مفهوم الصحة النفسية ومظاهرها المختلفة أصبحت احد اهتمامات العديد من الأفراد في العصر الراهن لما لها من تأثيرات مباشرة على الحالة النفسية للأفراد في المجتمعات وبالأخص أن علم الصحة النفسية يتعامل مباشرة مع السلوك والصفات الرئيسية للحالات السوية والغير سوية ويحلل ويفسر كل ما تحويه من عوامل وأسباب ومؤشرات حيث أن الإنسان وكيانه النفسي لا يزال بؤرة مظلمة بالنسبة للعلماء لم يصلوا إلى كل مواطنها وجوانبها ويظهر كل يوم جديد في علم النفس والصحة النفسية وبالأخص مع التطور العلمي والتكنولوجي الذي نوكبه في العصر الحالي وهو ما زاد من أفق الطموح لدى الإنسان ورفع حدود التنافس والتفوق وظهرت الخلافات والتغيرات النفسية بالإضافة إلى اختلاف الخلفيات الثقافية والحضارية لكل شخص مما يزيد من حدة الاختلاف والتفاوت.

مفهوم الصحة النفسية

هناك العديد من التعريفات التي تحلل معنى ومفهوم الصحة النفسية منها:

  • هي (كما تعرفها الجمعية الوطنية الأمريكية للصحة النفسية): الحالة الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تتسم بالراحة والاستقرار ولا تقتصر فقط على خلو الإنسان من الأمراض.
  • هي (كما تعرفها منظمة الصحة العالمية): المجموعة المتكاملة من السلوكيات التي يتمتع بها الإنسان من شعور بقبوله لنفسه وقدرته على تقييم الآخرين ومواجهة متطلبات وتداعيات الحياة.
  • هي (كما يعرفها برنارد هاورلد): هي اكتمال جميع النواقص التي ترتبط بالأشخاص والمحيط العام بهم بالدرجة القصوى من الفعالية والتأثر والقبول والسعادة والتصرفات الاجتماعية السليمة والإمكانية على التصدي والتعامل مع تداعيات الحياة.

ويمكن إجمال كل ما سبق في تعريف واحد وهو أن هو الحالة التي يصل فيها الإنسان إلى أعلى وأفضل درجة من الرضا عن النفس والمحيط الاجتماعي الخاص به مع الإحساس بالدرجة الدنيا من التوترات والخلافات وفي هذه الحالة لا يشعر الفرد نهائيا بالتوتر او القلق ولا يتبادر منه أي سلوكياته خاطئة.

مؤشرات الصحية النفسية

التلاؤم والتوافق الاجتماعي

وهو إمكانية الإنسان على التكيف مع مجتمعه المحيط عند قدرته على تكوين علاقات بشرية واجتماعية سوية تحدث بسبب تغييره لبعض السلوكيات الخاطئة في شخصيته أو بتعديل الفساد الكائن في مجتمعه.

قدرة الإنسان على حل المشاكل ومواجهتها

تعتبر المشاكل اليومية أكبر عامل قلق وضغط على الإنسان وقد تتسبب في الكثير من التوتر والمشاكل النفسية العميقة وقد تصل إلى انعدام الثقة بالنفس مما يضر بالحالة النفسية للإنسان، لذا كلما يكون الإنسان قادرا على التصدي للمشاكل اليومية في حياتها وإيجاد الحلول المناسبة لها كلما كان في حالة نفسية جيدة.

التفوق في العمل

نجاح الإنسان في عمله يمنحه المزيد من الثقة في النفس ويزيد من سعادته ورضاه عن ذاته ويوطد الارتباط بينه وبين المحيطين به في العمل وجميعها عوامل إيجابية تساعد الإنسان على الاستقرار النفسي والاجتماعي.

حب الحياة

يعتبر هذا العمل هو الأكثر وضوحا في الإنسان حيث أن نظرة الإنسان للحياة وإقباله عليها هو الأساس لصحته النفسية فالإنسان الذي السوي هو من يرى الحياة بنظرة مشرقة يحيا حياته واثقا راضيا ممتنا لله أنه منحه يوما آخر لكي يعيش فيه.

الاتزان الانفعالي

في المواقف الحياتية التي يعيشها الإنسان يتعرض للعديد من الضغوط التي تعتبر حملا كبيرا على كاهله وهنا تبدأ الحرب النفسية وبمجرد انفلات صبره وزيادة العبء على أعصابه يضطرب سلوك الإنسان ويبدأ بالانفعال عندما لا يتمتع بالصحة النفسية أما على الجانب الآخر عندما يكون الإنسان سوي يمكنه أن يعيش الحالة الطارئة أو الموقف بثبات انفعالي وتفاؤل نحو المستقبل.

الإيمان بالله

وهو أرقى وأعمق الأحوال النفسية التي لا يمكن قياسها او ترجمتها سوى مع ذات الإنسان وخالقه وهي درجة سامية جدا يرقى إليها المحظوظين من البشر فيشعر الإنسان باليقين في الله وبالرضا الكامل والقناعة المستديمة كما تمنح النفس الثقة والتفاؤل والاطمئنان.

شاركها.