلاة أن يتبعه في سجود السهو، حيث أن النبي صلي الله عليه وسلم، شدد على أتباع الأمام وحذر من مخالفته في الصلاة.
  • إذا كان الإمام يسجد للنسيان قبل التحية أو بعدها، فإنه يجب على أولئك الذين يصلون خلفه، اتباعه في توقيت سجدة السهو، هذا باستثناء الشخص الذي وصل متأخراً ويحتاج إلى تعويض جزء الصلاة التي فاته، فلا يجوز له أن يتبع الإمام في أداء السجود بعد التحية، هذا لأنه لا يستطيع التسليم مع الإمام، فما ينبغي عليه فعله هو تعويض ما فاته أولاً، ثم إعطاء التحية، ثم السجود للنسيان، ثم إعطاء التحية.
  • مثال على ذلك،  إذا كان الرجل يدخل الصلاة مع الإمام في الركعة الأخيرة، ويكون السجود من أجل السهو من الإمام بعد التحية، فعندما يعطي الإمام التحية، يجب أن يقف هذا الرجل لإكمال ما فاته ولا يسجد مع الإمام، ثم يكمل ما فاته ويسلم، وعليهما أن يؤدوا السجود للسهو بعد التحية،  لكن إذا كان السهو من قبل المصلي وليس الإمام في الصلاة، فلا يستوجب سجد منه،  وذلك لأن سجده سيؤدي إلى اختلافه عن الإمام وتعطيل متابعته.
  • لكن إذا فاته جزء من الصلاة بسبب النسيان أثناء الصلاة خلف الإمام، أو أثناء قضاء ما فاته من تلقاء نفسه، فعليه السجود بعد السهو بعد إتمام ما فاته،  هذا السجود سيكون إما قبل أو بعد التحية حسب سببها، كما سبق.
  • مثال على ذلك إذا كان أحد المصلين خلف الأمام ينسى أن يقول “سبحان ربي العظيم” في الركوع، لكنه لا يفوته أي ركعة للصلاة، فهو لا يحتاج إلى السجود، ولكن إذا زادت عدد الركعات أو قلت، يجب عليه تعويضه ثم يقوم بسجدة السهو قبل التحية.
  • ومن الأمثلة الأخرى، إذا كان المصلي في صلاة الظهر مع الإمام، ثم  يقف الإمام في الركعة الرابعة، ويظل المصلي جالسًا معتقدًا أنه آخر ركعة،  ولكن عندما يعلم أن الإمام قد وقف، فإنه يقف بسرعة،  ففي هذه الحالة لم ينسى أي ركعة سواء زيادة أو نقصان، فلا يستوجب في هذه الحالة سجدة السهو،  لكن إذا تسبب في فقده للركعة أو أكثر، فعليه أن يعوضها ويسلم، ثم يسجد سجدة السهو، ويسلم، هذا السجود بسبب الجلوس الذي أضافه إلى الصلاة عندما وقف الإمام على الركعة الرابعة.

    ماهي سجدة السهو

هل سجدة السهو سنة أو فرض؟

أختلاف العلماء حول كون سجدة السهو فرض أم سنة، فنجد المذهب الحنفي والحنبلي يميل إلي أن سجدة السهو فرض واجب، أم المذهب المالكي يرى أن إذا كان سجود السهو بسبب نقص في ركعات الصلاة، فأن في هذه الحالة تكون سجدة السهو فرض واجب، وإذا كان سبب سجدة السهو هو الزيادة في عدد الركعات تكون سجدة السهو سنة، أما بالنسبة للمذهب الشافعي فهو يرى أن سجدة السهو سنة.

