التقى نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، اليوم الأحد، أسرةً إماراتيةً اختارت لأطفالها الأربعة على تباين أعمارهم، الدراسة في المنزل.

وتحقق ذلك بفضل مختبر التشريعات الذي أطلقه حاكم دبي أخيراً، أكبر مختبر لتصميم المستقبل بشكل استباقي حيث أصدر المختبر أول ترخيص لإعداد تشريع خاص بالتعلم عن بعد، عقب دراسة وتجربة مشروع “رحال” التابع لهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، ليتم بناء عليه ترخيص إعداد تشريع يسمح بإنشاء مدارس للتعليم عن بعد، واعتماده كوسيلة معترف بها أكاديمياً لاكتساب المعارف، مع اعتماد مخرجات مشروع “رحال” للقبول في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي.
وحرص الشيخ محمد بن راشد في لقائه مع أسرة المواطن الإماراتي عبد الواحد محمد عبد العزيز، على تجاذب أطراف الحديث مع الأسرة التي تعد من أوائل المستفيدين من التشريع الجديد، والتعرف من أطفالها بصورة مباشرة على تجربتهم التي اختارها لهم والدهم في تلقي تعليمهم عن بعد، من خلال الدراسة في المنزل بإشراف والدتهم التي تتولى تنظيم يوم دراسي متكامل لهم على مدار العام، للتأكد من عدم إغفال أي من المعارف والمهارات التي يكتسبها أقرانهم في الصفوف الدراسية التقليدية.
وأكد حاكم دبي، أن حكومة الإمارات حريصة على تذليل أي عقبات قد يواجهها المواطنون بمختلف فئاتهم وأن مختبر التشريعات تم إطلاقه لاستحداث تشريعات جديدة وكذلك تطوير التشريعات القائمة لخدمة مختلف القطاعات الحيوية والمحورية في الدولة، والتشجيع على الاستثمار في القطاعات المستقبلية، من خلال بيئة تشريعية آمنة وبما يدعم “رؤية الإمارات 2021″، و”مئوية الإمارات 2071”.
وحرص الشيخ محمد بن راشد خلال اللقاء، على التعرف على آراء الأسرة الإماراتية التي اختارت التعليم عن بعد كخيار غير تقليدي بإمداد أبنائها بالعلم وإعدادهم بأسلوب غير تقليدي لتلقي المعارف، تمهيداً لالتحاقهم بالمرحلة الجامعية ومناقشة مختلف المواضيع ذات العلاقة بتعليم أبنائهم في المنزل، حيث يقع على عاتق الأم الجزء الأكبر من العملية التعليمية في هذا النموذج سواء من ناحية تحديد المناهج الدراسية وفقا للمناهج المعتمدة دولياً، وتحديد الدروس وفق فترات زمنية معينة، علاوة على تدريس الأبناء.
وأعرب المواطن عبد العزيز وزوجته عن عميق الشكر والامتنان للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لهذه اللفتة الكريمة منه باستقبالهما وأولادهما، وحرصه على الاستماع لتفاصيل هذه التجربة الجديدة التي تخوضها أسرة إماراتية في مجال التحصيل العلمي لأبنائها، مؤكدين أنه يقدم للعالم نموذجاً نادراً في الاهتمام براحة وسعادة شعبه، وهو ما يتضح في حرصه على راحة وسعادة أهل الإمارات، وإيجاد المقومات الداعمة تحقيقاً لمتطلبات الحياة الكريمة للمواطنين وجميع أفراد المجتمع، وبما يتطلبه ذلك من تطوير للقوانين والتشريعات تدعم طموحاتهم وآمالهم.
وأشار الزوجان إلى أن التخوف الأكبر الذي كان لديهما في الحصول على شهادات دراسية معتمدة للأبناء قد تبدد مع مبادرة “رحال” التي جاءت بأسرع من توقعاتهما لتلبية احتياجات أبنائهما، ليتبدل هذا التخوف ويتحول إلى يقين بنجاح التجربة بدعم الدولة وبرؤية قائد ملهم يخط اليوم بطموحاته اللانهائية ملامح مستقبل شعبه.
ويعد “مختبر التشريعات” أكبر مختبر لتصميم المستقبل بشكل استباقي من خلال تطوير آليات وتشريعات المستقبل كالذكاء الاصطناعي والتنقل الذكي ذاتي القيادة وغيرها، وبما يوفر بيئة تجريبية آمنة ومحكمة لهذه التشريعات ومن خلال منصة بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل تجمع بين العاملين في القطاع التشريعي في الجهات الاتحادية والمحلية والخاصة، لمراجعة التشريعات واقتراح حزمة من التشريعات الداعمة للأجندة الوطنية.

ويقدم مشروع “رحال” للطلاب فرص للتعلم عن بعد في المؤسسات الحكومية والخاصة، والمجموعات المجتمعية، وأولياء الأمور، وباستخدام التكنولوجيا الحديثة المتمثلة في منصة تقوم باعتماد المعارف التي يحصل عليها الطالب بصورة رسمية، ما يمكنه من اكتساب مهارات مختلفة والحصول على فرص تعلم متعددة ومعترف بها في نفس الوقت.

شاركها.