منهم من ضاع في الزمن، ومنهم الملعون بإلقاء النكت.. 7 حالات نفسية تصيب صاحبها بالجنون بلا سابق إنذار     

الدماغ البشرية لغزٌ ما زال يحيِّر العلماء، فهو قادرعلى خداع صاحبه بأغرب الطرق الممكنة. في بعض الأحيان، يقنعه بأن يده ليست له ولا رجله، فيشلّ حركته ويؤذي انسجام أجهزته ويصل به إلى حدود الجنون .

إليك 7 حالات نفسية لن تصدقها، يمكن أن تظهر فجأة بلا سابق انذار!

فقدان ذاكرة نادر يجعل الشخص الناضج له عقل طفل

في أحد الأيام  من عام 2008، أفاقت الانكليزية نعومي جاكوبز من نومها (كانت في الـ32 من عمرها في ذلك الوقت) وهي على قناعة تامة بأنها في الـ15 من عمرها، وأنها في عام 1992، وأن رئيس وزراء بريطانيا هو جون ميجور.

كان آخر ما تتذكره حينما استسلمت للنوم في الفراش عندما كانت تلميذة في المدرسة استعداداً لامتحان اللغة الفرنسية.

نامت جاكوبز كامرأة بالغة واستيقظت كفتاة مراهقة، وقد مُسحت من عقلها 17 سنة بالكامل. ومما زاد الطين بلة، أن عقلها البالغ لم يكن يتذكر تقنية القرن الـ21، أو حتى طفلها الذي يُدعى ليو (10 سنوات آنذاك).

يعتقد الأطباء أنها تعرضت للتوتر والصدمة بسبب ماضيها (ومن ضمنها الاعتداء الجنسي عندما كانت طفلة في عمر السادسة)؛ الأمر الذي أدى إلى إصابتها بمرض نادر من أنماط فقدان الذاكرة.

العلاج الوحيد لهذا المرض هو دعم المصاب وطمأنته بواسطة أسرته وأحبّائه، وهذا ما وجدته نعومي بين أفراد أسرتها.

وبعد 8 أسابيع، بدأت ذاكرتها تعود لوضعها الطبيعي. وبإمعانها في مراجعة مذكراتها ويومياتها القديمة، تمكنت من إعادة تجميع تفاصيل حياتها، واسترجعت، حالياً، معظم ذكرياتها.

متلازمة التهاذر.. عندما لا يتوقف الشخص عن إلقاء نكات غير مفهومة!

في كل مكان لا بد من أن تجد شخصاً ما مولعاً بإلقاء النكات المضحكة طوال الوقت، لكنَّ بعض الناس لا يعني إلقاؤهم النكات بشكل مستمر وجود الرغبة في إضحاك الآخرين.

هي حالة مَرَضية غريبة تجعلهم يدمنون قول النكات والسخرية من الآخرين في أوقات غير مناسبة.

فالمريض يثرثر بقصص لا جدوى منها ويستعمل تعليقات جنسية غير ملائمة، كما يتلاعب بالألفاظ حتى بعد تلقيه تلميحات من الناس تعني رفضهم هذا السلوك.

ويلقي المصابون بهذا المرض نكتاً غير مفهومة أو غير مُركَّبة ومتوازنة، ولا يظهر عليهم أي رد فعل عاطفي على النكتة، فالمريض لا يضحك ولا يعبر عن ذلك حتى بابتسامة.

هذا الاضطراب ينتج بسبب حدوث تلف في الفص الجبهي بمنطقة القشرة الأمامية المدارية، هذه المنطقة مسؤولة عن وظائف المعالجات المعرفية واتخاذ القرارات، والتحكم وتعديل السلوك الاجتماعي. هذا التلف له أسباب عدة مثل وجود أورام أو كتل سرطانية أو حدوث جلطات دماغية.

متلازمة الرأس المنفجر.. أصوات وانفجارات توقظك من النوم

هي نوع من أنواع الهلاوس السمعية، يصاب بها بعض الأشخاص خلال الساعات الأولى من النوم، حيث يبدأ المصاب بها بسماع أصوات عالية ومزعجة جداً.

