مغردون: إذا كان لتركيا تسجيلات تمهد لمقتل خاشقجي فلماذا لم تسارع لإنقاذه؟

تواصل تركيا إطلاق التصريحات المثيرة للتساؤل والريبة في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في الثاني من أكتوبر الماضي.

وقالت أنقرة إنها تمتلك تسجيلاً صوتيًّا لأفراد الفريق السعودي أثناء اجتماعهم قبل وصول خاشقجي إلى مقر القنصلية بـ15 دقيقة. وتشير هذه التسجيلات ـ بحسب الرواية التركية ـ إلى أنهم يخططون لمقتل خاشقجي عندما يصل للقنصلية.
وأثارت التصريحات التركية اللغط والجدال في مواقع التواصل الاجتماعي التي اتفق المغردون فيها على أن تركيا تمارس دورًا غير واضح في قضية خاشقجي منذ البداية بهدف إطالة عمرها من جانب، واتخاذها ذريعة للضغط على جهات التحقيق في السعودية من جانب آخر. موضحين أن هذا الدور لم يعد مقبولاً بعد اليوم، خاصة أنه يتعمد إثارة البلبلة حول عملية القتل وتفاصيلها، ويعطل مسار التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في السعودية.
ويراهن مغردو “تويتر” على أن تركيا لا تمتلك مثل هذه التسجيلات، وأن ادعاءها بذلك محض كذب وافتراء و”هرطقة” سياسية، لا تخلو من استعراض عضلات بأن لديها جهاز مخابرات عالميًّا.
ومن جانبه قال أحد المغردين: “لو افترضنا جدلاً أن تركيا تمتلك مثل هذا التسجيل فهي لا يمكن أن تكشف عنه أبدًا؛ لأنها في هذه الحالة تؤكد أنها كانت على علم مسبق بالتخطيط لمقتل خاشقجي، ومع ذلك لم تتحرك لمنع الجريمة قبل حدوثها؛ ما يعني أنها شريكة ومؤيدة وداعمة لعملية القتل”.
وقال آخر: “إن التسجيل الصوتي الذي تدعي تركيا أنها تمتلكه ـ إذا كان صحيحًا ـ يعني أن السلطات التركية تتنصت على القنصليات والسفارات الأجنبية، وإذا كان هذا الأمر صحيحًا فستكون السابقة الأولى من نوعها في العالم أن تتنصت دولة على السفارات العاملة فيها، وتعترف بذلك علنًا”.
ووجهت النيابة العامة السعودية أمس الأول التهم إلى 11 شخصًا من الموقوفين في قضية اغتيال جمال خاشقجي، وطالبت بإعدام من أمر وباشر الجريمة، وعددهم خمسة أشخاص، وإنزال العقوبات الشرعية على البقية.
في الوقت نفسه ادعت أنقرة أن لديها تسجيلات صوتية، توثق عملية قتل خاشقجي؛ ما دعا النيابة العامة السعودية لتجديد مطالبتها السلطات التركية بتزويدها بالأدلة والقرائن التي لديها. كما نادت النيابة بتوقيع آلية تعاون خاصة بهذه القضية مع الجانب التركي للتزويد بما تتوصل إليه التحقيقات من نتائج وفقًا لأحكام النظام.
ولقيت الدعوة السعودية تأييدًا عالميًّا كبيرًا؛ إذ طالبت أصوات عدة أنقرة بالكشف عما لديها من أدلة وقرائن تدعم أو تتعارض مع ما تم التوصل إليه من نتائج في الرياض.
وتتجاهل تركيا الدعوات للإفصاح عن الأدلة التي تدعي أنها تمتلكها، فيما يرى محللون أن هذه التسجيلات – إن صحت – تدين أنقرة قبل أي جهة أخرى، مؤكدين أن تركيا ستكتفي خلال المرحلة المقبلة بإطلاق التصريحات المثيرة للريبة فقط دون أن تكشف عن حقيقتها.

زر الذهاب إلى الأعلى