ما يقال عند الفزع

الفزع شعورٌ طبيعيّ يتواجد داخل الإنسان، وهو أشبه بالإشارة التحذيرية التي تدفع الانسان لأن يتّقي شرَّ شيءٍ معين، ويختلف الفزع في قوته وأسبابه، هناك فزع فطري هو الفزع الذي ينشأ داخل الانسان بفطرته مثل خوفه من النار أو الجوع أو العطش، أما الفزع المذموم فهو أن يخاف الإنسان من غير الله عز وجل، كأن يخاف من الموت أو من الناس.

ما يقال عند الفزع

  • عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -أن النبي -صلى الله عليه وسلم -علمه أن يقولهنّ عند السلطان وعند كل شيء: “لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ السماوات السبع وربّ العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين”، ويقول بعدهن: “اللهم إني أعوذ بك من شر عبادك”.
  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه -قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم -في غزوة؛ فلقي العدو، فسمعته يقول: “يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين”، قال: ولقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.
  • “لا إله إلا الله الواحد القهار، رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار”.

ما يقال عند الفزع

الفزع الأكبر

الفزع يوم القيامة، قال تعالى: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آَمِنُونَ (89) (سورة النمل: 89)، وقد جاء في بعض التفاسير أن الأمن المراد في الآية هو الأمن من فزع النفخ في الصور، وذلك أن إسرافيل هو الذي ينفخ فيه بأمر الله تعالى، فينفخ فيه أولاً نفخة الفزع ويطولها، وذلك في آخر عمر الدنيا، حين تقوم الساعة على شرار الناس من الأحياء، فيفزع من في السماوات ومن في الأرض (إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ)، وهم الشهداء، فإنهم أحياء عند ربهم يرزقون،

لماذا يفزع الناس يوم القيامة

الفزع الحاصل من مشاهدة العذاب بعد تمام المحاسبة وظهور الحسنات والسيئات وهو الذي في قوله تعالى: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) (سورة الأنبياء: 103)، قال ابن السائب: إذا أطبقت النار على أهلها فزعوا فزعا لم يفزعوا مثلها، وأهل الجنة آمنوا من ذلك الفزع. وقد سأل رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم –الله عز وجل أن يؤمنه فزع يوم القيامة فقال: (اللهم إني أسألك الأمن يوم الخوف) يعني يوم القيامة، وكان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم –أيضاً: (اللهم آمن روعتي واستر عورتي واحفظ أمانتي واقض ديني).

ما يقال عند الفزع

أنواع الفزع

هناك عدة أنواع للفزع منها ما يلي ذكره :-

الفزع الفجائي

وهو الفزع ويقول عندها ” لا إله إلا الله ” متفق عليه

الفزع الملازم

كالفزع من الأماكن المغلقة أو الفزع من الاختلاط مع الناس أو الفزع من الحيوانات أو المرتفعات وعلاج هذا النوع من الفزع يكون بأن تشعر بمعية الله لك والمواظبة على قراءة الأذكار وآية الكرسي وسورتي الفلق والناس والإخلاص والمواظبة على قراءة الآيات التي يستشعر بها الإنسان السكينة والطمأنينة.

ومن تلك الآيات: ” ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين” التوبة 26. ” إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها ” التوبة 40. ” هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليماً حكيما ً” الفتح 4.

وأخيراً الفزع من قوم ما أو من أشخاص، فعليه أن يقول: ” اللهم اكفنيهم بما شئت ” رواه مسلم.

ما يقال عند الفزع

تحقيق الأمن والطمأنينة النفسية

تقدير الذات وتطويرها وهو أسلوب يقوم على أن للفرد قدراته، ويعتمد عليها عند الأزمات، ثم يقوم بتطوير الذات، عن طريق العمل على إكسابها مهارات وخبرات جديدة تعينه على مواجهة الصعوبات التي توجد في الحياة.

الاعتراف بالنقص وعدم الكمال 

حيث إن وعي الفرد بعدم بلوغه الكمال يجعله يفهم طبيعة قدراته وضعفها وبالتالي فإنه يقوم باستغلال تلك القدرات الاستغلال المناسب دون القيام بإهدارها من غير فائدة حتى لا يخسرها عندما يكون في أمس الحاجة إليها، ومن هنا فإنه يسعى للحد مما لديه من نقائص عن طريق التعاون مع الآخرين، وهذا ما يشعره بالأمن لأن ذلك يجعله يؤمن بأنه لا يستطيع مواجهة الأخطار وحده دون مساعدة الآخرين والتعاون معهم.

