معاناة الحامل في الاشهر الاولى
تحدث معاناة الحامل في الاشهر الاولى من الحمل، ومن أهم هذه المعاناة آلام وتقلصات مختلفة متفاوتة الحدة تنتابك في اليوم. هذا ما يسمى بالعلامات “الحميدة” (الاسم يبدو غريبا تماما، لأن عدم الراحة ليس حميدا البتة!) في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يتعلق الأمر غالبا بتوتر و آلام على مستوى الصدر و البطن، إضافة للغثيان والقيء، وزيادة التبول، و آلام في مناطق مختلفة ووفرة في اللعاب.
في الثلاثة أشهر الثانية والثالثة تظهر حرقة، و تشنجات وآلام الظهر والإمساك و حتى البواسير. لا نجد هذه الأعراض كلها بالضرورة لدى جميع النساء الحوامل، كما أنها تختلف في حدتها من امرأة إلى أخرى، ولا يمكن التخلص منها، ولكن بعض النصائح يمكن أن تحد من حدتها.
من المهم الاحتراس من شرور أعراض الحمل هذه، لأنها يمكن أن تسبب تجارب سيئة للأم، وتحد من حيويتها وجودة حياتها بشكل عام.
معاناة الحامل في الاشهر الاولى
الغثيان
هو بشكل عام مزعج ، خاصة في الربع الأول من الحمل بسبب ارتفاع إفراز الهرمونات، و قد يكون مصحوبا بالقيء. الغثيان نادرا ما يتجاوز الأسبوع 20 من الحمل.
عموما يهدأ الغثيان بعد أول وجبة، لذلك فإنه من المستحسن لكي أن تكلي في أقرب وقت ممكن بعد الإستيقاظ. تجنبي الأطعمة أو الروائح التي تلهم الإشمئزاز (التدخين، والطبخ والقهوة والعطور…). ويوصى أيضا بتقسيم الوجبات على فترات. وينبغي عليك أيضا أن تقللي من التوتر والإجهاد، وعوامل تفعيل هذه الاضطرابات في الجهاز الهضمي.
يمكن استخدام الوخز بالإبر الصينية و اليوكا، و يكون ذلك فعالا في الحد من هذه الاضطرابات. قد توصف لكي بعض الأدوية من قبل الطبيب أو القابلة.
حرقة المعدة
يمكن أن تبدأ في وقت مبكر من الحمل لتزيد مع مرور الشهر. البروجستيرون يؤثر على عضلات الجهاز الهضمي ويعزز من الإفرازات المعدية، نمو الطفل (اكتسابه للوزن) يساعد أيضا في ظهور الحرقة.
صعود العصارة المعدية يكون أيضا شائعا، وخصوصا في الربع الثالث من الحمل بعد أن الأكل أو الإستلقاء، وعادة ما تتراجع تلقائيا بعد الولادة.
تدابير بسيطة يمكن أن تقلل من صعود العصارة المعدية: من المستحسن تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والدهون، والسكريات، والبن والشاي والصلصات. و يجب عليك أن تقسمي الوجبات، وتجنبي الإستلقاء بعد تناول الطعام مباشرة. و بطبيعة الحال: لا تستهلكي قطرة كحول واحدة أثناء الحمل.
في الليل ، يستحسن أن تنامي في شبه وضعية الجلوس. و في حالة الضرورة العلاج قد يتم وصفه لكي من قبل الطبيب أو القابلة.
فرط إفراز اللعاب
هو إفراز اللعاب بوفرة… في بعض الأحيان بكميات وفيرة جدا، تصل إلى 2 لتر في اليوم! هذا يمكن أن يسبب الغثيان والقيء. هذا الإزعاج غالبا ما يكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويختفي تلقائيا بعد الولادة. لا يوجد علاج لهذه الحالة.
الإمساك
شائع أثناء الحمل، وخصوصا في الثلاثة أشهر الثانية والثالثة. انخفاض إفراز البروجسترون وقلة النشاط البدني وضغط حزام البطن، كلها عوامل تساهم في ظهور هذه المشكلة التي تعد أصلا أمرا شائعا جدا لدى النساء. بعد الوضع، العودة إلى الحياة الطبيعية تكون عادة بعد 2-3 أشهر.
