مقدمة عن الجار

 

مقدمة عن الجار
مقدمة عن الجار

الجار هو كل من جاورك وقرب مكانه منك ، و عليه فالجار ليس هو جار السكن فقط ن ولكن زميل العمل هو جار ، القريب من محل تجارتك هو جار ، المرافق لك في سفرك هو ايضاً جار ، ولكن أكثرهم ملازمة و مرافقة لك هو جار السكن بالطبع ، فالجار يعرف عن جاره ما لا يعرفه أهله عنه بحكم الملاصقة و المجاورة ، و هو أقرب الناس نجدة لمصيبة ، و استجابة لصرخة ، فقد يكون الانسان يسكن بعيدا عن اخوته و اهله في النسب ، فيكون الجار هو اول من يغيثه و ينجده عند نزول الخطوب .

الجار في القرآن و السنة :

  • حث الله سبحانه و تعالى في كتابه الكريم على الاحسان الى الجار و العناية به و الاهتمام بحاله ، فيقول الله سبحانه و تعالى ” وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا ” .
  • كذلك عظم الله الجوار في القرآن و هدد المنافقين بانهاء جوارهم للنبي صلى الله عليه و سلم في المدينة ، يقول الله تعالى ”  لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلً”.
  • و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت إنه سيورثه” .
  • و عن ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” .
  • وقد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم  أنه قال: «ما تقولون في الزنا؟» قالوا: حرام، حرمه الله ورسوله، قال: «لأن يزني الرجل بعشر نسوة أيسر من أن يزني بامرأة جاره، ما تقولون في السرقة؟» قالوا: حرام، حرمها الله ورسوله، قال: “لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره، ومن أغلق بابه من جاره مخافة على أهله أو ماله فليس الجار بمؤمن ” .

أنواع الجار في الاسلام :

مقدمة عن الجار
مقدمة عن الجار

ينقسم الجار في الاسلام الى ثلاثة أقسام :

  • الجار القريب : و هو الجار الذي يجاورك في السكن ، و هو مع ذلك قريب منك في النسب و الدم ، و هو بذلك له ثلاثة حقوق حق الاسلام ، و حق القرابة ، و حق الجوار .
  • الجار الجنب : وهو الجار المسلم  الذي يجاورك في السكن وليس بقريب لك في الدم ، وهذا الجار له حقان حق الاسلام و حق الجوار .
  • الجار الكافر : و هو الجار غير المسلم الذي يجاورك في السكن ، و هو بذلك له حق واحد هو حق الجوار ، فوجب الاحسان اليه لحقه في الجوار .

حقوق الجار في الإسلام :

  • الاهداء اليه و بذل المعروف اليه ، فالهدية تزيد الالفة بين القلوب ، و تنزع سخيمة الصدر ، و تزيل الاحقاد من القلوب ، و تعبر عن المحبة و الالفة ،وعَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ» (رواه مسلم) . و الهدية لا تكون لمحتاج او جار فقير انما تكون للمحبة و زيادة المودة .
  • أن يحب له ما يحبه لنفسه ، و لا يتمنى له الا الخير في نفسه و ماله وولده ، فعَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ أَوْ قَالَ: لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (أخرجه مسلم).
  • ان يساعد جاره اذا احتاج الى مساعدة وان يمد له يد العون ، و لا يمنع عنه ما يعينه في عمله ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ للناس لما رأى من تقصيرهم في حقوق جيرانهم: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟! وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ (رواه مسلم) .
  • أن يكفيه شر نفسه ، و لا يوصل له الا كل خير ، و يمنع عنه كل شر ، وان يستر عوراته ، و لا ينشر على ما يطلع عليه منه بحكم الجيرة و الملاصقة ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ» (رواه مسلم) .
  • تفقد حاله ، و السؤال عن اموره ، و هل يحتاج الى مال أو مساعدة أو اعانة ،  وقد قال رسول الله  يقول: “ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم” . و كان السلف الصالح أكثر الناس تفقداً لجيرانهم و احساناً اليهم ، فعن ابن عمر روذُبح لعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو شَاةٌ فِي أَهْلِهِ، فَلَمَّا جَاءَ قَالَ: أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» (رواه الترمذي  ) .
  • تقديمه على غيره في البيع و الشراء فاذا أردت بيع سكنك و منزل ، فمن حقوق الجار ان تعرضه عليه أولا فلربما كان يحتاجه ، فيصبح هو أولى من غيره بالشراء .
  • الاصلاح بين الجار وبين من يخاصمه ، و السعي لتخليص القلوب من المشاكل و الحزازات .
  • اجابة دعوته اذا دعاك ، و الوقوف معه في مصيبته ، و مواساته عند مصيبة الموت و الابتلاءات .

مراتب الاحسان الى الجار :

 

مقدمة عن الجار
مقدمة عن الجار

كف الأذى عنه : فمن باب الاحسان الى الجار تجنب اذيته و ايصال الشر اليه و كف كل أذى عنه .

احتمال الاذى منه : و المرتبة الثانية من حقوق الجار هي احتمال ما قد يصدر منه من زلات و هنات و أذى ، وطلب أجر الصبر على أذاه من الله ، و التغافل عما يصدر منه ، فقد قيل أن العقل عشرة أجزاء ، تسعة منها في التغافل عن الناس ، وقيل أيضاً العاقل هو الفطن المتغافل .

الاحسان اليه : و المرتبة الثالثة لحق الجار هي الاحسان اليه ، و توصيل الخير و المعروف اليه ، فتعوده اذا مرض ، و تشيعه اذا مات ، و تشمته اذا عطس ، و تعطيه اذا احتاج ، و غيرها الكثير من الحقوق التي تعتبر من باب الاحسان الى الجار .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى