الثلاثاء, مارس 19

محتويات

أهمية بر الوالدين في الإسلام

اهتم الإسلام ببر الوالدين اهتماماً واضحاً، وأفرد له مساحة كبيرة في النصوص الشرعية؛ ففي القرآن الكريم آيات كثيرة تحثّ على بر الوالدين، وتبيّن فضلهما ومكانتهما في الإسلام، كما أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- تناول موضوع بر الوالدين بكثير من أحاديثه الشريفة، حيث جاءت أحاديث كثيرة تؤكد على أنّ بر الوالدين طريق إلى الجنّة، وأوصتْ تلك النصوص بحسن العشرة مع الوالدين على اعتبار أنّهما سبب وجود الأبناء، وعلى اعتبار ما قدّموه للابن في صغره، وما تحمّلوه من مشقة وتعب في سبيل صلاح شؤونهم.

بر الوالدين في القرآن الكريم

  • قرن الله -تعالى- ذكر الوالدين بذكره -سبحانه- في غير موضع في القرآن الكريم، فقال -عز وجل-: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وقال: (وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً)، وفي ذلك تأكيد على أنّ رضى الله -سبحانه- مقرون برضى الوالدين.
  • حرّم الإسلام الإساءة للوالدين ولو كانوا على الشّرك، ولحّ على الإحسان إليهم وهم على كفرهم، ومعاشرتهم بالمعروف، مع ضرورة عدم الانقياد لهم والاستجابة لأوامرهم فيما يغضب الله -تعالى-، ويؤكّد هذا ما نزل في شأن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- مع أمه التي كانت تشدّد عليه ترك الإسلام، وتؤذي مسامعه بشتم رسالة الإسلام، قال -سبحانه-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
  • بيّن الإسلام ضرورة أنْ ينتبه الأبناء إلى حاجة الوالدين لهما عند كبرهما وعجزهما عن خدمة نفسهما، وحثّ على لزوم اللين بين يديهما، ونهى عن الغلظة في الأقوال أو الأفعال معهما؛ فقال -سبحانه-: (إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا * وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا).

بر الوالدين في السنة النبوية

  • بين النبي -عليه السلام- أنّ بر الوالدين من أفضل ما يقدّمه المسلم بين يدي ربّه -سبحانه-، وأنّ برّهما من أحبّ الأعمال إلى الله -تعالى-، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: (سألتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ العملِ أحبُّ إلى اللهِ؟ قال: الصلاةُ على وقتِها قال: ثم أيُّ؟ قال: ثم بر الوالديْن قال: ثم أيُّ؟ قال: الجهادُ في سبيلِ اللهِ)
  • جعل الإسلام بر الأم مقدّم في بر الوالدين على الأب، وذلك لما تواجهه الأم من متاعب الأمومة، كالحمل والوضع والإرضاع والحضانة، وقد ثبت أنّ أحدهم جاء إلى النبي -عليه السلام- يطلبُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ؛ فسأله -عليه السلام- قائلاً: أمُّك حيَّةٌ؟ قال: نعم، قال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: ألزمْ رجلَها فثَمَّ الجنةُ)، ولعلَّ النَّبيِّ الكريم علِمَ بحاجةِ أُمِّه إليه فجعل خدمته لها مُقدّمة على الجهاد في سبيل الله -تعالى-.
  • نهى الإسلام عن التّسبب في شتم الوالدين، وعدّ ذلك من كبائر الذنوب، فعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من الكبائرِ شتمُ الرَّجلِ والدَيْه. قالوا: يا رسولَ اللهِ! وهل يشتُمُ الرَّجلُ والدَيْه؟ قال. نعم. يسبُّ أبا الرَّجلِ، فيسُبُّ أباه. ويسُبُّ أمَّه، فيسُبُّ أمَّه).

شاركها.