معلم أناموريوم العتيق على ساحل البحر المتوسط جنوب تركيا

تحتوي تركيا على عدد من المعالم الفريدة جدًا ترجع لحضارات قديمة وعصور متعددة سواء حضارات ما قبل التاريخ وحضارات العصور الحجرية والنحاسية والحديدية أو عهود الحضارة قبل الميلاد وعهود المسيحية انتهاء بالعهود الاسلامية كل من تلك الحضارات تركت بصمتها داخل تركيا وخلفت وراءها عدد من المعالم الفريدة للغاية

من ضمن أهم المعالم الفريدة الأعجوبة أناموريوم أنتيك كينتي ، تقع هذه المنطقة  في أورين  Ören التابعة لولاية مرسيت في الجنوب التركي تطل على البحر الأبيض المتوسط تعرف تلك المنطقة أناموريوم بأنها كانت مهد لعدد من الحضارات القديمة هي مكان تاريخي وأثري قديم له إطلاله هائلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط ، تتميز المنطقة بالرائحة المنعشة بسبب وجود أزهار الأقحوان وشقائق النعمان الجميلة .

يرجع تاريخ تواجد هذه المنطقة منذ القرن الرابع قبل الميلاد، حسب الكتابات التي تم العثور عليها و يرجع اكتشاف هذه المنطقة للكولونيل الفرنسي فرانسيس بيفور” (Francis Beaufor) في القرن التاسع عشر حيث كان يقوم بجولة استطلاعية بالمنطقة  حول البحر المتوسط وقام عدد من الباحثين بجولات وبعمل أبجاب تجربية وعملية منها العالمة الكندية إليزابيث ألفودي روزينباوم، من جامعة تورنتو عام 1960 م و البروفيسور جيمس روسيل الذي قام بأعمال الحفر عام 1998م  ، وتتألف جغرافية المنطقة من قسمين علوي وسفلي حيث تسحر كل الناظرين لها بجمال الأطلال المتبقية سواء بقايا الأسوار والحمامات ويوجد بها مسرح غير مكتمل بعرض 60 متر و يوجد بها مدرج يتسع لحوالي 900 شخص تقريبًا.

تم بناء هذه الأسوار في القرن الأول قبل الميلاد و تم دخولها تحت سيطرة مملكة الكومانجيين ما بين 38-72 قبل الميلاد تقترب المنطقة من قبرص و قام الرومان باستخدامها كقاعدة من أجل تدعيم الحكم الروماني في المنطقة وبعد ذلك دخلت المدينة تحت حكم العرب الساسانيين حتى القرن الثامن عشر ودخلت بعدها لسيطرة السلاجقة و كانت المنطقة من أكثر مناطق كيليكيا تحصينًا بسبب الأسوار العالية والمنيعة التي كانت تحيط بها في العهود القديمة، بسبب قرب المدينة من ساحل البحر وارتفاعها الطفيف جدًا عن سطح البحر .

يوجد اليوم بقايا القناطر الحجرية والأبنية التي كانت تتكون من طابقين وعدد من بقايا الكنائس والمقابر المتهدمة ، ويوجد أيضًا داخل المنطقة متحف أنامور الذي يضمن جميع الآثار المستخرجة من باطن الأرض بالمنطقة ، أيضًا تمتاز المنطقة بالطبيعة الساحرة والمشاهد الطبيعية الخلاب التي تطل على ساحل البحر يمكن القيام بنزهة جميلة مع العائلة لو كنت من محبي الأماكن الطبيعة بجانب الأماكن التاريخية .

أما لو كنت من مصوري ومحبي التصوير الفوتوغرافي فهي فرصة مميزة للقيام بجولة تصورية داخل المكان حيث تستطيع التقاط صور تجمع بين عبق وسحر الماضي مع الأماكن السياحية الطبيعية الخلابة ، يوجد سلسلة من المطاعم البحرية على ساحل البحر بعد الاستمتاع بجولة ترفيهية وأثرية بالمكان يمكنك الجلوس فيها لتناول الأسماك المطهيه على الطريقة التركية الشهية ، لا تسنى زيارة مدينة مرسين ميناء تركيا المطل على سواحل البحر الأبيض هي من المدن التركية المزدحمة تستضيف مرسين عدد من المهرجانات الصيفية كل عام تتميز بالمناخ الحار جاف صيفًا والبارد والرطب شتاءًا و تتميز بالمطبخ المبدع من آكلات الكبد ونقائق السجق والجزرية وعصير اللفت والتنتوني والكنافة والأسماك وأطباق الروبيان وكما أن لها ثقافة مختلفة عن أنقرة واسطنبول ، يوجد بها عدد من الشواطئ البحرية النظيفة والفريدة و تتميز بالرمال البيضاء الناعمة ومياه البحر الزرقاء وأيضًا بها عدد من المعالم السياحية الفريدة التي ترجع لحضارات الرومانية والبيزنطية

 

زر الذهاب إلى الأعلى