متلازمة القلب المنكسر: الأسباب، الأعراض، طرق العلاج!

من أعراض متلازمة القلب المنكسر آلام الصدر

متلازمة القلب المنكسر أو اعتلال تاكوتسيبو للقلب هى حالة مرضية حيث يحدث ضعف مفاجئ ومؤقت في العضلة القلبية. تحدث نتيجة لآلام عاطفيه شديده أو معاناة يشعر بها المرء بعد فقدان أحد الأحباء، سواء من خلال الموت أو الطلاق أو الخيانه أو غيرها، وهي أحد الظواهر العلمية التى رصدها العلم بدقة دون أن يعرف لها سبباً واضحاً أو يجد لها تفسيراً قاطعًا تجلت الحيرة في تسمية تلك الظاهرة بأسماء متعددة، تبدأ باعتلال تاكوتسيبو للقلب Takotsubo cordiomyopathy أو تضخم البطين الأيسر أما الإسم الثالث فهو القلب المكسور أو Broken – heart syndrome.

متلازمة القلب المنكسر

سجلت أكثر من 90 في المائة من حالات الإصابة بهذا الاعتلال بين النساء من أعمار تراوحت بين 58 و75 سنة. وتفترض الأبحاث أن 6 في المائة على الأقل من النساء اللاتي تم اعتبار حالاتهن بنوبة قلبية كن في الواقع مصابات بهذا الاعتلال، الذي ظل غير مشخص في الولايات المتحدة والذي لم يتم الاعتراف به حتى زمن يسير.

ومن حسن الحظ فإن أغلبية المصابات يشفين بسرعة من دون حدوث إضرار بعيدة المدى على القلب، يتم تشخيص متلازمة القلب المكسور خطئأ على أنها نوبه قلبيه بسبب تشابه الأعراض ونتائج الفحوصات ولكنها وعلى العكس من النوبة القلبيه تبدو الشرايين التاجيه سليمه تماماً لا ضيق فيها ولا معالم جلطة ولكن رغم ذلك فإن الملاحظة الدقيقة الموثقة بالأبحاث الطبية المعملية المختلفة تؤكد أن هناك مؤشرات حقيقية للمعاناة والألم وأن هناك فترة تعانى فيها عضلة القلب من نقص في الدم الوارد اليها، الأمر الذى يحدث تلفاً في خلاياها ويقودها إلى فشل مؤقت في اداء مهامها، وعلى الرغم من أن الأمر يبدو محيراً للغاية في وجود شرايين سليمة لا أثر فيها لضيق واختناق لكن في كل الأحوال، الثابت أن كل تلك التداعيات تحدث إثر التعرض لوقت عصيب او المعاناة من ألم نفسى أو توتر بالغ، تعددت النظريات والتكنهات عن أسباب النقص في الدم الوارد إلى القلب، ومنها أن ذلك ينجم عن بروتينات تفرز في الدم تسبب تقلصا في الشرايين، يحدث ذلك الأثر من نقص الدم الوارد لعضلة القلب سرعان ما يزول كما جاء فجأه.

أعراض متلازمة القلب المنكسر:
– آلام الصدر.
– ضيق التنفس.
– قد يكون أي ألم صدري دائم وثابت علامة على وجود أزمة قلبية، لذا من المهم أن تأخذ ذلك على محمل الجد وتتصل بالطوارئ إذا عانيت من ألم الصدر.

متلازمة القلب المنكسر

أسباب متلازمة القلب المنكسر:
لا يعرف الباحثون السبب الحقيقي وراء متلازمة القلب المنكسر حتى الآن. ولكن يُعتقد أن حدوث تدفق مفاجئ لهرمونات الضغط النفسي ـ مثل الأدرينالين ـ بإمكانها أن تؤدي إلى إيذاء القلب لدى بعض الأشخاص مؤقتًا. لكن من غير المعروف بالمرة كيفية تسببب هذه الهرمونات في إيذاء القلب أو هل هناك شيء آخر يتسبب في ذلك. يمكن أن يلعب الانقباض شرايين القلب الصغيرة أو الكبيرة دورًا في ذلك.