يصف بعض المصابين هذه الحالة بأنها مثل انفجار قنبلة بالقرب من رؤوسهم؛ وصوت أزيز أسلاك كهربائية أو ومضات براقة في البصر وكأن أحدهم أضاء المصباح على الوجه في أثناء النوم.

ويمكن أن تؤثر على أي شخص تقريباً، وتحدث في أي وقت. يمكن أن يتعرض البعض لهذه المتلازمة مرة واحدة في العمر، ويمكن أن يتعرض لها آخرون مرات عديدة في الليلة الواحدة.

هذه الظاهرة شائعة بشكل كبير بين من يعانون الأرق، أو اضطراب الرحلات الجوية الطويلة. وقدّرت إحدى الدراسات أن نحو 20% من طلاب الجامعات يعانون هذه الحالة النفسية.

يقول براين شاربليس، أستاذ علم النفس المساعد بجامعة واشنطن: «النظريات حول سبب متلازمة الرأس المنفجر متضاربة»، فقد عُرضت أفكار كثيرة مختلفة في هذا الصدد، تشمل اضطرابات الأذن، ونوبات الصرع الجزئي.

لكن، تأتي أكثر النظريات إقناعاً بعدما أُجريت بحوث على أناس يعانون هذه الحالة، راقبت نشاط أدمغتهم طوال الليل.

وتشير هذه البحوث القليلة إلى أنه قد يكون هناك تدفق للأنشطة العصبية في الدماغ بالتزامن مع الشعور بأعراض متلازمة الرأس المنفجر.

ففي حالة متلازمة الرأس المنفجر ما يشبه التعثر في منطقة التكوين الشبكي المسؤولة عن مراقبة عملية الانفصال عن الوعي بالكامل عند النوم، ويؤدي ذلك التعثر إلى تأخير في حدوث عملية الانفصال هذه.

ويرتبط هذا التأخير بحدوث إعاقة لما يُعرف بـ»أمواج ألفا» المسؤولة بشكل طبيعي عن الشعور بالنعاس، ويرتبط أيضاً بحدوث موجة مفاجئة من النشاط العصبي بمناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة الأصوات.

وهنا يقول نيلسون: «نعتقد أن الخلايا العصبية تحترق جميعها مرة واحدة؛ الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بذلك الانفجار في الرأس.»

الأرق الوراثي.. سهرٌ حتى الموت!

هو مرض وراثي نادر يصيب الدماغ. يتسبب في حالة أرق طويلة وعدم القدرة على النوم نهائياً، وهي حالة غير قابلة للعلاج، تؤدي في النهاية إلى الوفاة.

يعتمد المرض على شذوذ بروتيني، حيث يعمل بروتين يدعى البرايون (بروتين مُعدٍ ومشوَّه ومطوي بشكل خاطئ) على تشويه البروتينات المشابهة لتركيبه الأصلي وقولبتها مثله، ما يؤثر على الجهاز العصبي.

الجين السائد المسؤول عن ظهور هذا المرض لم يوجد إلا في 40 عائلة فقط حول العالم. ويكفي أن يكون أحد الأبوين حاملاً للجين، ليواجه الأبناء احتمالية إصابتهم بالمرض بنسبة 50%.

أولى علامات هذا المرض هي قلة النوم، يتبعها أرق وهلوسة ونوبات فزع، ويتطور مع الوقت إلى أرق مستمر يتسبب في فقدان الوزن، ثم يتقدم حتى يعجز المصاب عن النوم، لدرجة أن أجهزة الجسم تتعطل وتتوقف عن العمل لتحدث الوفاة.

رؤية العالم مسطَّح.. العلاج بنظارة ثمنها 10 دولارات

هي حالة تؤثر على 5-10% من سكان العالم، تجعل الشخص يرى العالم بشكل مسطح غير ثلاثي الأبعاد.

