مخاوف ليلة الزفاف

مخاوف ليلة الزفاف

مخاوف ليلة الزفاف


أنا مقبلة على الزواج وأخشى من العلاقة الحميمة في ليلة الزفاف والآلام المترتبة عليها.. فما الواجب عليّ في هذه الليلة؟ وكيف أرضي الله عز وجل، وزوجي ونفسي في هذا اليوم…. وشكراً

وسؤال آخر


أنا مقبل على الزواج، وأريد أن أعرف ما يجب عليّ القيام به في ليلة الزفاف، وما آداب الجماع كما فرضها الله -عز وجل- وما الطريقة التي أنال بها قلب زوجة المستقبل وتجعلها دائماً تتذكر هذا اليوم بكل سعادة وارتياح؟.. وهل يمكن ممارسة العلاقة الحميمة بعد فض غشاء البكارة مباشرة أم يجب الانتظار حتى يلتئم الجرح؟

     

الاجابة على السؤال الأول



* أولاً يا آنستي العزيزة ويا صديقتي الغالية أحب أن أكون أول من يبارك زواجك وأدعو لك بالسعادة وهدوء السريرة مع زوجك إن شاء الله..
ثانياً: بالنسبة لسؤالك يا عزيزتي فهذه فرصة لتوضيح بعض النقاط التي تكون خافية على الكثير من الفتايات مثيلاتك، أو تكون مستبدلة بمعلومات خاطئة تعاكس تماماً الحقيقة وواقع الأمور، وسابدأ بالحديث عن كلمة أشرتِ إليها وهي “الآلام المترتبة” على العلاقة الحميمة في ليلة الزفاف.. لقد سردت هذه المسألة وكأنها حقيقة واقعة لا تحتمل أن تكون غير موجودة، ولكن هذه المعلومات غير صحيحة يا فتاتي؛ فالعلاقة الحميمة هي علاقة رومانسية في المقام الأول وهي تتويج لمزيج من المودة والرحمة وأيضاً الحب والرغبة، فماذا أحسن من أن يكون الناتج هذا التتويج الحلال الطيب الذي أسماه رسولنا الكريم بنصف الدين؟!! إن العلاقة الحميمة في ليلة الزواج ليست عقاباً للفتيات كما يظن بعضهن، ولكنها مجرد بداية للتفعيل لوظيفة لم تكن موجودة من قبل فلابد أن تحدث بعض التغيرات الفسيولوجية في الأنسجة المرنة الموجودة في المنطقة التناسلية، ولكنها أبداً لا تصل إلى حد الآلام التي تظنين وجودها وحتمية حدوثها.. ولكني أعود فأقول إن السبب في هذه الاعتقادات هي تلك الإسقاطات الاجتماعية، والتي تفرض على هذه العلاقة -وخاصة في مراتها الأولى- والتي تكسبها هذا الوجه القبيح، بالرغم من كونه غير حقيقي، وعامل آخر يضاف إلى ذلك، وهو تلك الثقافة الشعبية الراسخة، وهي ثقافة الخوف من الحسد! فما من عروس تكون قد مرت بعلاقة سليمـة وسـويـة في هذه الليلة، وتفصح عن ذلك، ولكن -انبثاقاً من هذه الثقافة- لا يمكن أن تفصح هذه الفتاة عن هذه التجربة الإيجابية، وإن أرادت هي الإفصاح منعتها أمها والمقربون منها من ذلك، ونتيجة لذلك يرسخ في ذهن جميع الفتيات أن العلاقة الأولى في ليلة الزفاف عقبة يصعب تخطيها، بل ويعتقد بعض الفتيات –أحياناً- أنها عقبة من المستحيل تخطيها.. أما الحقيقة فليست كذلك إطلاقاً بل هي العكس على طول الخط…
