الثلاثاء, مارس 19

الأمير السعيد قصة خيالية من تأليف الكاتب والمؤلف المسرحي وهو شاعر أيضًا هو الأيرلندي أوسكار وايلد، أو أوسكار فينغال، والذي ولد في ١٦/١٠/١٨٥٤، بـ دابلن، ومن هنا أصبح من اكثر الكتاب الشعبين المسرحيين شهره في مدينة لندن، فقد أشتهر وايلد بكتابته ومقولاته التي اشتهرت في هذا الوقت بلندن، ومن هنا سوف من هو الملقب بالأمير السعيد والذي قام بنشرها وايلد بعدما تمت ولادة أبنه فيفان الصغير بعامين، ضمن إحدى المجموعات القصصية في عام 1888م.

الأمير السعيد

من هو الملقب بالأمير السعيد
من هو الملقب بالأمير السعيد

عرفت قصة الأمير السعيد بانها من اكثر القصص التي حين تسمعها تشعر بالحزن والألم.

فبطل هذه القصة من وحي خيال وايلد عبارة عن تمثال ذهبي لأمير يطل على بيوت القرية كلها.

تتزين عين الأمير من الياقوت الأزرق الخالص، ويمتلئ خنجره بالياقوت أيضًا، ومن هنا تم إطلاق اسم الأمير السعيد عليه.

ولكن بسبب رؤيته لأحوال البلاد التي تملئها الظلم ظل يبكي، وكان والوحيد الذي يشعر به عبارة عن طائر من طيور السنونو،

ويقع تمثال هذا الأمير في قمة عمود يستطيع من خلاله أن يرى البلد كلها وما يدور بها،

وكان أهل القرى جميعهم يحبوه، حتى إن احدي الأمهات عندما كانت ترى طفلها يبكي كانت تأتي به للأمير السعيد،

قائله لطفلها انه لابد أن نكون سعداء مثله، ومن هنا كان أهل القرية يحبوه،

ومن هنا يحدث أن يشعر به هذا الطائر من دون كل البشر، فيرى دموعه، ويهبط عليه، وكان قد مر ميعاد هجرته لإفريقيا، وغادر كل أهله وأصحابه، ولكنه قد احس انه لن يقدر على المغادرة بسبب نبتة القصب الذي احبها، وقد شعر بالحزن لاشتياقه لأهله وعدم مقدرته على أخذ نبتة القصب.

ولكن أثناء طيران طائر السنونو وقعت عيناه على الأمير السعيد لكي يدفا نفسه من البرد،

وفي ذلك الحين وقعت قطرة من الماء عليه فأنتقل لمكان اخر فإذا بقطرة أخرى تقع عليه،

فصعد طائر السنونو لأعلى ليرى عينا الأمير تملئها الدموع، وإذا به يسأله عن سبب بكائه،

فرد الأمير السعيد بانه قبل موته كان سعيد يعيش برفاهية كبيرة في قصرة الكبير، ويقضي وقته بالاستمتاع باللهو والرقص والشراب.

وعندما مات وقاموا له بصنع هذا التمثال شاهد ما قد خفي عليه، فإذا به يقول لطائر السنونو أصبحت أرى الفقر والحزن الذي ينتشر بالمدينة.

اليوم الأول للأمير السعيد

فإذا به يقول للسنونو انظر لتلك المرأة التي تعمل على حياكة فستان لأحدى الأميرات،

وأبنها راقد في الغرفة المجاورة لها يطلب منها البرتقال، فما لها من حيلة فتقدم له ماء النهر.

ومن هنا طلب الأمير من السنونو معروف، فإذا به يقول له أن يأخذ سيفه ليعطيه لتلك المرأة،

فيرد عليه السنونو بانه لابد أن يهاجر قبل اشتداد البرد، ولكن للحظة تراجع السنونو أبلغ الأمير بانه سيوصله،

وسوف يغادر غدًا، وبعد أن قرر السنونو الطيران للسيدة، فحين وصل وجدها متعبة ومنهكة أغمضت عيناها على مكنة الخياطة من كثرة التعب،

فقام السنونو بترك الجوهرة لها، وعندما أفاقت وجدتها فسعدت كثيرُا وفرحت، وذهبت للمدينة لتشتري الطعام والدواء وبعض الفاكهة لابنها.

وخلال طيران السنونو رأى تلك الأميرة التي أعطت القماش للمرأة تتساءل ما بنها وبين نفسها هل قد أنهت الخياطة فستانها؟.

اليوم الثاني للأمير السعيد

وفي اليوم الثاني للأمير السعيد بينما هو واقف رأى أحد الكتاب ولكنه فقير من الشباب ويعمل على تأليف مسرحية، ولكن شدة البرد لا تجعله يقوى على إكمالها، ومن هنا طلب الأمير السعيد من طائر السنونو أن يهدي الكاتب الشاب إحدى عيناه،

فأخذه الطائر وأعطاها له، فقام الطائر بتأجيل سفره لليوم الثاني حتى يتمكن من إعطاء الشاب الجوهرة، وحين وصل أعطى السنونو الجوهرة للكاتب والذي من بعدها أصبح في غاية السعادة.

