ما يفعل الله إذا أحب عبدا سبحان الله ؟          
في الحديث القدسي : مايزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، من عظم الله  في قلبه سخر الله جل وعلى له خلقه، فالمخلوقات كلها جند لله، إما أن تكون لك معينا او أن تكون عليك ضدك، وهي مأمورة بأمر الله لها، قال أهل الآثار إن قافلة إخوة يوسسف لما خرجت من أرض مصر ذاهبة إلى الشام قال الله : ولما فصلت العير، فصلت العير يعني خرجت من أرض مصر إلى أرض الشام، تجاوزت الحيطان في أرض مصر، ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف، جائت في الآثار أن ريح الصبأ استأذنت ربها أن تبلغ يعقوب ريح يوسف قبل أن يصله البشير فأضحت جندا لولي من أولياء الله هو يعقوب عليه السلام، فالغاية كلها الأمر كله مرده إلى  حسن الصلة لرب العاليمن جل جلاله، وترى الشمس إذا طلعلت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ما الذي جعل الشمس على علو كعبها ونظر الناس إليها تستحيي أن تأذيهم ما في قلبهم من إجلال له، وما الشمس إلى مأمورة. يقول يوشع بن نون لما أراد أن يفتح أريحة نظر إليها وقد همت للغياب قال أنت مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علي فبقيت تأخر غروبها حتى أكمل الحرب قال ربنا : ذلك من آيات الله، ثم بين أن الأمر كله بيديه قال من يهده الله فهو المهتد ومن يظلل فلن تجد له وليا مرشدا. فإذا تحقق لديك أن الهداية بيديه جل ذكره ما كان ينبغي لنا إلا أن نطلع بين يديه ونسأله جل وعلى الهداية والثبات عليه.

 

الشيخ صالح المغامسي

شاركها.