وهنا نحتاج لبعض المراجعة الفسيولوجية والطبية والتي أتمنى أن تستفيدي منها أنت ومثيلاتك من الفتيات اللاتي يوشكن على الزواج، ولتوضيح ما كان دائماً خافيا عنكن فإن عضو التناسل الأنثوي عبارة عن أنسجة انتصابية خارجية، وقناة تناسلية داخلية ذات مدخل خارجي.. هذا المدخل يبلغ قطره في الفتاة البكر حوالي 4 مم، ولكن حول هذا المدخل في الجلد المحيط به ودونه قليلا يوجد الكثير والكثير من النسيج المطاطي المرن، وإذا أردنا تقريب الفكرة للأذهان فلنتصور قطعة قماش مستديرة ثم “تدكيك” الكثير والكثير من أدوار “الأستك” فيها حتى يتراءى للذي يراها أنها لا تصلح أن تتسع لاستيعاب شيء يزيد حجمه على حجمها، ولكن بعد مناظرة فكرة قدرة هذا “الأستك” -والممثل بالنسيج المرن في جسم الإنسان- على الاتساع تصبح الفكرة أقرب إلى الفهم والاستيعاب من ذي قبل..
إذن أين توجد المشكلة؟! المشكلة هي نفس المشكلة التي تواجه أي شخص بدأ في ممارسة الرياضة –مثلاً- بعد سنوات من عدم النشاط الرياضي، فتحتاج الأنسجة العضلية إلى بعض الوقت لتخطي هذه المرحلة الانتقالية من الشعور غير المألوف الذي أصاب هذه العضلات…
أما عن السبيل الذي يجب عليك اتباعه لإرضاء ربك وزوجك يا فتاتي العزيزة فهو ينقسم إلى سبيلين؛ أحدهما روحاني والذي يتمثل في اتباع السنة الشريفة في استهلال الحياة الزوجية بالصلاة والدعاء كما ورد عن النبى (ص)، أما السبيل الآخر فهو علمي، ألا وهو الأخذ بالأسباب العلمية في العلاقة الحميمة مثل إزالة الرهبة من العلاقة، وزيادة فترات المداعبة النفسية والجنسية بين الأزواج، بحيث يحدث التقديم الكافي للمراكز الحسية والغدد الجنسية لضمان الأداء الحسن، والذى يؤمّن قياماً سلساً بالعلاقة الحميمة خالياً مما تعتقدينه من آلام أو معاناه…
أما ما أود أن أختم به نصيحتي لك يا فتاتي العزيزة وعروسي الجميلة فهو أنك يجب أن تُقبلي على العلاقة الحميمة، ولا تدبري ولا تنفري فتكون النتيجة سلبية ومزدراة، على عكس ما يعتقده بعض الفتيات من أن هذه التصرفات تزيدها “غلاوة” عند زوجها.. على العكس يا فتاتي فهذه العلاقة هي علاقة زوجية أي علاقة ثنائية، أي أن مشاركة المرأة والرجل تكون بنسب متساوية من حيث الحق والواجب؛ فاستمسكي بحقك فيها يا فتاتي واعلمي أن الحق، الذي منحك الله إياك، لا يجب أن تهمليه، فإن في إعطائك هذا الحق –قطعاً- حكمة أكبر مني ومنك، فهو خالقك وخالق جميع المخلوقات، وهو الأعلم بهم وبما يفيدهم فحببه إليهم، وما يضرهم فأبعدهم عنه، فهو نعم المولى ونعم النصير.



