محتويات

مقام إبراهيم

وهو الحجر المقام مكان موطأ وأثر قدمي سيدنا إبراهيم عليه السلام، والذي ظهر خلال قيام الخليل وابنه إسماعيل بتنفيذ أمر الله عز وجل لهما برفع قواعد البيت الحرام، وعندما انتهوا من بنائها، أنزل الله إليهما يواقيت من الجنة وهي الحجر الأسود والمقام، حيث وقف سيدنا إبراهيم على الحجر، وغاصت قدماه لتترك ذكرى أثره عليه، وفي حديث عن الرسول رواه الترمذي أنه قال (الركن والمقام ياقوتتان من الجنة طمس الله نورهما ولولا ذلك لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب)، وبقي مقام خليل الله ملاصقاً للكعبة الشريفة منذ القدم، وسنقدم معلومات عن مقام إبراهيم في هذا المقال.

معلومات عن مقام إبراهيم

  • عندما فتح النبي علية الصلاة والسلام مكة بالسنة الثامنة للهجرة، كان مقام إبراهيم ظاهراً للناس، إلا أن كثرة لمسه بالأيدي، أدى لحدوث تغيير بمكان أثر قدمي سيدنا إبراهيم ومسحها، وبعد أن نزلت الآية الكريمة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) على رسول الله، قام عليه الصلاة والسلام بتغيير مكانه وأبعاده لمسافة عشرة أمتار عن الكعبة، وذلك حتى يسهل على الحجاج الطواف والصلاة خلف المقام، وهنالك رواية تقول بأن من قام بإزاحته هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب خلال إمرته.
  • وصف عمّ النبي (أبو طالب) مقام إبراهيم بقصيدته المعروفة اللامية قائلاً: وموطئ إبراهيم في الصخرة رطبةٌ … على قدميه حافياً غير ناعلِ
  • أكدّ الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه عن وجود أثر الخليل ورؤيته له بقوله (رأيت المقام فيه أصابعهُ عليه السلام، وأخمص قدميه، غير أنه أذهبه مسحُ الناس بأيديهم).
  • روى ابن جرير عن قتادة أنه نزلت على النبي الآية الكريمة (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى)، والتي نزلت لتوضّح للناس بأنهم اٌمروا بالصلاة عنده، وليس بالتمسح به.
  • جاء بتفسير للشيخ ابن عثيمين بأن مقام سيدنا إبراهيم ثابت، ولكن أثر قدميه قد مُسح وزال منذ القدم، وأنه تم الحفر مكان الأثر لتبقى علامة لموضع قدمي الخليل عليه السلام، ولم يؤكد هذا التفسير أو يجزم بتحديد موضع الأثر القديم.
  • يعد مقام إبراهيم من معجزات الله عز وجل للناس على الأرض، لقوله تعالى (فيه آيات بينات مقام إبراهيم).
  • بيّن التاريخ الإسلامي بأن أول من قام بتغطية مقام إبراهيم عليه السلام هو الخليفة العباسي (المهدي) في عام (161) هجرياً، ليقوم بعده الخليفة (المتوكل) في عام (236) هـ بالزيادة عليه وصبّه بالذهب والفضة، وذلك لتقوية رخواته وليونته.
  • أمر ملك السعودية الملك فيصل بنن عبد العزيز في (1387)هـ، بإجراء توسعة للحرم، وبتركيب بلورة من الزجاج لمقام إبراهيم، وفوقها غطاء نحاس، وجرى تجديده وترميمه في عام (1417) هـ ، وخلال عهد الملك فهد بن عبد العزيز 1387، غُطي بالنحاس المذهب وفوقه زجاج مقاوم للكسر والحرارة، ولا زال لوقتنا هذا خادم الحرمين الشريفين والحكومة السعودية تتفانى بتقديم الرعاية وأفضل الخدمات لبيت الله الحرام وحجاجه.

 فضائل مقام ابراهيم

  • أمر الله ورسوله باتخاذ مقام إبراهيم للصلاة والعبادة في موسم الحج والعمرة، لقوله تعالى:( وَإذ جَعَلنَا البَيتَ مَثاَبًة للنَّاسِ وَأَمناً واَّتخذُوا مِن مَّقَام إبرِاهيمَ مُصَلَّى وَعَهدنا إلِى إبِراهيمَ وأسمعيِل أَن طهّرَا بَيتَي للّطائفِينَ والعَكِفينَ والرّكَّع والسُّجُودِ) البقرة: 25.
  • يعد مقام إبراهيم ياقوتة من يواقيت الجنة، وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال: “أنشد بالله ثلاثاً ،ووضع أصبعه في أذنيه ، لسمعت رسول الله  صلى الله عليه وسلم وهو يقول: (إن الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة، طمس الله نورهما، ولولا أن الله طمس نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب).
  • بعض الفقهاء فسروا الحكمة من طمس أثر سيدنا إبراهيم، ليكون تأكيداً على أن الإيمان بالله غيبياً وليس عينياً، واستحضاراً لعظمة الله ومعجزاته بالقلوب المؤمنة بقدرة الله عز وجل وحكمته.

شاركها.