ولدت رزان النجار سنة 1997 وتوفيت اول أمس الجمعة 1 جوان/يونيو، بغزة كانت مسعفة فلسطينية متطوعة ميدانية لإسعاف الجرحى بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، وناشطة مدافعة عن القضية الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية.

قُتلت الشهيدة المسعفة برصاصة لقناصة إسرائيلية إخترقت صدرها حيث تم إستهدافها بشكل متعمد، عقب محاولة إنقاذها للمصابين المحاصرين قرب السياج من قبل الإحتلال، باحتجاجات غزة الحدودية التي انطلقت في مارس/آذار الماضي 2018 شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث تقدمت لإسعاف المصابين وإخراجهم رفقة زملائها المسعفين، فتم إطلاق وابل من الرصاص عليهم، ورغم تراجعهم للخلف أصر الإحتلال على القنص المباشر، حتى إرتقت رزان شهيدة، وأصيب زميلها المسعف رامي نهرو في القدم والمسعف محمود عبد العاطي والمسعف محمود قديح، والمسعفة رشا قديح بإختناق بالغاز.

ورغم صغر سنها وقلة المساعدات الطبية التي كم مرة اشترتها من مالها الخاص، واصلت رزان الحضور والبحث عن مصابين إذ أنقذت رفقة زملائها العديد من المصابين الفلسطنيين.

استشهادها

أصيبت الشهيدة الفلسطينية أكثر من مرة خلال مسيرات العودة، ولم يمنعها هذا الأمر من مواصلة مشوارها لأداء رسالتها الطبية السامية، فهي لم تغادر ميدان عملها الاسعافي التطوعي خلال مسيرة العودة حتى قدمت نفسها شهيدة في مخيم العودة المقام على أراضي خزاعة شرقي خان يونس.

وقالت الوزارة في البيان إن الشهيدة النجار قنصت خلال محاولتها هي ورفاقها إنقاذ حياة عدد من المصابين بعد منع الاحتلال وصول سيارات الإسعاف إليهم قرب السياج الفاصل شرق خان يونس.

وذكرت الوزارة الفلسطينية أن رزان النجار شاركت في إسعاف المصابين، وعملت مع الطواقم الطبية منذ انطلاق فعاليات “مسيرة العودة الكبرى” في 30 مارس/آذار الماضي، و”كانت شاهدة على جرائم الاحتلال بحق الأطفال والنساء والطواقم الطبية والصحفية والمدنيين العزل”.

ولا يعد مقتل رزان النجار أول حادثة يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المسعفين، حيث سبق وأن استهدف كوادر طبية بالرصاص مخلفا قتلى وجرحى.

فقد كشف تقرير فلسطيني تحت عنوان “استهداف الطواقم الطبية الفلسطينية نهج احتلالي” الوجه الوحشي الجديد لجيش الاحتلال الصهيوني الذي يمارسه في الأراضي المحتلة دون ردع وأمام السكوت الدولي.

وكشف التقرير الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الانسان عن عدد من الانتهاكات التي طالت المسعفين والطواقم الطبية خلال مسيرة العودة منذ 30 مارس الماضي، إذ قتل الاحتلال مسعفا، وإصابة 223 فردا من أفراد الطواقم الطبية، من بينهم 29 مسعفا أصيبوا بالرصاص الحى أو نتيجة إصابتهم مباشرة بقنابل الغاز المسيل للدموع التى أُطلقت تجاههم.

كما أدى استهداف جنود الاحتلال لوسائط النقل الطبى إلى تضرر 37 سيارة إسعاف، عدا عن استهداف المراكز الطبية والمشافى الميدانية، وعرقلة العمل فى العديد منها.

هذه الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال ترتقي إلى جرائم حرب وفقا لقواعد القانون الانساني الدولي، ضد أفراد المهمات الطبية.

ماذا قالت النجار قبل استشهادها

كانت مراسلة “وكالة فلسطين اليوم الاخبارية” أجرت مقابلة سابقة مع المسعفة رزان النجار قبل استشهادها حيث أكدت خلالها بأن كثافة الرصاص والقنابل لن تثنيها عن مواصلة عملها في انقاذ الجرحى مهما كلفها ذلك.

وتحدثت النجار عن هذا الدور الفريد الذي تقدمه المرأة الفلسطينية منذ سنوات اللجوء قائلة: “إن دور المرأة لا يقل أهمية عن دور الرجل بما تستطيع فعله لخدمة قضيتها، وللمطالبة بحقها في العودة وتقرير المصير”.

وعبرت النجار عن فخرها و اعتزازها بهذا الدور الذي قامت به، وتعهدت بأن تبقى تمارس عملها مهما كلفها ذلك حتى دحر الاحتلال وعودة اللاجئين الى قراهم التي هجروا منها قسراً.

وأشارت النجار الى أنها تعاملت مع عشرات الإصابات التي وقعت في أماكن قريبة جداً من السلك الفاصل، وكانت تقوم بمهمة الإسعاف الأولي للجرحى في مكان اصابتهم قبل وصول الإسعاف لنقلهم إلى المستشفيات.

شاركها.