من درر ابن القيم الجوزية

ابن القيم الجوزي هو من أشهر العلماء المسلمين في القرن الثامن الهجري، و هو محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز بن مكي زيد الدين الزُّرعي، وله العديد من الكتب والمؤلفات ، كما اشتهر عنه بأن له درر وحكم وكلمات جميلة لها تأثير كبير على القلب فكلامه يمس القلب ويحركه حبا لله وشوقا للقائه وطمعا في جنته وخوفا من بطشه وعقابه .

فكلام الامام ابن القيم كله قيم .

ابن-قيم-الجوزية
ابن-قيم-الجوزية

 

واليكم بعض من درر الإمام  ابن القيم الجوزية :

 

‏قَال ابنُ القَيم – رَحِمَهُ اللَّه – : ” مَن عَرَفَ اللَّه إشتَاقَ إليهِ ، وإذَا كانَت المَعْرِفَةُ لا نِهَايةَ لَهَا ، فَشَوقُ العَارِفِ لا نِهَايةَ لهُ”.  [ طَرِيْقُ الهِجْرَتَيْنِ || ٢ /  ٧٢٣ ]

 

كما قال ابن القيم رحمه الله أيضا : ” و الإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة. وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد و الإخلاص في الدنيا كذلك”. [الفوائد:164]

 

وقال_ابن_القيم  – رَحِمَهُ اللَّـه- “ما مَضى لا يُدفعُ بالحُزن ؛ بل بالرِّضا والحمدِ ، والصَّبرِ ، والإيمانِ بالقدرِ ، وقَوْلُ العَبدِ قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فعَل.” [ زَاد المَعَاد || ٢/ ٣٢٧ ].

 

وقال_ابن_القيم ِ – رَحِمَهُ اللَّهُ -« مَن طَلَبَ العِلمَ لِيُحيِيَ بِهِ الإسلَام فَهُوَ مِنَ الصِدِّيقِينَ ، وَدَرَجتُه بَعدَ دَرَجَةِ النُّبُوَّة »[ مُفتَاحُ دَارِ السَّعَادَةِ _١ / ١٢١ ]

 

وقال ابن القيم  ( رحمه الله ) :

وبالجملة، فالعبد إذا أعرض عن الله واشتغل بالمعاصي ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية  يوم يقول:{ ياليتني قدمت لحياتي }. الجواب الكافي [٥٥/١]

كما قال ابن القيم  ( رحمه الله ) : (لا تصح لك درجة التواضع ‏حتى تقبل الحق ممن تحب وممن تبغض ‏ ، فتقبله من عدوك ‏كما تقبله من وليّك )  . ‏مدارج السالكين ٣٢١/٢ .

 

وقال ابن القيم  ( رحمه الله )

[وضع اللهُ المصائب والبلايا والمحن رحمة بين عباده يُكفِّرُبها من خطاياهم فهي من أعظم نِعَمه عليهم وإن كرهتها انفسهم] .مفتاح دار السعادة 291 .

 

كما قال الإمام ابن القيم  ( رحمه الله )  : ( الذنب بمنزلة شرب السم، والتوبة ترياقه ودواؤه، والطاعة هي الصحة والعافية .)  [ مدارج السالكين 1/222 ]

 

قال ابن القيم رحمه الله

“من الآفات التي تمنع ترتُّبَ أثرِ الدعاء عليه:

أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة، فيستحسر،ويدع الدعاء. وهو بمنزلة مَن بَذر بَذراً،أو غرس غِراساً، فجعل يتعاهده ويسقيه، فلمّا استبطأ كمالَه وإدراكه؛تركه وأهمله!”الداء والدواء ص ١٥

 

تسلية لكل.مصاب.بمصيبة.