غالبًا ما يسبق متلازمة القلب المنكسر حدث عاطفي أو جسدي شديد. فيما يلي بعض المحفزات المحتملة لمتلازمة القلب المنكسر:
– أخبار عن وفاة غير متوقعة لأحد الأحباء.
– تشخيص طبي مُفْزِع.
– العنف المنزلي.
– خسارة مبالغ طائلة من الأموال.
– الكوارث الطبيعية.
– حفلة مفاجئة.
– الاضطرار إلى إلقاء كلمة أمام جمهور.
– فقدان الوظيفة.
– الطلاق.
– الضغوطات الجسدية مثل نوبة الربو أو حادث سيارة أو جراحة كبرى.
– من المحتمل أيضًا، أن تتسبب بعض العقاقير في حالات نادرة في حدوث متلازمة القلب المنكسر لتسببها في حدوث تدفق مفاجئ لهرمونات الضغط النفسي. من العقاقير التي يمكن أن تساهم في حدوث متلازمة القلب المنكسر ما يلي:

إبِينيفرِين، الذي يُستخدم لعلاج حالات الحساسية الحادة أو نوبات الربو الحادة.
دولوكستين (سيمبالتا) علاج يُعطى لمعالجة مشاكل الأعصاب لدى الأشخاص المصابين بداء السكري، أو كعلاج للاكتئاب.
فينلافاكسين (إيفكسور إكس آر)، وهو علاج للاكتئاب.
ليفوثيروكسين (سنثرويد، ليفوكسيل)، وهو دواء يُعطى للمريض الذين لا تعمل غدته الدرقية بشكل سليم.

كيف تختلف متلازمة القلب المنكسر عن الأزمة القلبية؟
تحدث الأزمات القلبية عامة بسبب انسداد كامل أو شبه كامل لأحد شرايين القلب. ينتج عن هذا الانسداد تكون جلطة دموية في المنطقة المتضيقة من الكتل الدهنية (تصلب الشرايين) في جدار الشريان. في متلازمة القلب المنكسر، لا تكون شرايين القلب مسدودة، رغم احتمال انخفاض تدفق الدم في شرايين القلب.

عوامل الخطورة:
تصيب متلازمة القلب المنكسر النساء بشكل أكبر عن الرجال. من الواضح أن معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة القلب المنكسر هم نساء تتراوح أعمارهن بين 50 عامًا وأكبر.

المضاعفات:
في حالات نادرة، قد تؤدي متلازمة القلب المنكسر إلى الوفاة. ومع ذلك، فإن معظم مَن عانى من متلازمة القلب المنكسر سرعان ما يتعافون، ولا تظهر عليهم آثار طويلة الأمد.

من بين المضاعفات الأخرى لمتلازمة القلب المنكسر ما يلي:
– ارتداد السوائل إلى رئتيك (الوذمة الرئوية).
– انخفاض ضغط الدم.
– اضطرابات في ضربات القلب.
– من المحتمل أيضًا أن تصاب بمتلازمة القلب المنكسر مرة أخرى إذا واجهت حدثًا آخر يصيبك بالتوتر والضغط النفسي. ومع ذلك، فإن احتمالات حدوث هذا ضعيفة.

الاختبارات والتشخيص:

إذا اشتبه طبيبك في إصابتك بمتلازمة القلب المنكسر، فسيستخدم الاختبارات والفحوصات التالية للقيام بتشخيصك:

تاريخك المرضي الشخصي والفحص البدني: بالإضافة إلى الفحص الجسدي التقليدي، سيحتاج طبيبك معرفة تاريخك المرضي، خاصة إن كنت عانيت من أعراض مرض في القلب من قبل. في الغالب لا يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القلب المنكسر بأي أعراض لمرض في القلب قبل تشخيصهم بمتلازمة القلب المنكسر. كما سيحتاج طبيبك أيضًا إلى معرفة إذا كنت عانيت من ضغوط نفسية كبيرة مؤخرًا، مثل وفاة أحد الأحباء.

مخطط كهربائية القلب (ECG): في هذا الاختبار غير الباضع، يضع الفني أسلاكًا على صدرك تُسجل النبضات الكهربائية التي تجعل قلبك ينبض. يسجل مخطط كهربائية القلب الإشارات الكهربائية، والتي يمكن أن تساعد الطبيب في معرفة عدم الانتظام في ضربات القلب وبنيته.

تصوير الصدر بالأشعة السينية: يحتمل أن يطلب طبيبك تصويرًا للصدر بالأشعة السينية لرؤية ما إذا كان قلبك متضخمًا أو هل يتخذ الشكل الذي يمثل متلازمة القلب المنكسر نموذجيًا، أو لرؤية ما إذا كان هناك أي مشكلات في رئتيك قد تسبب الأعراض التي لديك.

