مقال عن الاب

إن كلمة الأب تتسم بالكثير من المعاني السامية والتي أنعم الله بها على عباده، الأب هو روح العائلة وأحد أهم الأعمدة الرئيسية بالبيت، فهو الذي يهتم بأبنائه ويرعاهم ويسعي جاهداً لتلبية مطالبهم وتحقيق أهدافهم، وهو الذي يخشي عليهم من الأذي وقسوة الحياة، ويعمل على حمايتهم من كل مكروه، يحاول الأب دائماً ألا ينقص أبنائه شيئاً وأن يرفه عنهم، إن غياب الأب عن المنزل يتسبب في فقد شديد وفقر لمعاني السند والإحتواء والرعاية، وفي مقال عن الاب حصرياً على موقع مجلة رجيم نتعلم معاً فضل الأب ونعترف بما نكنّه للأب من إمتنان وإعتراف بالجميل وفضله علينا كأبناء.

الاب
الاب

مقال عن الاب وفضله علي الأسرة

يكون الأب دائماً مصدر الرعاية لأبنائه ويكون السند والدعم الوحيد، وأكثر من يحرص على أسرته وأبنائه ويهتم بمشكلاتهم، ويكون هو السند حينما تُغلق الأبواب، ولا يستطيعون الصمود فيلجأوا إليه للحصول على الدعم والوقوف إلي جانبهم، فهو من يرعاهم وينصت إليهم ويقوم بحل مشاكلهم ، ويدعمهم دائماً وأبداً ولا يمل من تشجعيهم ليصلوا إلي أكثر ما وصل إليه هو، فالأب هو الوحيد الذي يسعى جاهداً لرؤية أبناءه أفضل منه وأكثر نجاحاً منه، فهو الملجأ والمنقذ من كل شئ، وهو الراعي والمسئول عن رعيته، ويكمن دور الأب في تربية أبنائه تربية سليمة وإحتوائهم فيكون خير ناصح لهم ليصحبوا أسوياء نفسياً، فهو يحقق التوازن ما بين الحزم والردع، وفي نفس الوقت يكون رفيق بأبنائه ورحيم بهم حتى يكون ملجأهم الوحيد.

أفضل مقال عن الاب وتأثير دوره في الأسرة

الأب هو الصديق لأبنائه، فيتسامر معهم ويناقشهم ويقبل بآرائهم، ويحفزهم علي كل ما هو جيد، ويُشعرهم بقيمتهم ومكانتهم وقدرتهم علي تحقيق ما يحلمون به ويطمحون إليه، كما يشجعهم علي الإختيار السليم، فالأويخلق بهم رب المثالي السوي هو من يبث بأبنائه روح المناقشة والتحفيز، ويطبق مبدأ أمركم شورى بينكم والأخذ برأي الآخر، فيعلم أبنائه إحترام آراء الغير والكثير من القيم والمبادئ، ليس عن طريق المشافهة فقط، بل بالأفعال أيضاً، فدائماً ما يكون للأفعال تأثير أقوى من الكلمات.

ملايين الأطفال يقومون بتقليد والديهم بطريقة غير مباشرة في كل شئ، فتري الطفل يفعل ما يفعله والده في موقف ما فيتحدث مثله وينظر مثله، وتراه ينصت للأم ثم يقوم بتقليد ما تفعله، ولذلك ينبغي على الأبوين أن يكونا قدوة صالحة لأبنائهم، وأن يهتموا بما يقومون بفعله، ويتحروا الدقة في ردود أفعالهم ومناقاشاتهم وحتي في أسلوب حديثهم سوياً ليتبعهم الأبناء في سلوكياتهم، لذلك البيت هو دائماً مصدر تنشئة الطفل وتكوين شخصيته التي تستمر على ما أُنشئت عليه مدي الحياة، فالأب هو المدرسة الأولى التي يتفتح فيها الطفل كالزهرة فيري الأول من كل شئ، يري أول حديث وأول رد فعل، أول نظرة حانية، وأول كل مبدأ.

تعريف عن الاب
تعريف عن الاب

أهمية وجود الأب بالنسبة للأبناء

  • الأب هو الصبور والحاني؛ يصبر علي أبناءه ولا يمل من تعليمهم وإرشادهم، يكرر الإبن نفس الخطأ مرات عديدة فيكون الأب هو الناصح في كل مرة.
  • الأب هو الذي يعطي بلا حدود ولا ينتظر مقابل ابداً، لن تري والدك يطلب منك ثمن جهده وتعبه طوال سنوات، أو ثمن ما أنفقه عليك، أو ثمن مشاعر عاشها من أجلك، أو يوم تشققت به يده تعباً من أجل تلبية احتياجاتك.
  • الأب يؤدي رسالة في الحياة وهي تربية أبنائه وتعليمهم والوقوف إلي جانبهم وتشجعيهم والخوف عليهم، وتوصيلهم إلي بر الأمان وتنشئتهم تنشئة سليمة نزيهة بدون مقابل.
  • الأب يدفع ضريبة ما يبذله من أجل أبنائه ولا يشكو، لا يعرف الكسل ولا يتكاسل ولا يتخاذل عن رغبات أبناءه.
  • فالأب هو سر إستقرار وأمان المنزل والأسرة، وسر وإستقامة الأبناء فإذا اختل العمود الأساسي بالبيت إنهار كله، وهو الملجأ في كل وقت وحين .