أفضل سلاح هو النشاط البدني واتباع نظام غذائي ذو نسبة عالية من الألياف والفاكهة والخضروات. ومن المستحسن شرب 2 لتر من الماء يوميا، وإذا أمكن شرب ماء غني بالمغنيسيوم.
ويساهم”الكسل” في الجهاز الهضمي ونمو الرحم أيضا في ظهور الانتفاخات. تجنبي الأطعمة مثل الكرنب والمواد الحليبية ,وللتقليل من الانتفاخات اطلبي الكربون النشيط من صيدليك.
المشي سيرا على الأقدام عدة دقائق (20) يوميا قد يساعد في حركة الأمعاء. في بعض الحالات ، قد يوصف لك زيت البارافين أو الجليسرين.
تذكري أن العلاج متوفر فلا تتواني عن استشارة طبيبك, واعلمي أن طب الأعشاب يعطي أيضا حلولا ناجحة جدا لهذه المشكلة بل وأفضل بكثير من الطب العصري.
البواسير
هي نتاج تمدد الأوعية الدموية في فتحة الشرج. هذا مؤلم جدا، وهي ناجمة عن الحمل أو الولادة. يفسر هذا أثناء الحمل بوجود اتجاه إلى الإمساك، وضغط الرحم والتغيرات الهرمونية.
ويتلخص العلاج الأمثل في مكافحة الإمساك عن طريق النظام الغذائي المناسب (الألياف والخضار والحبوب والخبز الكامل…). و من المستحسن عدم عرقلة خروج الريح أو الضغط بحبس الأنفاس للتغوط.
عادة، البواسير التي تقع أثناء فترة الحمل أو الولادة تختفي في غضون ستة أسابيع بعد الولادة. يمكن وصف العلاج إذا لزم الأمر.
الهبات الساخنة والتعرق
وهي إزعاج شائع. إذا استحالت إزالتها، يمكن اتخاد احتياطات معينة (تجنب الأطعمة الغنية بالتوابل، والبن والشاي ويفضل اللباس الخفيف واستعمال الملابس القطنية، والنوم في غرفة مهواة).
التهاب المسالك البولية
العوامل الميكانيكية والتهيجية تعزز هذا النوع من العدوى. من بوادره الأولى (حرق وألم شديد أثناء و بعد التبول، رغبة قوية في التبول دون إخراج الكثير من البول)، قد يتفاقم التهاب المسالك البولية ويمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة لذلك احرصي على استشارة الطبيب.
نوصي بشرب الكثير من الماء كإجراء وقائي.
الإلتهابات المهبلية
هذه هي الإصابات الأكثر شيوعا أثناء الحمل، هذا الأخير إضافة للتغيرات الهرمونية تعزز نمو الجراثيم على مستوى المسالك التناسلية. تتجلى هذه العدوى عن طريق إفرازات مهبلية كريهة الرائحة التي قد يكون لها لون أبيض أو أبيض يميل للصفرة. استشيري طبيبك عند بداية ظهور الأعراض.
تذكري أن النظافة الشخصية هي أفضل وقاية (استخدام منتجات النظافة الشخصية، والتركيز على الملابس الداخلية القطنية مائة بالمائة.
ألم الثدي
تحت تأثير الهرمونات، يزيد حجم الثديين ويتمددان. الآلام تكون حادة بشكل خاص في مرحلة مبكرة من الحمل، وتظهر مرة أخرى في أواخر الحمل.
لشعور أكثر بالراحة، يجب علينا أن نكيف حجم حزام الثديين ليتلاءم مع كبرهما. ويمكن تطبيق كمادات أو جبائر من الطين في الصدر لتخفيف الألم.
آلام الظهر
هذا هو السبب الرئيسي للألم لدى النساء الحوامل. ويمكن تفسير هذه الظاهرة بالانحناء الناتج عن زيادة حجم الرحم ، وتهاون وضعف الروابط المفصلية لتسهيل الحمل وكذلك زيادة الوزن.