سجود السهو يتم قبل تسليم أم بعد تسليم؟

  • اختلاف الأئمة حول توقيت سجدة السهو، هل هي بعد التشهد والتسليم أم قبل التسليم، وهناك العديد من الروايات أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بأداء سجدة السهو قبل التسليم، وشهد أيضاً أن الرسول صلي الله عليه وسلم قام بأدائها بعد التسليم.
  • وجهة نظر الإمام الشافي هي أن السجود يجب أن تتم قبل تسليم،  ومع ذلك، لا يمكن جعل هذا الرأي عالميًا لأن هناك روايات تثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أداها بعد تسليم أيضًا.
  • ووفقًا للإمام أحمد، أنه يجب أتباع سنة الرسول (صلى الله عليه وسلم) من حيث عدم التقييد بموعد محدد، أي يمكن أن تؤدى سجدة السهو قبل أو بعد التسليم،  وهذا يتوقف على الحالات كما فعل من قبل نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
  • يقول المرداوي في “الإنصاف”، ” سجود السهو وما يقول فيه وبعد الرفع منه كسجود الصلاة “.
  • وقال الرملي في “نهاية المحتاج”، ” وكيفيتهما ( يعني سجدتي السهو ) كسجود الصلاة في واجباته ومندوباته كوضع الجبهة والطمأنينة والافتراش في الجلوس بينهما ” انتهى باختصار .
  • ولكن في النهاية يظل الاختلاف رحمة من الله (عز وجل) ويسر للدين.

سجدة السهو في الأحاديث الشريفة

  • صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةً – قال إبراهيمُ: لا أدري أزاد نقص – فلمَّا سلَّم قيل له: يا رسولَ اللهِ أحدَث في الصَّلاةِ شيءٌ ؟ قال: لا وما ذاك ؟ قالوا: صلَّيْتَ كذا وكذا قال: فثنَى رِجْلَه واستقبَل القِبْلةَ وسجَد سجدتَيْنِ ثمَّ سلَّم فلمَّا أقبَل علينا بوجهِه قال: ( إنَّه لو حدَث في الصَّلاةِ شيءٌ أنبَأْتُكم به ولكنِّي إنَّما أنا بشَرٌ مثلُكم أنسى كما تنسَوْنَ فإذا نسيتُ فذكِّروني وإذا شكَّ أحدُكم في صلاتِه فليتحرَّ الصَّوابَ وليُتِمَّ عليه ثمَّ ليُسلِّمْ ثمَّ ليسجُدْ سجدتَيْنِ )  (رواه عبد الله بن مسعود)
  • قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إذَا نُودِيَ بالصَّلَاةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ، وله ضُرَاطٌ حتَّى لا يَسْمع الأذَانَ، فَإِذَا قُضِيَ الأذَانُ أَقْبَلَ، فَإِذَا ثُوِّبَ بهَا أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ، أَقْبَلَ حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ، يقولُ: اذْكُرْ كَذَا وكَذَا، ما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى، فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا، فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وهو جَالِسٌ. (رواه أبو هريرة وأخرجه في صحيحه)
  • صلَّى بنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إحدى صلاتيِ العَشيِّ إمَّا قال الظُّهرَ وإمَّا قال العصرَ قال: وأكبرُ ظنِّي أنَّها صلاةُ العصرِ فصلَّى بنا ركعتينِ ثمَّ سلَّم وتقدَّم إلى خشبةٍ في مُقدَّمِ المسجدِ فوضَع يدَه عليها إحداهما على الأخرى وخرَج سَرَعانُ النَّاس فجعَلوا يقولون: قصُرَتِ الصَّلاةُ وفي القومِ أبو بكرٍ وعمرُ رضوانُ اللهِ عليهما فهابا أنْ يسأَلا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن ذلك فقال له رجلٌ يُقالُ له ذو اليدينِ: أقصُرَتِ الصَّلاةُ يا رسولَ اللهِ أم نسيتَ ؟ قال: ما قصُرَتِ الصَّلاةُ ولا نسيتُ قال: بل نسيتَ يا رسولَ اللهِ قال: أكذلك ؟ قالوا: نَعم فرجَع فصلَّى بنا ركعتينِ ثمَّ سلَّم ثمَّ سجَد سجدتينِ فأطال نحوًا مِن سجودِه ثمَّ رفَع رأسَه ثمَّ سجَد الثَّانيةَ فأطال نحوًا مِن سجودِه ثمَّ رفَع رأسَه فقيل لمحمَّدٍ: ثمَّ سلَّم ؟ قال: لمْ أحفَظْ ذلك مِن أبي هُرَيرةَ وأُنبِئْتُ أنَّ عِمرانَ بنَ حُصينٍ قال: ثمَّ سلَّم (رواه أبو هريرة وأخرجه في صحيحه)

    ماهي سجدة السهو

زر الذهاب إلى الأعلى