من الأمر الملكي المؤسس للسعودية.. أكاديمي أردني يفتح نافذة على تاريخ المملكة

قال الأستاذ في جامعة الحسين بن طلال ،الدكتور، أنور الجازي وفقًا لـ”سبق ” ،في تقرير أعده بمناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، إن الأمر الملكي (رقم 2716) الصادر في يوم الخميس 21 جمادى الأولى من عام 1351هـ، الموافق 23 سبتمبر 1932م، والذي أصدره الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، بتحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية، يشير إلى الأسباب لاتخاذ هذا القرار التاريخي ويدل على تقدير واحترام المؤسس لرأي الشعب السعودي؛حيث جاء في الأمر: “اكتمل توحيد كافة أجزاء المملكة تحت راية واحدة، وبناءً على البرقيات والالتماسات التي تلقاها الملك من كافة رعايا المملكة، ونزولاً عند رغبة الرأي العام في البلاد وحباً في التوحيد”.

وأضاف: “تضمن الأمر الملكي مواد هامة أخرى ينبغي التوقف عندها، منها: “أن هذا التحويل لن يكون له أي تأثير على المعاهدات والاتفاقات والالتزامات الدولية، وستبقى على قيمتها ومفعولها ونفاذها”، ونستدل من خلال نص هذه المادة على احترام الملك عبد العزيز لما تم الاتفاق عليه مع الدول الشقيقة الأخرى من منطلق حرصه على رابطة الأخوة والجوار، ولما لهذه المعاهدات من أثر ايجابي كبير في الحفاظ على استقرار البلاد والبدء بالنهضة القادمة المنشودة”.

وتابع: “تشير مادة أخرى إلى أن: “سائر الأنظمة والتعليمات والأوامر السابقة والصادرة من قبل الملك، تظل نافذة المفعول بعد هذا التحويل”، وتهدف هذه المادة إلى الحفاظ على الانجازات الكبيرة التي قام بها الملك عبد العزيز قبل تحويل اسم المملكة، فيما نصّت مادة أخرى إلى: “ضرورة الشروع في وضع نظام أساسي للحكم ونظام لتشكيلات الحكومة” وهي خطوات ضرورية للحفاظ على منجزات المملكة ومؤسسات الدولة وثباتها، أما المادة الأخيرة من الأمر الملكي فقد نصّت على: “اختيار يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى عام 1351هـ، الموافق لليوم الأول من الميزان، يوماً لإعلان توحيد هذه المملكة العربية”، ويقابل يوم 23 سبتمبر من عام 1932، وهو اليوم الوطني الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية كل عام.

وبين: “ما إن تم الإعلان عن هذا اليوم التاريخي حتى عمّت البلاد الاحتفالات العارمة والمبايعات الواسعة، وكان هذا هو الاحتفال الأول باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية والذي كان من مظاهره الابتهاج والسرور الذي عمّ البلاد من أقصاها إلى أقصاها، اشترك فيه شيوخ الأمة وشبابها كبيرها وصغيرها، ورفعت الرايات على الدوائر الحكومية والمؤسسات والبيوت والشرفات، وأقيمت مهرجانات واحتفالات كبيرة في كل مكان، وكانت عامة وشاملة لم تستأثر بها بلدة دون أخرى، فهي صادرة عن حب أكيد وإخلاص شديد”.

وقال: “كان من ثمرات توحيد المملكة الاهتمام الكبير بقضايا الأمة العربية، فكانت السعودية في طليعة الدول العربية التي ساهمت في تأسيس جامعة الدول العربية عام 1364هـ/ 1945، حرصاً منها على توحيد الصف العربي وجمع كلمته، لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمة، ولعل القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى بالنسبة للمملكة، لهذا فإسهاماتها عديدة في هذا الجانب سياسياً وعسكرياً ومادياً، فقد شاركت بفعالية في مؤتمري (انشاص وبلودان) عام 1365هـ/ 1946م لبحث القضية الفلسطينية على مبدأ ” إنها قضية كل العرب ، مع التأكيد على عروبة فلسطين، ومن واجب العرب صون هويتها”.

وأوضح: “لهذا قامت المملكة بإرسال كتائب الجيش السعودي والمتطوعين للقتال في حرب فلسطين عام 1367هـ/ 1948م، وقدمت العديد من الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية تراب فلسطين الطهور، وفي حرب عام 1387هـ/ 1967م اشتركت القوات السعودية بالدفاع عن الجبهة الأردنية، وعن الجبهة السورية في حرب رمضان 1393هـ/ 1973م، ولم ينقطع الدعم المادي الذي قدمته وتقدمه المملكة لغالبية الدول العربية حتى وقتنا الحاضر”.

وأكد “الجازي” ، أن الاحتفال باليوم الوطني للسعودية ليس مجرد احتفال بمناسبة عادية، بل هي محطة تاريخية مفصلية من عمر الدولة السعودية الطويل، وهو يوم يستذكر فيه الشعب السعودي ومعه الشعوب العربية تلك المراحل التاريخية التي مرّت على المملكة، وتلك الانجازات الكبيرة في المجالات كافة التي صنعها ملوك السعودية خلال الثلاثة قرون الماضية، يستذكرون فيه توحيد البلاد والاهتمام بالإنسان، وفيه تستذكر الشعوب العربية إسهامات المملكة في دعم شقيقاتها العربية، ومدها يد العون والمساعدة للجميع، تستذكر المشاريع التنموية التي ساهمت فيها المملكة في كل ناحية من نواحي الوطن العربي الكبير، وتستذكر الخدمات الجليلة وغير المحدودة التي قدمها ويقدمها ملوك السعودية للحرمين الشريفين الذين يحجون أو يعتمرون إليهما كل عام. وأختتم: “في هذا اليوم ،أيضاً، يتطلع الشعب السعودي والشعوب العربية إلى المستقبل الزاهر والواعد بإذن الله، تحت رعاية وقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، ولعل الخطط التنموية (2030) خير دليل على ذلك”.

زر الذهاب إلى الأعلى