نستعرض تجربة بروس بريدج مان، البالغ من العمر 67 عاماً، والذي كان يرى العالم بشكل ثنائي الأبعاد. وفي أحد الأيام من عام 2012، خرج بروس لرؤية فيلم هوغو، وهو  أحد أفضل الأفلام لمارتن سكورسيزي.

لم يتمكن بروس من العثور على عرض ثنائي الأبعاد، فاضطر إلى ارتداء احدى النظارات ثلاثية الأبعاد على الرغم من تأكُّده أنها لن تجدي نفعاً معه.

بدأ الفيلم، وحدثت مفاجأة غير متوقعة لبروس، فقد تمكن من الرؤية ثلاثية الأبعاد، بعد ما يقرب من 7 عقود من التعلق بعالم ثنائي الأبعاد.

كان الأمر يشبه إحساس الاستيقاظ فجأة فترى عينيك البشرية أصبحت مؤهلة لرؤية موجات الراديو والموجات الحرارية.

قلب في غير مكانه.. في المعدة تحديداً!

تخيَّل أن قلبك بدأ ينبض فجأة في المكان الخطأ.. ماذا سيكون شعورك؟!

في عام 2014، بدأ قلب رجل يُعرف باسم كارلوس بالنبض في معدته! لم يكن قلبه الحقيقي، فقد كان الرجل خضع لعملية جراحية تم تزويده من خلالها بمضخة في بطنه للحفاظ على دقات قلبه وتخفيف العبء عن عضلات القلب الفاشلة.

لكن كارلوس شعر بالمضخة وكأنها قلبه الحقيقي.

وُضع الجهاز بالقرب من السرة، وكان كارلوس يشعر بالإحساس العميق بأن صدره قد سقط في بطنه، فبمجرد أن تم خداع جسده استمر كارلوس في التفكير بأن قلبه قد تحرك من مكانه، الأمر الذي أثر على عقله وأدى إلى ظهور عدة أعراض أخرى، من بينها أن كارلوس لم يعد يشعر بالعاطفة تجاه الأشخاص الذين يعانون الألم، كما بدأ في فقدان مهارات تواصله الاجتماعي.

عدم القدرة على فهم انعكاسات المرايا

يمكن أن يحدث بسبب وجود خلل  في الفص الأيمن للمخ، ولكنه مرتبط أكثر بمرض الخرف.

هذا المرض النادر يُفقد المصابين القدرة على فهم المرايا أو الانعكاسات.

من سبل اكتشافه مثلاً، أن يجلس المريض أمام المرآة، ثم يقف الطبيب خلف المريض ويمسك تفاحة؛ حتى لا يرى المريض إلا انعكاس التفاحة في المرآة.

عندما يُطلب من المريض إحضار التفاحة، يحاول الوصول إلى المرآة، حتى بعد أن تم إخباره بأنها مجرد مرأة. ورغم ذلك، يستمر المريض في اعتقاد أن التفاح كان أمامه وليس خلفه.

إلى الآن، لا يبدو أنه يمكن الشفاء من هذا الاضطراب؛ لذلك إذا فقدت قدرتك على فهم

أن تشعر بأن أحد أطرافك لا يخصك

تخيَّل أنك استيقظت ذات صباح لتكتشف أن جرّاحاً مجنوناً تسلل إلى غرفتك في أثناء الليل وأجرى عملية مروعة عليك. وبدلاً من ذراعك اليسرى، لديك الآن الذراع اليسرى لامرأة عجوز مثلاً، والأسوأ من ذلك أنها لا تزال تسيطر عليها!

هذا ليس فيلم رعب، وإنما حالة نادرة تُعرف باسم «سوماتوبارافرينيا«، يمكن أن تحدث في أي وقت. وعادةً ما تكون ناتجة عن إصابة في الجانب الأيمن من الدماغ، والذين يعانونها يصبحون مقتنعين بأن أحد أطرافهم ليس لهم، وهم يصرون على هذا الاعتقاد حتى عندما يواجهون أدلة مباشرة بأنها ملك لهم.

اقتراح تصحيح

زر الذهاب إلى الأعلى