قال ابن القيم ( رحمه الله تعالى ) : في هذا الباب لتسلية كل مصاب في مصيبته :

“من خلقه الله للجنة لم تزل تأتيه المكاره والمؤمن الحازم يثبت للعظائم ولا يتغير فؤاده ولا ينطق بالشكوى لسانه وكتمان المصائب والأوجاع من شيم النبلاء وما هلك الهالكون إلا من نفاذ الجلد فخفف المصاب عن نفسك بوعد الأجر وتسهيل الأمر لتذهب المحن بلا شكوى وتذكر دوما: أنك ما منعت إلا لتعطى ولا ابتلاك إلا لتعافى ولا امتحنك إلا لتصفى. الفوائد ص 36

كلام ابن القيم في فضل الذكر

كما قال ابن القيم رحمه الله: ( إذا انكشف الغطاء للناس يوم القيامة عن ثواب أعمالهم؛  لم يروا عملاً أفضل ثوابًا من الذكـر، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون ؛ ‏ما كان شىء أيسر علينا من الذكر.”الوابل الصيّب ص (١١١)

‏وقال ابن القيم (  رحمه الله ) ايضا  :( أَيسَر حركات الجوارح حركة اللسان وهي أَضَرّها على العبد ) .الجواب الكافي 281

درر ابن القيم
درر ابن القيم

 

كلام ابن القيم في الاخلاص وعفو الله :

قَال ابن القَـيّم رحمَه الله :

لَا يَجتمع الإخْلاص فِي القَلب ومَحبة  المَـدح والثّناء والطّمع فيمَا عنـدَ النّاس ، إلّا كَما يجْتمع المَاء والنّار ” الفَـوائِـد ١٤٩

 

قال ابن القيم  ( رحمه الله )

( وكثير من الجهال اعتمدوا على رحمة الله وعفوه وكرمه، وضيعوا أمره ونهيه، ونسوا أنه شديد العقاب، وأنه لا يرد بأسه عن القوم المجرمين، ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند ) . الداء والدواء ( ٢٢/٢٧٣ )

 

‏قال ابن القيم ( رحمه الله )  : أغلب ما يحمل المسلم على الذنب :

” الاتكال على التوبة ” ولو علم أنه قد يحال بينه وبينها لهاج خوفه “.  طريق الهجرتين (٥٦٢)

 

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى –  : “والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام”.  [مدارج السالكين 3/422]

درر اخري من كلام الامام ابن القيم :

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – :  “إن كان يأجوج الطبع ومأجوج الهوىٰ قد كانوا في أرض القلوب فأفسدوا فيها فأعينوه الملك بقوة يجعل بينكم وبينهم ردمًا، أجمعوا له من العزائم ما يشابه زبر الحديد، ثم تفكروا فيما أسلفتم ليثور صعد الأسف فلا يحتاج إلى أن يقول لكم انفخوا،شدّوا بُنيان العزم بهجر المألوفات والعوائد، وقد استحكم البناء فحينئذ أفرغوا عليه قطر الصبر، وهكذا بنىٰ الأولياء قبلكم، فجاء العدو فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبًا”.  [بدائع الفوائد (٢٣٥/٣)]

 

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى –  “والجاهل الظالم يخالفك بلا حجة ويكفرك أو يبدعك بلاحجة وذنبك رغبتك عن طريقته الوخيمة وسيرته الذميمة ، فلا تغتر بكثرة هذا الضرب فإن الآلاف المؤلفة منهم لا يعدلون بشخص واحد من أهل العلم  والواحد من أهل العلم يعدل بملء الأرض منهم”  إعلام الموقعين٣٩٦/٣

 

‏قال ابن القيم رحمه الله  “قد جرت عادة الله التي لاتبدل وسنته التي لا تحول أن يلبس المخلص من المهابة والنور والمحبة في قلوب الخلق وإقبال قلوبهم إليه ما هو بحسب إخلاصه ونيته ومعاملته لربه ويلبس المرائي اللابس ثوبي الزور من المقت والمهانة والبغضة ما هو اللائق به”  إعلام الموقعين(4/200)

 