غياب دور الأب في الأسرة وإنعكاسه على نشأة الأبناء

نري في كثير من الأحيان طغيان دور الأم في الأسرة والتربية، وإقتصار دور الأب علي الأمور المادية وتمويل الأسرة بما يلزمها، نري الأب يلبي جميع إحتياجات الأبناء من مأكل وملبس وأمور ترفيهية متجاهلاً ماهو أهم من ذلك من معرفة أبنائه حق المعرفة، والإنصات لهم ومعرفة ذواتهم وما يطمحون إليه، ومع إنتشار ظاهرة تغيب الأب بشكل مستمر عن الأسرة في المجتمعات العربية.

اصبح الكثير من الأباء يغفلون تماماً عن هوية أبناءهم فنراه لا يعرف ما يحبه طفله وما يكرهه، لا يعرف طموحاته وهواياته، يكبر الأبناء ويتعرضون لمشكلات متعددة ولا يعرفون عنها شئ، لا يسأل أبناءه حياتهم ولا يتسامر معهم قط فيما تدور حياتهم حوله، ويظن أن دوره انتهي عند تلبية الإحتياجات المادية والمظاهر، ونتساءل هنا هل هذا التقصير نابع من الأم أم من الأب ، هل يمكن أن تكون الأم هي من غطت الأبناء بكل جوانب الحياة والحنان والتربية ، أم الأب هو من تراجع عن دور الناصح الرادع المسؤول عن رعيته ؟

وسواء أكانت تلك الإجابة أم ذاك فإن الحقيقة الوحيدة في الأمر هي أن الأب لا ينتهي دوره عند مرحلة عمرية معينة، فيصبح هو السند دائماً لكي لا يتشتت الأبناء ويصلوا إلي مرحلة الضياع والفقد.

بر الوالدين فريضة الله على العباد

الأب هو صمام الآمان للعائلة، وهو المُنقذ من المهالك، وهو الساند وسبب الإستقرار والسعادة، وهو سبب عدم تراكم الأعباء والهموم لجميع أفراد الأسرة دون أن نشعر بتعب أو نقص، فمهما فعلنا لن نستطيع أن نوفيه حقه كاملاً.

حثّنا الله تعالي علي بر الوالدين وخفض جناح الرحمة لهما، فكما قاموا بالتربية وتأدية رسالتهم علي أفضل وجه يجب علي الأبناء تقدير هذا المعروف، والعمل علي تعويضهم ولو بأبسط الأشياء فمهما فعلنا لن نستطيع توفية حق الوالدين طوال الحياة، يجب علي الأبناء إسعادهما وتلبية إحتياجاتهما في كبرهما، فكما كانوا لا يملون من نصحك وإرشادك وتقويمك وتشجعيك، فلا تمل من مساندتهم وإمدادهم بالسعادة والتعبير عن إمتنانك لكونهم جزء من حياتك وما فعلوه تجاهك طوال حياتك.

كما يجب الأخذ بمشورتهم ليشعرون بأنهم ما زالوا بنفس الأهمية لديك، فالوالدين كلاهما يحتاجان لنوع خاص من الرعاية في الكبر فلا ينبغي تهميشهم، فقد كانوا لا يملون منك في صغرك فلا تمل منهما في كبرهما، إن فقد الأب أو الأم لا يعوضه شيئاً، بل تشعر وكأنك وحيداً في الحياة، لذا لإمنحهما الإهتمام الكامل والعطف وأظهر لهما الرحمة والرفق واللين بقلبك.

كلمة عن فضل الاب
كلمة عن فضل الاب

مقال عن الاب وكيفية البر بالوالدين

وإن بر الوالدين هي الطاعة المُطلقة التي حثّنا الله تعالي ونبيه صلي الله عليه وسلم عليها، ونهانا عن عقوق الوالدين بأي شكل من الأشكال، فكما أن بر الوالدين من أسباب دخول الجنة فإن عقوقهما من أحد اسباب دخول النار، فقد نهانا الله سبحانه وتعالي عن عقوقهما التي تتمثل في أبسط الأشكال من التقطيب في وجههما أو قول أفٍ لهما لما هو أبعد من ذلك، فكيف عظمة الوالدين عند الله سبحانه وتعالي حتي نغفل عنها نحن، وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد).

وعند تقديم البر إلي الوالدين يجب الثناء عليهما وتوضيح أنهما قد سبقا وفعلا هذا من قبل، وإنك لو تقدم لهما شيئاً فقد قدما أضعافه مُسبقاً (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ)، فيجب برهما بكل ما تستطع عليه لأن لا ثواب مثل ثواب بر الوالدين ولا سعادة تحل محل إسعادهما، ولا نستطع تقديرهم بأي ثمن واذا غابوا غابت الحياة والمستقر والملجأ، فاعتنوا بآبائكم.

زر الذهاب إلى الأعلى