امتلأت في قديم الزمان بلاد المسلمين بالشعراء العظماء، الذين كانوا يبلغوا مبلغ كبير في الدولة الإسلامية، ومازال حتى الأن يتحدث عنهم اجيالهم، لما كانوا قديما يهتمون بالعلم والأدب والشعر، فمن هو أبي تمام، الشاعر هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، وكانت كنيته أبي تمام، ولد في أحدى قرى حوران في دولة سوريا عام 845 ميلاديا، حفظ 14.000 أرجوزة، من أراجيز العرب حينها، بالإضافة إلى العديد من القصائد، والمقاطع. إن أردت معرفة المزيد عن من هو أبي تمام، تابع معنا حتى النهاية.

 

من هو أبي تمام ؟

 

من هو أبي تمام ؟

نشأته كانت في سوريا، وصفوا هيئته قديما، بأنه طويلا، فصيح اللسان، شاب أسمر اللون، وفيه تمتمة بساطة، سافر إلى مصر وعمل في سقاية الماء، وكان سبب ترحاله هو تحصيل العلم والمعرفة، من أجل هذا كان يتردد بكثرة على مساجد العلم، ومجالس الأدباء، ومن أكثر المساجد التي كانت مشهورة بكثرة عدد حلقات العلم هو مسجد الفسطاط، فكانت الحلقات عبارة عن دروس فقه وشريعة، ولغة، وأدب، تميزت طفولة أبي تمام أنه بدأ في حفظ الشعر منذ طفولته; وبادر في تقليد الشعراء، ثم أتقن المجال كله، وتميز فيه، وأنتقل إلى مدينة الإسكندرية، ومكث بها 5 سنوات، ثم انتقل مرة ثانية إلى الشام، ثم العراق، واشتهر بقدرته الشعرية، بالإضافة إلى فصاحة اللسان، وحفظه للعديد من قصائد العرب، وغيرها، فأرسل لجلبه لبغداد المعتصم بالله، وجعل منزلته تسبق باقي الشعراء.

 

مؤلفات أبي تمام

أعد ونظم الشاعر أبي تمام، العديد من القصائد الشعرية، والمختارات التي ضمها في كتب كبيرة الحجم، لكثرة تلك المختارات، ومنها مازال موجودا، ومنها مازال مفقودا. واشتملت مؤلفاته: (ديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، وفحول الشعراء، وديوان شعره، ونقائض جرير والأخطل)، ومن مؤلفاته المفقودة: (كتاب الاختيارات من أشعار الشعراء، كتاب مختارات من شعر المحدثين، وكتاب اختيار المقاطعات، وديوان الفحول).

أما عن مؤلفاته الموجودة، هناك كتابين هما، كتاب الحماسة: احتوى الكتاب على 10 أبواب، ومن ضمن تلك الأبواب، المراثي، الصفات، الهجاء، والحماسة الذي يعد هو أكبر الأبواب، وهو أيضا الكتاب الشهر لأبي تمامة.

أما الكتاب الثاني هو حماسة الصغرى، أو كتاب الوحشيات، بعض الأستاذة قاموا بإجراء الضبط، والتخريج، وبيان وضوح لأبياته، ولكن لم يحظى هذا الكتاب بنفس شهرة كتاب الحماسة.

 

منهجية أبي تمام

الشاعر أبي تمام هو من أوائل الشعراء في أتباع التجديد في العصر العباسي، بمعنى أنه أقدم على اتباع الحضارة القديمة، بالإضافة إلى الحفاظ على المعايير الجديدة للشعر، فتميز عن غيره من الشعراء، وسبقهم، واعتمد في مذهبه على الجمع بين الوجدان، والعقل، والزخرفة، وبالطبع لم ينسى الأخذ بالاعتبار لعناصر اللغة العربية، ومحتواها، وأخذ خصائصها أيضا، فجمع ما راه الأفضل من وجه نظره، وما يتلاءم مع فكره الخاص، والمعايير العالمية.

 

مميزات خصائصه الشعرية

  1. تميز شعر أبي تمام بغموض واختفاء المعاني، وتعقيداتها، وهي أحد أهم خصائص شعره، وكان هدفه من وراء ذلك الرد على كل ما ادعاه وقتها المحافظين بأن القدماء قدموا وانهوا كل المعاني الشعرية، وأن الشعراء الحديثين ما هم إلا عالة على القدماء، فأراد أبي التمام إثبات عكس ذلك، وبالفعل نجح بتلك الخاصية الشعرية، أن يجعل النقاد تعتبره أنه هو من أكثر الشعراء الذين قاموا بابتداع الأفكار، واختراع المعاني.
  2. أكثر في شعره من الصور المجازية، فلم يتكلف بالمحسنات اللفظية فقط، بل تعداها، واستخدام الصور البيانية، والمجازية بأنواعها المختلفة، وتجاوز كل معايير البساطة المعهودة في الشعر العربي.

شاركها.