قال ‏ابن القيم رحمه الله  : [أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لايدرك بالنعيم، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة… ولاريب عند كل عاقل أن كمال الراحة بحسب التعب،وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه، وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام، فأما في هذه الدار فكلا ولما] مفتاح دار السعادة ١٥/٢

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: “فما استنارت القلوب والقبور بمثل ‎#ذكـر اللّٰـه”  الـوابـل الـصـيب (50)

 

درر ابن القيم
درر ابن القيم

 

قال الإمام ابن القيم –  رحمه الله تعالى – :  ‏ومن المكروه عند السلف : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، فإنه وقت غنيمة ، ووقت نزول الأرزاق ، وحلول البركة .  {مدارج السالكين١\٤٥٧}

 

قال الإمام ابن القيم –  رحمه اللّٰه تعالى. – ولولا جهلُ الأكثرين بحلاوة هذه اللَّذة -لذَّة العلم- وعِظم قدرها، لتجالدوا عليها بالسُّيوف

ولكن حُفَّت بحجابٍ من المكاره، وحُجبوا عنها بحجابٍ من الجهل، ليختصَّ الله لها ما يشاء والله ذو الفضل العظيم. مفتاح دار السَّعادة | ١ / ١٠٩

قال_الإمام_ابن_القيم – رحمه الله تعالى  : ( الطاعة تجلب للعبد بركات كلِّ شيء ، والمعصية تمحق عنه كلَّ بركة ) . طريق الهجرتين : ( ١/ ٥٤٧)

 

قَـال  ابن القَـيّم -رحمَـه الله تَعـَالَـى-:

”ومن أعجب النعم نعمة النسيان ، فإنه لولا النسيان لما سلا شيئا ‏ولا انقضت له حسرةٌ، ‏ولا تعزّى عن مصيبة ، ولا مات لهُ حُزْن“ [مفتاح دار السعادة ٢٣٦/٢ ]

 

قال ابن القيم ( رحمه الله ) : إذا جنَّ اللَّيل وقع الحرب بين النَّوم والسَّهر، فكان الشَّوق والخـوف فـي مـقدمة عسكر اليقظة، وصـار الكَسـَل والتَّواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الغريم حملة صادقة هزم جنود الفُتُور والنَّوم, فحصل الـظَّفر والغنيمة، فما يطلع الفجر إلَّا وقد قُسِّمت السُّهمان، وما عند الـنَّائمين خبــر .- [بدائع الفوائد (٢٣٢/٣) ].

 

قَـال  ابن القَـيّم -رحمَـه الله تَعـَالَـى-: ”إن المؤمن المتوكِّل على الله ، إذا كاده الخَلْق ، فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة“

[ إعلام الموقعين ٢٢٠/٣ ]

 

قال ابن القيم ( رحمه الله ) (أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء وضده أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء) .الجواب الكافي

قال ابن القيم رحمه الله  : (فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه في الآخرة )  .{ الوابل الصيب ٣٤ }

 

قَالَ.ابنُ.القَيِّم.- رَحِمَهُ اللَّـهُ – : « والعَبدُ إن غَيَّرَ المَعصِيَةَ بالطَّاعَةِ ،

غَيَّرَ اللَّـهُ عَلَيهِ العُقوبَةَ بالعَافِيَةِ والذُّلَ بالعزِّ »  [ الدَّاءُ وَالدَّوَاء || ١ / ٧٤ ]

 

‏قال ابن القيم :

إذا تعب العبد قليلاً استراح طويلاً، وإذا تحمّل مشقّة الصّبر ساعةً قاده لحياة الأبد .  مفتاح دار السعادة ٢/ ٨٩٥

 

قال_ابن_القيم ( رَحِمَهُ اللَّـهُ ) :” إذَا لَم تُخلِص فَلَا تَتعَب “.  بَدَائِعُ الفَوَائِدِ : ٣ / ٢٣٥ |

زر الذهاب إلى الأعلى