مراحل النمو :
هناك تقسيمات كثيرة لمراحل النمو التي يمر بها الإنسان وتختلف هذه التقسيمات بحسب الهدف من دراستها أحيانا وبحسب الأعمار الزمنية أحيانا أخرى، وبحسب مناحي أخرى مثل النشاط العقلي المتضمن فيها أو النشاط العقلي المتضمن منها، أو النشاط التي تتضمنه الشخصية بأكملها.

مــــراحــــل النمــــو

بياجية Piaget اريكسون Erikson
يقسمها من منظور الأنشطة العقلية في مرحلة حس حركية، ومرحلة ما قبل المفاهيم ومرحلة التفكير البديهي ومرحلة العمليات المحسوسة ومرحلة العمليات الشكلية. يقسمها على أساس النشاط المتضمن في الشخصية ككل من مرحلة سن المهد والطفولة المبكرة وعمر اللعب وعمر المدرسة والمراهقة والرشد وعمر النضج

مراحل النمو في المجال التربوي والتعليمي على النحو الآتي :
1- مرحلة ما قبل الميلاد : من بداية الحمل حتى الميلاد.
2- مرحلة الوليد : من الميلاد حتى نهاية الأسبوع الثاني.
3- مرحلة سني المهد : من نهاية الأسبوع الثاني وحتى نهاية السنة الثانية.
4- مرحلة الطفولة المبكرة :من سن سنتين وحتى ست سنوات (مرحلة رياض الأطفال).
5- مرحلة الطفولة المتأخرة : من السادسة وحتى العاشرة أو الأثني عشر (مرحلة الدراسة الابتدائية).
6- مرحلة المراهقة المبكرة : وتمتد من الحادية عشر أو الثانية عشر إلى سن الرابعة عشر (مرحلة الدراسة المتوسطة).
7- مرحلة المراهقة الوسطي : وتمتد من الخامسة عشر إلى سن الثامنة عشر (مرحلة الدراسة الثانوية).
8- مرحلة المراهقة المتأخرة : وتمتد من الثامنة عشر وحتى سن الواحدة والعشرين (مرحلة الدراسية الجامعية).
9- مرحلة الرشد المبكر : وتمتد من الواحدة والعشرين وحتى سن الأربعين.
10- مرحلة العمر الأوسط : وهي من سن الأربعين وحتى سن الستين.
11- مرحلة الشيخوخة : وهي من سن الستين وحتى الوفاة.
وسوف نذكر على مراحل النمو للمرحلتين (المتوسطة والثانوية) في هذا المجال، ونتناول مظاهر النمو فيها بصورة إجمالية.
عند عرض مراحل النمو في المجال التربوي التعليمي تطرقنا إلى مرحلتين هامتين وهما المراهقة المبكرة :وهي المرحلة السادسة (مرحلة الدراسة المتوسطة – والمرحلة السابعة (مرحلة الدراسة الثانوية) – يتميز بها سمة وهي المراهقة.
تعد المراهقة من أهم مراحل النمو لأنها على درجة كبيرة من الأهمية في التكوين الشخصي للفرد وتتميز خصائص مرحلة المراهقة في الانتقال تدريجياً بالمراهق من مرحلة تتصف بالاعتمادية إلى مرحلة تتصف بالاستقلالية في جميع النواحي استعداداً للعب دور رئيسي في منظومة المجتمع.
المقصود بالمراهقة :
لغويـاً : يرجع لفظ المراهقة إلى الفعل العربي (راهق) ويعني الاقتراب من كذا.
فراهق الظلام فهو مراهق أي قارب الأحلام ورهقت الشيء رهقأ قربت منه والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج.
أما في علم النفس : فاصطلاح المراهق يعنى مرحلة الابتعاد عن الطفولة والاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي ولكن ليس النضج نفسه لأن الفرد لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 9 سنوات أما الأصل اللاتيني للكلمة فيرجع إلى كلمة Adolescere وتعني التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي والعاطفي والوجداني والانفعالي وهذا يبين حقيقته هامة وهي أن النمو تدريجي ومسمر ومتصل ولا يكون الانتقال مفاجئاً.
متى تبدأ مرحلة المراهقة ؟ ومتى تنتهي ؟