 معرفة حقيقة الواقع

يقع هذا على عاتق المجتمع وله الدور الكبير في توفيره وخاصة في الحياة المعاصرة التي أصبح الفرد فيها يعتمد على وسائل الإعلام في معرفة الحقائق المختلفة، وتظهر أهمية هذا الأسلوب في حالة الحروب حيث إن الأفراد الذين يعرفون حقيقة ما جرى حولهم تجعلهم أكثر صلابة في مواجهة أزمات الحروب على عكس الأفراد المضللون الذين لا يعرفون ما يحدث حولهم.

   الثقة بالنفس

والتي تعد من أهم ما يدعم شعور الفرد بالأمن والعكس صحيح فأحد أسباب فقدان الشعور بالأمن والاضطرابات الشخصية هو فقدان الثقة بالنفس.

  العمل على كسب رضا الناس وحبهم

بتقديم المساندة الاجتماعية والعاطفية للأخرين بحيث يجد من يرجع إليه عند الحاجة، كما أن للمجتمع دوراً في تقديم الخدمات التي تضمن للفرد الأمن عن طريق المساواة في معاملة جميع الأفراد مهما كانت مراكزهم الاجتماعية لأن العدل أساس الأمن.

 دعاء الفزع والقلق

يمكن للشخص الحصول على الطمأنينة والعافية والأمان من كل شر، من خلال التزامه بالأدعية التي تخفف على قلبه، ومن أفضل ما يقال من الأدعية عند الفزع والفزع والقلق، ما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فعليه أن يستعيذ بكلمات الله التامّة بقوله: “أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق”، وقول هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، إذ إنّ دعاء الفزع والقلق هذا يُعدّ من أسباب العافية من كلّ شر وسوء.

الإكثار من قول دعاء الفزع والقلق: “باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم”، ويُقال هذا الدعاء ثلاث مرات في الصباح والمساء، كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام أنّه يحمي من أيّ ضرر أو مصيبة.

دعاء الفزع ومن ابتلى بالوحشة

” أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون”.

ما يقال عند الفزع

مقومات الأمن النفسي في الإسلام

مهما حاول الإنسان أن يوجد منهجاً من عنده لتحقيق الأمن النفسي، فإنه لن يستطيع ذلك على نحو مكتمل، وتبقى الاجتهادات البشرية يعتريها النقص بحكم الطبيعة الإنسانية، أما الكمال المطلق في تأمين النفس الإنسانية فلا يكون إلا في منهج خالقها سبحانه، قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) ق:16.

ويذكر القرآن درجات للنفس الإنسانية حسب الأحوال التي تمر بها والتغيرات التي تعتريها، ويقسمها إلى أقسام هي:

 النفس الأمارة

 قال تعالى: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) يوسف: 53.

 النفس اللوامة 

 قال تعالى: (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) سورة القيامة: 2.

 النفس الملهمة

 قال تعالى: (وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا) الشمس: 7 – 8.

النفس المطمئنة 

 قال تعالى: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ). الفجر: 27

 النفس الراضية 

 قال تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً) الفجر: 28.

 النفس المرضية 

 قال تعالى: (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) الفجر: 28.

ما يقال عند الفزع

ونجد أنه أثناء هذه الرحلة الطويلة أي رحلة صعود النفس في السلم الروحي تعالج النفس شيئاً فشيئاً من آفاتها ونقائصها وعثراتها، وجدير بالذكر أنه لا يمكن الفصل مطلقاً بين حال النفس الأمارة وحال النفس المطمئنة، فالنفس واحدة ولكن أحوالها متعددة، وسماتها متباينة، ومقاماتها مختلفة، وهي تحوي الفضيلة والرذيلة، الخير والشر، الشرك والتوحيد والنور والظلام.

والإنسان يحوي طبيعة النفس الأمارة بالسوء التي تسير وفق هواها ويقودها طمعها ولذاتها وشهواتها، كما تحوي النفس طبيعة خبرة نورانية تبحث عن الحقيقة وتنشد معرفتها، وهناك صراع دائم بين النفس الأمارة وبين النفس المطمئنة في الإنسان، فأصعب شيء على النفس المطمئنة أن تتخلص من براثن الشيطان، ومن هوى النفس الأمارة.

زر الذهاب إلى الأعلى