الاجابة على السؤال الثاني



صديقنا الشاب العزيز… اسمح لي أن أقدم لك تحية كبيرة لسعيك وراء المعلومة من مصدرها الصحيح، وعدم الاكتفاء بالركض وراء ما يقال هنا وهناك، وما يحكيه الأصدقاء والأقارب من تجارب شخصية، ولنقسم رسالتك إلى الأجزاء الصغيرة التي اشتملت عليها حتى نجيب عن أسئلتك الواحد تلو الآخر.
-أما عن آداب الجماع كما فرضها الله -عز وجل- فهي موجودة في جميع الكتب الفقهية المتخصصة والتي من السهل الحصول عليها، وعلى المعلومة المشتملة فيها.
– الطريقة التي تملك بها قلب زوجة المستقبل هي الطريقة التي جاءت في الكتاب “الكتالوج” الرباني الذي نزل من السماء مباشرة من الخالق العظيم على نبينا الكريم “ص” والذي لم يكن يتعدى أو ينطق عن الهوى وإنما عن وحي وعن خلق عظيم، أما عن هذا “الكتالوج” فهو القرآن الكريم والذي يشتمل على جميع “البرتوكولات” الدنيوية ومن بينها بالطبع “بروتوكولات” التعاملات الإنسانية وخاصة المعاملة بين الزوجين على المستويين الحياتي والجسدي، وأبسطها هي المودة والرحمة والتي وردتا في سورة “النور- الآية 21 ” أما إذا أردنا ترجمة هذين السلوكين بلغة هذا العصر فالمودة ستكون الكلام الجميل والمدح والثناء والغزل الدائم فيها، وتقديرك لما تفعله ولما تقوم به، أما الرحمة فهي عدم تكليفها بما تكره أو بما لا تطيق (راجع مقالات الجنس في الإسلام).. بذلك يا سيدي الشاب العزيز ستريح قلب زوجتك وستتيح لها فرصة تفريغ عواطفها الأنثوية الغنية فيك، وستكون هي سعيدة بذلك أكثر من سعادتك الشخصية به، ووقتها، وبغريزة الأنثى، ستجد هي سعادتها في إرضائك وفي التفاني لإسعادك.. فلا ترتكب يا صديقي أخطاء من سبقوك من الرجال أو بعضهم وأقبل على زوجتك وأغرقها بحبك وحنانك وستكون أنت من أول الرابحين من جراء ذلك -بإذن الله-.
-عن ليلة الزفاف والسعي إلى جعلها ذكرى سعيدة تستحضرها أنت وزوجتك بسعادة طوال حياتكما الزوجية السعيدة المديدة فلك أن تتحرى رضاها عن سير العلاقة ومحاولة الإطالة في مرحلة المداعبات مما يساعد على توفير الاستعدادين النفسي والجسدي -راجع الحلقة السابقة-، ولا تجعلها تشعر أن هناك مهمة يجب عليها فعلها ولا أن تشعر أنها مجرد أداة لإرضائك فإن في هذا جرح كبير لكبريائها كأنثى تريد دائماً أن تشعر أنها مرغوبة ومحبوبة، وإن تمنعت فإنها تريد إلحاحاً يضفي على شعورها المزيد من الرضا والكبرياء الأنثوى الذي أكثر ما يرضيه هو الشعور برغبة الزوج، وهو شعور عظيم محبب لكل زوجة ويجب -بناء على ذلك- الاستزادة الدائمة منه

.
-أما عن ممارسة العلاقة الحميمة بعد فض غشاء البكارة، فهي من الناحية الطبية والصحية لا شيء فيها إطلاقاً، ولكن لابد -كما قلت- من تحري رضاء زوجتك من تكرار المحاولة في هذا الوقت، وذلك بسبب الأفكار الراسخة الخاطئة عن مسألة فض غشاء البكارة وأنه جرح غائر، ولابد أن يستغرق وقتاً لحين عودة الأمور لنصابها الطبيعي وبالمناسبة أريد أن أوضح هنا أيضا بعض النقاط والتي تحمل بين طياتها سلوكيات متبعة بشيء من الإصرار، -بالرغم من كونها سلوكيات خاطئة- من هذه السلوكيات جلوس العروس في مياه دافئة بعد فض الغشاء، وهذا سلوك شهير بالرغم من كونه خاطئا للغاية إذ أن المياه الدافئة وسط جيد لنمو الميكروبات الموجودة بالفعل في القناة المهبلية، ولكنها تكون غير ضارة تحت الظروف الطبيعية، وبالتالي فليس من الطبيعي أن نوفر لها نحن الوسط الذي يزيد من نشاطها ويحولها إلى الحالة الضارة، وأحيانا ما يجيب الناصحون: أنه يجب إضافة المطهر إلى هذه المياه الدافئة وهذا بدوره شيء غير نافع، حيث إن هذا المطهر على الجانب الآخر ربما يقضي على جميع أنواع الميكروبات الموجودة في القناة المهبلية، والتي منوط بها أيضاً الحفاظ على الحالة الصحية للخلايا المكونة للغشاء المخاطي للمهبل وحمايتها من غزو الأنواع الضارة من البكتيريا والفيروسات والطفيليات… أما الحل الأمثل لهذه الحالة فهي المياه الجارية بحرارتها العادية (كما تنزل من الصنبور البارد)…
وأخيراً فدعني أقدم لك أرق التهاني بزواجك السعيد -بإذن الله- وجعل ليلة زفافك من أجمل ليالي حياتك، بل أجملها على الإطلاق لك ولعروسك -إن شاء الله-.

زر الذهاب إلى الأعلى