تبدأ مرحلة المراهقة في أوقات مختلفة ويصعب تحديد نهاية لها، إلا أنه قد تم التعارف بين علماء النفس على حدود تلك المرحلة وهي :
بالنسبة للذكور (تبدأ من سن 12 – 21 سنه).
بالنسبة للإناث (تبدأ من سن 13 – 22 سنه).
والجديد بالذكر إن المراهقة مرحلة تبدأ بشكل بيولوجي (عضوي) وهو البلوغ ثم تكون في نهايتها ظاهرة اجتماعية حيث سيقوم المراهق بأدوار أخرى غير ما كان عليه من قبل متأثرة بعوامل النمو البيولوجي والفسيولوجي والمؤثرات الاجتماعية والحضارية والجغرافية. فقد تبدأ في منطقة جغرافية معينه وفق نسق اجتماعي معين عند عمر التاسعة وتستمر إلى التاسعة عشرة تقريباً، فقد تبدأ في منطقة أخرى مختلفة مناخياً وحضارياً إلا عند الثالثة عشرة تقريبا وقد تصل إلى ما بعد الواحدة والعشرين من العمر، ويختلف الذكر عن الأنثى.
أنواع النمو للمرحلتين (المتوسطة – الثانوية) :
تتسم المرحلتين المتوسطة والثانوية بقرب شديد بينهما كما تصل إلى تشابه كبير لا يتم الفصل بينهما إلى في أدق حالاته. ولهذا سيتم عرض أنواع النمو بشكل عام للمرحلتين.
النمو الجسمي :
يتميز بسرعته الكبيرة ويغلب على عملية النمو عدم الانتظام في أجزاء الجسم المختلفة مما يوجد حالة من القلق والتوتر لدى المراهق ومن ثم فقدانه الاتزان الحركي ويظهر ذلك في سقوط الأشياء من يديه ويزيد من النقد الموجه له من قبل الآخرين. كذلك تظهر البثور على وجه المراهق وبعض أجزاء جسمه بسبب اضطراب أمزارات العدد كما أن حالته الصحية تتراجع وذلك للجهد والطاقة المبذولة وحالة النمو السريع وقلة ما يقابلها من الرعاية الصحية والتغذية الجيدة مما يسبب أحيانا الإصابة بفقر الدم.
النمو العقلي :
تتميز مرحلة المراهقة بصفة عامة، بتمايز ونضج في القدرات العقلية، وفي هذه المرحلة تهدأ سرعة نمو الذكاء فيصل إلى اكتماله في الفترة من 15/18 سنه وتزداد القدرة على التخيل المجرد ويعبر عنه المراهق في الرسم ونظم الشعر بالإضافة إلى أحلام اليقظة، ويميل المراهق إلى التعبير عن نفسه وتسجيل ذكرياته في صورة مذكرات أو خطابات أو قصة.
النمو الانفعالي :
تكون انفعالات المراهق بالاندفاع وعدم الضبط أيضا تتصف بعدم الثبات والتقلب وقد يغلب على المراهق الإحساس بالذنب والخطيئة نتيجة مشاعره الجديدة خاصة فيما يتعلق بالجنس، وتستمر الانفعالات لدى المراهق قوية حتى نهاية المراهقة وحيث تتطور مشاعر الحب والميل إلى حيل الدفاع عن ذاته لحفظ التوازن بين القوى الداخلية المحركة والضغوط الخارجية الضاغطة على سلوكه من هذه الحيل :التبرير، النكوص، الكبت والعدوان.
النمو الجنسي :
يبدأ النضج الجنسي بنضج الغدد التناسلية، ومن ثم الاستجابة للمثيرات الجنسية، ثم الاهتمام بالجنس الآخر وبناء العلاقات العاطفية والاهتمام بكل ما يتعلق بالجنس الآخر ونظرا لما لهذا الجانب من أثر في حياة المراهق ومن صور اكتماله بالنسبة للذكور التعبير الفسيولوجي تبدأ بالبلوغ على صورة القذف. بالنسبة للإناث التغير الفسيولوجي تبدأ بالبلوغ على صورة الحيض.
النمو الاجتماعي :
علاقة المراهق بالمجتمع ودوره فيه لذلك يبرز لديه الشعور بالمسئولية الاجتماعية والسعي نحو الاستقلال الاجتماعي (المهنة والزواج) الميل إلى مساعدة الآخرين، الانضمام إلى المجموعات والزمر، الميل إلى الزعامة الاجتماعية مستخدما قدراته لتحقيق هدفه والتفوق، الميل إلى التمرد على سلطة الكبار انتقاد الوالدين والراشدين، يسعى للتمدد من سلطتهم، ازدياد الوعي الاجتماعي والرغبة في الإصلاح والتغير في المجتمع ولو بالعنف.