أثناء الحمل، يمكن أن تسوء الاضطرابات (على مستوى الظهر) الموجودة من قبل، يمكن وصف العلاج الطبيعي في بعض الحالات. ويمكن أيضا استخدام الوخز بالابر، دورات للإعداد للولادة قد تساعد أيضا النساء اللواتي يعانين من مشاكل في الظهر، بتصحيح إمالة الحوض على سبيل المثال.
تظهر هذه الآلام في معظم الحالات في الثلاثة أشهر الثانية وتختفي بعد الولادة. لمنعها ينصح القيام بتمارين إمالة الحوض، والسباحة، والنوم على فراش صحي.
Lacomme متلازمة
إنها آلام شائعة تحدث أساسا في الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل. وتظهر في أسفل البطن، وقد تنتقل إلى جميع أنحاء البطن و أسفل البطن وعند الفرج. وينتج ذلك نتيجة انتفاخ مفاصل الحوض ما يجعل المشي صعبا مع شعور بثقل الحوض.
الألم يختفي في غضون 48 ساعة بعد ولادة الطفل. ويتكون العلاج من الراحة التامة، مع مضادات الألم (باراسيتامول)، وربما المغنيسيوم.
متلازمة النفق الرسغي
وتتميز بوخز وتنميل في الأصابع، وفقدان القوة العضلية في الرسغ واليد المصابة. وهدا ناتج عن انضغاط العصب في النفق الرسغي لليد.
و هو ناجم عن احتباس هام للماء ة خلال فترة الحمل. حوالي 20 ٪ من النساء الحوامل يعانين من هذه الأعراض. عموما هذه الأعراض غير السارة تختفي بعد الولادة.
اضطرابات الدورة الدموية
زيادة الوزن وظاهرة ضغط الرحم على الأوعية الدموية للبطن تعزز هذه المشاكل. ألم وثقل على مستوى الساقين، ظهور و زيادة التوسعات على مستوى الأوعية الدموية المتضررة و التي تصبح زرقاء اللون، وانتفاخ الأطراف السفلية، وهذه جميعا شرور ناتجة عن فشل وضعف على مستوى الدورة الدموية.
ويتكون العلاج أساسا في تجنب ركود الدم (الناتج عن الوقوف لفترات طويلة، والتعرض للحرارة، والحمامات الساخنة جدا، ملابس ضيقة ) والمشي والسباحة.
تغييرات على مستوى الجلد
الإلتئامات البيضاء أو علامات التمدد:
إنها “شقوق” الطبقات العميقة من الجلد ما يترك ندبات دائمة. هذا يختلف حسب النساء، ولكن يعزى ظهور علامات التمدد إذا زيادة مهمة في الوزن.
البشرة الفاتحة أو الشقراء يعزز ظهور هذه الظاهرة. الحليب المرطب و الكريمات قد تساعد، ولكن ليس هنالك منتوج فعال 100٪. ويمكن استخدام زيت اللوز الحلو، وهو أرخص بكثير لعلاج علامات الامتداد.
قناع الحمل:
إن الزيادة في هرمون الكورتيزول في الدم هو الذي يسبب فرط تصبغ الجلد والمسمى قناع الحمل. ليس موجودا في جميع النساء الحوامل وحدته متغيرة.
بعد الحمل، قد يختفي التصبغ. ويمكن معالجته مع متابعة و رعاية خاصة من طبيب الأمراض الجلدية.
اضطرابات النوم
المرأة الحامل عرضة لكثير من الأحيان للأرق والرغبة في النعاس. الحمل ينطوي على كثير من الاضطرابات الجسدية والنفسية، وهذه الاضطرابات طبيعية وغالبا ما تختفي في الربع الثاني للحمل.
ومع ذلك، فإنها غالبا ما تعود إلى الظهور أثناء الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل بسبب حجم البطن الذي يعيق النوم، التشنجات، تقلصات الرحم حركات الجنين.
بالإسترخاء و اليوغا، والحمام يمكن التغلب على هذه المشاكل.