مخطط صدى القلب: كما يمكن أن يطلب طبيبك أيضًا مخطط صدى القلب لرؤية ما إذا كان قلبك تضخم أو ذا شكل غير طبيعي، يمثل علامة متلازمة القلب المنكسر. يُظهر هذا الاختبار غير الباضع، الذي يتضمن إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية على الصدر، صورًا تفصيلية لهيكل القلب ووظيفته. وتنتقل الموجات فوق الصوتية، ويتم تسجيل صداها بجهاز يسمى الترجام يُحمل خارج الجسم. يستخدم جهاز الكمبيوتر المعلومات الواردة من الترجام لإعداد صور متحركة على شاشة فيديو.

اختبارات الدم: إن معظم الأشخاص المصابين بمتلازمة القلب المنكسر يكون لديهم كمية مرتفعة من إنزيمات معينة في دمهم. قد يطلب طبيبك إجراء اختبارات دم لفحص هذه الإنزيمات مما يساعد في تشخيص متلازمة القلب المنكسر.

تصوير الوعاء التاجي: خلال تصوير الأوعية التاجية، يتم حقن نوع من الصبغة – التي يكتشفها جهاز تصوير الأشعة السينية – في الأوعية الدموية بالقلب. ثم بعد ذلك يأخذ جهاز الأشعة السينية سلسلة من الصور (تصوير الأوعية) مما يعطي طبيبك رؤية مفصلة داخل أوعيتك الدموية. عادة لا يوجد لدى الأشخاص المصابين بمتلازمة القلب المنكسر انسداد في الأوعية الدموية، بينما يعاني الأشخاص المصابون بأزمة قلبية دائمًا بانسداد يظهر مرئيًا في تصوير الأوعية.

طرق العلاج:
ليست هناك إرشادات تقليدية في علاج متلازمة القلب المنكسر. لكن العلاج المتبع يشبه علاج الأزمة القلبية إلى أن تتضح نتيجة التشخيص. يبقى أغلبية الأشخاص في المستشفى أثناء تعافيهم.

بمجرد وضوح التشخيص وأن متلازمة القلب المنكسر هي سبب الأعراض التي تعاني منها، قد يصف لك طبيبك أدوية للقلب لتتناولها أثناء وجودك في المستشفى، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)، أو حاصرات بيتا أو مدرات البول. حيث إن تلك الأدوية تساعد القلب من خلال تقليل العبء عليه أثناء فترة التعافي كما من المحتمل أن تساعد في الوقاية من أزماتٍ أخرى. يتعافى العديد من المرضى بالكامل في غضون شهر إلى شهرين. أسأل طبيبك إلى متى ستحتاج إلى الاستمرار في تناول تلك الأدوية بمجرد أن تتعافى، حيث إن العديد منها يمكن إيقافه بعد مدة قصيرة.

لا تساعد الإجراءات التي تُستخدم عادةً لعلاج أزمة قلبية، مثل: وضع البالونات والدعامات، أو حتى الجراحة، في علاج متلازمة القلب المنكسر. فتلك الإجراءات تعالج الشرايين المسدودة، والتي لا تعد سبب متلازمة القلب المنكسر. ومع ذلك، يُستخدم تصوير الأوعية التاجية عادةً لتشخيص السبب وراء ألم الصدر بالضبط.

الوقاية:
هناك احتمال بسيط لتكرار حدوث متلازمة القلب المنكسر مرة أخرى بعد أول نوبة. ليس هناك علاج أكيد للوقاية من حدوث مزيد من النوبات الإضافية; ومع ذلك، يوصي العديد من الأطباء بالعلاج طويل الأمد بحاصرات بيتا أو أدوية مشابهة تمنع الآثار الخطرة المحتملة التي تسببها هرمونات الضغط النفسي على القلب. من الهام لك أيضًا أن تتعرف على الضغوط النفسية التي تقابلك في حياتك وتعمل على إدارتها.

قد يعجبك أيضاً:
دراسة: المسكنات خطر يهدد القلب
كيف تعرف أنك تعانى من مرض القلب؟
كل ما تريد معرفته عن مشكلة “عدم انتظام دقات القلب”!
دراسة: قوة قبضة اليد علامة على صحة القلب!

زر الذهاب إلى الأعلى