خصائص النمو للمرحلتين (المتوسطة – الثانوية) :
1- التغير الجسمي وعدم الانتظار في أجزاء الجسم المختلفة والتقدم نحو النضج الجسمي.
2- التقدم نحو النضج الانفعالي، عنف الانفعالات والمبالغة في الردود.
3- عدم الثبات في السلوك ما بين سلوك الأطفال وتصرفات الكبار.
4- الخجل والميل إلى العزلة والانطواء بسبب عدم الثقة بالنفس، ضعف العلاقات الاجتماعية.
5- أحلام اليقظة والخيال الخصب كثرة الأحلام وطولها عند بعض المراهقين، كثيرة الأفكار والخواطر والتصورات لديهم مما يساعد على طول فترة الأحلام وهذا يؤدي إلى صرف المراهق عند إنجاز الأعمال الهامة وخاصة الدراسة وهو كثير من الطاقة فيما لا فائدة منه.
6- الحب وهو من أهم الخصائص الانفعالية فالمراهق يحب الآخرين وتحتاج إلى حبهم ويظهر هنا الميل نحو الجنس الآخر.
7- الغضب والثورة والتمرد على مصادر السلطة من الأسرة والمدرسة والمجتمع ويزداد هذا السلوك في حالة وجود شعور بعدم تقبل المراهق والموافقة على سلوكه وإنكاره ورغبة منه في الاستقلال.
8- المستوي الشخصي وهو ما يدور حول شخصية المراهق ومعالمها وحدودها حيث يبدأ فيها مرحلة البحث عن الذات وتحديد الهوية والاهتمام بالمظهر الشخصي، التشبه بالشخصيات المشهورة، اتساع نطاق الاتصال الشخصي، الميل إل انتقاء الأصدقاء.
9- المستوي الفكري يكثر الكلام عن المدرسة والنشاطات والمواعيد والطموحات، تتفتح الميول الأدبية والفنية والعلمية.
10- التقدم نحو النمو الجنسي.
11- التقدم نحو النضج العقلي (تعرف الفرد على قدراته وإمكاناته والتأكد من حدودها).
12- التقدم نحو النضج في توجيه الذات وتحمل المسئوليات.
13- اتخاذ فلسفة في الحياة لمواجهة الحاضر والتخطيط للمستقبل.
وقد أثبتت الدراسات أن المراهقة مرحلة نمو عادية وأن المراهق لا يتعرض لازمة من أزمات النمو ما دام هذا النمو يسير من مجراه الطبيعي وهو مرحلة البحث عن الذات إلا أن الكثير من الدراسات التي أجريت بينت أن ما يصادفه المراهق إحدى الحلقات من دورة النمو النفسي تتأثر بالحلقات السابقة وتؤثر بدورها في الحلقات اللاحقة لها. ومما يساعد على الهدوء والاستقرار في مرحلة المراهقة أن يكون للدين دورة وأثره الواضح والايجابي في حياة المراهق خاصة عندما تتغلغل العقيدة في النفس فإنها تدفعها إلى التزام السلوك السوي وتشعر الفرد بالأمان والثقة والوضوح.
هناك خمس أوضاع يمر بها المراهق :
1- الصراعات النفسية التي تصبه أثناء محاولته الاستقلال وتحمل المسئولية وترك حياة الاعتمادية والمساندة والدعم من قبل الأسرة.
2- الضغوط الاجتماعية (الخارجية) : التفكير المستقل، اختيار المهنة، اتخاذ القرارات، تحقيق الذات مع مراعاة أن يكون ذلك ضمن دائرة المعايير الاجتماعية والدينية.
3- الاختيارات والقرارات، اتخاذ قرارات فيما يتعلق بالتعليم والمهنة والزواج.
4- ظاهرة البطالة كما يسميها جيرسيليد وهي البطالة الاقتصادية بسبب الاعتماد على الآخرين والبطالة الجنسية كونه مؤهل جنسيا إلا أنه ممنوع من ممارسة الجنس إلا في الحلال شرعاً وبعد أن يستطيع الباءة.
5- الخلط في أذهان الكبار (الوالدين والمربين) فيما يتعلق بمفاهيم السلطة والحرية والنظام والطاعة وغيرها من المفاهيم واختلاف وجهات النظر بينهم وبين المراهق بخصوصها.

من كتاب

خصائص النمو للمرحلتين
المتوسطة والثانويةومتطلباتها

دولة الكويت وزارة التربية

شاركها.