وعندما قام السنون للرحيل فإذا بالأمير يرى احد الآباء يُجبر بنته للعمل حتى تكسب المال، فسارع الأمير السعيد بطلب من السنونو أن يأخذ عيناه الأخرى ليعطيها لتلك الفتاة، ولكن السنونو رفض بشدة لمعرفته أن الأمير سيصبح أعمى وقد قال له ذلك.

ومع ذلك أصر الأمير على أن يأخذ طائر السنونو الجوهرة الثانية ليعطيها للفتاة، فاخذه الطائر وألقاها في يد الطفلة الضعيفة،

فإذا بالفتاة فرحة وأصبحت شديدة السعادة، وأخيرًا كان اخر طلب أن يأخذ الطائر كل قشور التمثال على جسم الأمير السعيد وان يقوم بتوزيعها على كل فقراء البلدة.

فقام طير السنونو بتوزيع كل قشور التمثال على أهل القرية، فإذا بهم أصبحوا في غاية السعادة،

وبعد أن أصبحت القرية كلها سعيدة وتم توزيع كل قشور الذهب عليهم تحول لون الأمير إلى رمادي قبيح،

فلم تصبح عيناه من الياقوت اللامع، ولم يعد يمتلك ذلك الخنجر البراق،

وقشور جسده كلها تحولت من الذهب إلى اللون الرمادي القاتم، ولكن أدرك طائر السنونو أنه لن يقدر على السفر،

وهذا بسبب شدة البرد، فعرف انه سيموت، ولكنه ظل بجانب الأمير حتى يحكى له بعض القصص ليعمل على تسليته في وحدته، ولكن سقط السنونو ميتًا من شدة البرد، وحزن الأمير على فراق السنونو وأنكسر قلبة الرمادي المصنوع من الرصاص.

النهاية

من هو الملقب بالأمير السعيد
من هو الملقب بالأمير السعيد

وبعد مرور بضعة أيام مر عمدة القرية بجانب الأمير السعيد فوجد شكله قبيح، فأصدر العمدة قرار بسهره،

وعمل تمثال آخر من الحديد، وعندما وجد الطائر بجانبه ميتًا قرر أن يرميه في القمامة، وقد قام العمدة بإلقاء قلب الأمير الرمادي بجانب طائر السنونو في القمامة،

ومن ثم جاءت الملائكة لتحمل قلبيهما وتذهب بهما إلى الجنة، وهذا لنقاء قلب الأمير والسنونو،

وفي النهاية عاشا الأمير سعيدًا مرة أخرى في الجنة.

الخلاصة

من هو الملقب بالأمير السعيد

على مر العصور وخلال سرد العديد من قصص الأطفال لن نجد قصة أكثر حزنًا مثل قصة الأمير السعيد، حيثُ قامت هذه القصة بسرد حياة وايلد التي تمثلت ما بين حياته الظاهرية أمام الناس والواقع المرير الذي مر به.

فقد كانت رحلاته مبنية على المتعة التي تراها في الفن وتسمى هذه الحالة بالتبشير بالجمالية.

قام الأمير السعيد على إظهار الصراع النفسي للإنسان بينه وبين ذاته، وقد اختتم وايلد الأمير السعيد فالعفو الذي قد ناله،

هو والألوف من الذين قد اتهموا بالمثلية الجنسية، وكان هذا في انجلترا عام 2017، حيثُ عمل على تذكير الناس في جميع أنحاء العالم أن المجتمع بكل قوانينه وأيضًا تقاليده هو المصدر الحقيقي للعفو، الإدانة، والمنع.

ولهذا كان وايلد يريد ان يوضح فكره من خلال الأمير السعيد، بحيثُ أثبت أنه

قد اعطي من خلال تضحيته لأهل القرية، بكل ما يملك من عيونه وحتى قشور جسده الذهبية،

ولكنه في النهاية كان مصيره هو من ساعده في القمامة، وقد توفى وايلد في 30 نوفمبر عام 1900 في باريس،

وقد أُصيب بمرض التهاب السحايا، وكان متزوج من كونستانس لويد، وكان من اشهر أعمال وايلد صورة دوريان جراي، وشبح كانترفيل.

وقد تم دفنه بمقبرة بير لاشيز، ومن أحدى مقاطع قصته الخيالية الأمير السعيد : .

أيها السنونو الصغير العزيز… أنت تحكي لي أشياء مذهلة. لكن الأكثر غرابة هو معاناة الناس. لا يوجد لغز أكثر استغلاقاً من الشقاء. طر فوق المدينة وأخبرني بما تراه هناك”

 

 

 

 

 

شاركها.